تواصل السلطات السعودية اعتقال العشرات من الفلسطينيين بينهم ممثل حركة “حماس” بالرياض محمد الخضري، دون تمكينهم من توكيل محاميين للدفاع عنهم أمام محاكم المملكة.
ورغم انتشار جائحة فيروس كورونا في السعودية، وتسجيل إصابة الآلاف، لم يعرف بعد مصير المعتقلين الفلسطينيين في سجونها أو أوضاعهم الصحية، أو ماهية الإجراءات التي تم اتخاذها لحمايتهم من وصول المرض لهم.
حوار لـ”عبد الماجد الخضري” المتحدث باسم اللجنة الوطنية للدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، حول آخر ما يتعلق بالمعتقلين، وما هي التهم الموجهة لهم، ورأيه في مبادرة الحوثي.
أوضاع المعتقلين
ما آخر المستجدات حول قضية المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية؟
آخر ما تم تناقله حول المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية، كان من المفترض عقد جلسة محاكمة جديدة لهم في العاصمة الرياض 8 رمضان المبارك الحالي، لكن بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا في المملكة توقفت الأمور حتى تنتهي الأزمة، ولا توجد أي أخبار أخرى حول المعتقلين.
سبق أن تم عرضهم في 8 مارس/آذار 2020، على المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، وعقدت أولى الجلسات لعدد من المعتقلين، بعدها تم نقلهم إلى سجن حائل سيء السمعة، ثم إعادتهم إلى سجن ذهبان في جدة.
هل هناك إحصائية بعدد المعتقلين وأسمائهم؟
حسب معلوماتي، المعتقلون منذ الحملة الأولى هم 68 شخصا، وبعدها تم اعتقال عدد آخر، من بين المعتقلين رجال أعمال وأطباء ومهندسين وصحفيين وأساتذة جامعة ومدرسين، وأبرز الأسماء المعروفة كالآتي: فوزي صبح اللولو، محمد أحمد العابد، محمد قاسم البنا، محمد صالح الخضري، هاني محمد الخضري، جمال خضر الداهودي، أدهم محمد غزال، أيمن محمد غزال، بلال يحيى العقاد، يحيى العقاد، عصام زكريا العقاد، طارق جودت السوافيري، محمد حسن عاشور، عرفات أحمد أبو سمرة، سليمان يحيى الحداد، محمد سليمان الحداد، محمود محمد غزال، أيمن صلاح العريان، نبيل صافي، شريف محمد نصر الله، علي ناصر الشبوكي، مشهور عبد الرحيم خضر، محمد كامل فطافطة، طارق عباس، عبد الرحيم محمد فرحانة، محمد أحمد أسعد، عمر عبد الحافظ العصار، عمر إبراهيم الحاج، سمير ربحي بشناق، محمد خير أبو الرب، عبد الحافظ التميمي، باسل مصطفى صباح، محمد حسين يعيش، عبد الكريم فتحي المعالي، أحمد عارف أبوجبل، جمال خالد أبو عمر، أسامة بسام العطاري، ماهر يوسف حلمان، محمد سليمان أبو رواع، بشار زكي، عبد الله عوض، بكر عدنان الحصري، أمجد مرقة، وإبراهيم باجس.
ما أبرز التهم التي وجهتها المحكمة للمعتقلين؟
في أول جلسة تم عرض 68 فلسطينيا معتقلا في السجون السعودية على المحكمة الجزائية في الرياض، والقاضي قام بتسليم كل واحد منهم لائحة اتهام، وهناك من وصلت الاتهامات الموجه له صفحة واحدة، وآخرين 4 صفحات.
جميع التهم الموجهة لهم هي دعم الإرهاب وتمويله، والانتماء “لكيان إرهابي مجرم”، دون ذكر اسم أي تنظيم، والتهم الأخرى هو التمويل، وهذه التهمة منافية للأصول، لأن الدكتور الخضري كمثال معروف أنه يمثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في السعودية، وباعتراف وموافقة رسمية من رؤساء المخابرات السعودية المتعاقبين، ومنهم الأمير تركي الفيصل، ونواف بن عبد العزيز، ومقرن بن عبد العزيز، ومحمد الغامدي من الاستخبارات العسكرية، متفق على المراسلات، والزيارات بينهم، وأي نشاط يقوم به كان بعلم السلطات السعودية.
وحصل الخضري على كتاب من أعلى سلطة أمنية في السعودية للعمل كممثل لحماس، لذلك فإن ما حدث من اعتقاله إلى جانب الفلسطينيين خطوة مستغربة، والتهم التي تم توجيهها لهم لا تليق.
ممثل حماس في السعودية ترك منصبه في عام 2010 بسبب مرضه، حيث يعاني من مرض عضال، وأخذ موافقة على ذلك من الأمير مقرن الذي منحه إقامة ما يعرف بالتقاعد، لكن تفاجأنا باعتقاله إلى جانب 68 فلسطينيا آخرين.
هل تعرض المعتقلين لأي تعذيب خلال فترة اعتقالهم؟
أستطيع القول: إن المعتقلين الفلسطينيين موجودون في معتقل غوانتانامو السعودية، حيث تعرضوا لكافة أنواع التعذيب الجسدي والنفسي من قبل السلطات، من شبح وتعليق أجسادهم لفترات طويلة، ثم إهانتهم من خلال وضعهم في زنازين منفردة، بدون توجيه أي تهم لهم. وجود المعتقلين في السجون السعودية سببه واحد وهو حبهم للقضية الفلسطينية، ويبدو الرياض تنفذ أوامر واشنطن.
ما أوضاع أسر المعتقلين الموجودين داخل المملكة، وكيف يتم تعامل السلطات معهم؟
الله يكون في عونهم، كمثال الذين ليس عندهم إقامة، أو لديهم أولاد في المدرسة، أصبح تشديد عليهم، فمثلا ابن المعتقل هاني الخضري يدرس في الثانوية العامة، ومعه جواز سفر أردني مؤقت، والأب داخل السجن والابن لا يستطيع تجديد جواز سفره، فوضعهم بائس.
جائحة كورونا
في ظل تفشي جائحة فيروس كورونا بالسعودية، هل لديكم أي تطمينات حول المعتقلين؟
ما نعرفه أن عددا من أمراء آل سعود أصيبوا بفيروس كورونا، فما بالك بالمعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية حيث الخدمات الطبية الضعيفة ودون المستوى، ونحن لدينا تخوف كبير من تفشي كورونا في السجن كونه مكانا مغلقا.
نسمع عن وفيات وإصابات بالجملة في دول أوروبا والولايات المتحدة صاحبة المستوى الراقي في الخدمات الصحية، وبكل تأكيد سيكون الأمر مخيفا في السعودية.
كيف تتابعون أخبار المعتقلين في ظل تفشي كورونا؟
لا يوجد أي تواصل مع المعتقلين داخل السجون السعودية من خارج المملكة، ومع ذلك قمنا بإرسال كتاب إلى عدد من المؤسسات الدولية، أبرزها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة العفو الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان، ومنظمة الصحة العالمية، وقلنا لهم: إن العائلات تشعر بحالة من الخوف على أبنائها في السجون السعودية، فنحن لم نترك بابا إلا وطرقناه، لكن السعوديين لديهم إملاءات ينفذونها وتفرض عليهم أوامر.
هل لا يزال يتواصل أهالي المعتقلين مع ذويهم؟
قبل أزمة كورونا كان عدد من الأهالي الموجودين داخل السعودية يزورن أبناءهم ولفترة بسيطة، وإجراء مكالمات تستغرق دقيقتين، ولمن خارج السعودية لا يستطيع أحد الزيارة أو التواصل، ومع أزمة كورونا توقفت الزيارات.
التدخلات والوساطات
هل هناك أي وساطات جديدة حول إطلاق سراح الخضري والمعتقلين الفلسطينيين؟
حتى الآن لا نعرف أن هناك أي وساطات، ولكن الأخوة في حركة حماس لم يقصروا في الموضوع ولا يزالون يبذلون الجهد في ذلك، ووسائل الإعلام تتحدث كثيرا وبشكل صريح ومعلن عن ضرورة إخراج المعتقلين الفلسطينيين في السعودية.
هل زار أي من المحامين أو الجهات الحقوقية المعتقلين؟
الأساس عند اعتقال أي شخص يتم حضور المحامي، لكن هناك الأمر مختلف، المحامون في السعودية لا مكان لهم، ولا يوجد أي مجال كي يأتي محام يدافع عن المعتقلين، الوضع هناك ليس ديمقراطيا.
كيف تابعتم مبادرة جماعة الحوثي حول مبادلة المعتقلين الفلسطينيين بأسير طيار سعودي؟
هل تقبل السعودية بهذا الشيء أو لا؟، هناك ريبة في الاستجابة، وأتوقع عدم استجابتهم. ننظر إلى مبادرة الحوثي بأنها إنسانية ونحن معها، وخروج المعتقلين والطيارين العسكريين السعوديين من اليمن هو شيء إيجابي، وهي مصلحة للطرفين، في حال كان لدى السعودية اهتمام بجنودها.