تنفق المملكة العربية السعودية مئات المليارات من الدولارات على صفقات الأسلحة وعلى ميزانية الجيش الذي لا يزال ضعيفاً على مستوى الأفراد على الرغم من تزويده بالمعدات الحديثة.

يضاف لذلك إلى أنه منذ تولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ساءت الحالة العسكرية للمملكة وهو ما ظهر جلياً في حرب السعودية على اليمن مع قوات التحالف والتي سميت عاصفة الحزم.

وعلى الرغم من كون أعداء المملكة هم ميليشيات غير متطورة إلا أن محمد بن سلمان وجيشه فشلا في تحييد عناصرها أو السيطرة على مجريات الأمور في اليمن بل تطور الأمر إلى أن سيطرت ميليشيات الحوثي على مواقع داخل حدود المملكة العربية السعودية.

وهنا يطرح سؤالاً.. لماذا فشل جيش أكبر دولة خليجية في حربه ضد ميليشيات أنصار الله الحوثي ولماذا يعد جيش المملكة ضعيفاً على مستوى الأفراد على الرغم من امتلاكها معدات متطورة؟!.

 

عوامل الفشل مجتمعة

تطرق تحليل صادر عن صحيفة جيوبوليتيكال فيوتشرز إلى عوامل فشل الجيش السعودي في مهمته التي قام بها في اليمن والتي ترجع في أصلها إلى العائلة المالكة نفسها.

الجيش السعودي وإن ظهر إعلامياً على أنه جيش نظامي لكنه مازال يدار بفكر القبيلة وهو ما يسبب خلل في عقيدة المقاتل السعودي فعلى سبيل المثال إذا تمرد جندي وهرب من القتال خوفاً من الموت فإنه يرجع إلى قبيلته وهي من تعيده إلى الجيش فإدارة الجيش لا تقوم بمعاقبته دون الرجوع لقبيلته.

إضافة لذلك فإن أفراد الجيش السعودي يظهرون مقاومة في تعلم المعدات الحديثة وعلى الرغم من كون عدد 252 ألف جندي إلا أنهم لا يتدربون على القتال بشكل دوري كالجيش المصري على سبيل المثال.

ولذلك فهم لم يتعرضوا لاختبارات الحرب فيصبح وقع اللقاء عليهم شديداً وهذا الجزء المتسبب فيه هو وزير الدفاع السعودي الأسبق محمد بن سلمان والذي أصبح ولياً للعهد.

 

السبب.. محمد بن سلمان

يعد أهم عوامل فشل المملكة في امتلاك جيش قوي هو ولي العهد السعودي نفسه محمد بن سلمان الذي ادعى أنه يستطيع أن يفرض سيطرته على الأراضي اليمنية ويجتث الحوثي في أيام لكنه لم يحدث.

بن سلمان اهتم منذ اعتلائه الحكم بضرب معارضيه وتصفية خصومه وعلى رأسهم ابن عمه ولي العهد السابق محمد بن نايف ولم يهتم بالجيش إضافة لذلك فإن قرار الحرب الذي اتخذه كان فيه مغامرة كبيرة بالجيش الذي خاض الحرب الأولى له في تاريخه وكانت تلك هي الصدمة.

يضاف لذلك فإنه عاش في كنف الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب الذي عمل على حمايته خاصة من التهديد الإيراني وهو ما دفع السيناتور ليندسي جراهام أن يقوم ساخرًا في عام 2018: “لولا الولايات المتحدة، لكانوا يتحدثون الفارسية في غضون أسبوع تقريبًا في المملكة”.

الخلاصة أن عوامل الفشل اجتمعت في الجيش السعودي الذي كان يرأسه وزير دفاع فاشل وقد أصبح ولياً للعهد يحكم كل البلاد ولا يملك في رصيده غير الفشل المتراكم.