في ظل إعادة تقديم أطروحات بالمشاورات لإيقاف الحرب التي يخوضها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن منذ مارس/آذار 2015، استهدفت مليشيا “الحوثي” في 20 مارس/آذار 2022 منشآت حيوية تابعة لشركة “أرامكو” السعودية.

المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، أعلن أن قواته “قصفت عددا من الأهداف الحيوية والهامة في مناطق أبها وخميس مشيط وجازان وسامطة وظهران الجنوب (جنوبي السعودية) بدفعة من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة”.

وأضاف في بيان “قواتنا تملك إحداثيات متكاملة ضمن بنك أهداف خاص يضم عددا كبيرا من الأهداف الحيوية قد تستهدف في أية لحظة”.

من جانبه، أعلن التحالف السعودي الإماراتي، “تدمير صاروخ باليستي، و9 طائرات مسيرة مفخخة أطلقت نحو المملكة لاستهداف مدينة جازان”.

كما شملت المناطق المستهدفة محطة نقل الكهرباء في ظهران الجنوب، ومحطة للغاز في خميس مشيط، ومعمل الغاز المسال التابع لشركة “أرامكو” في منطقة ينبع.

وأفاد المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي، بأن “التحقيقات الأولية تشير لاستخدام المليشيا لصواريخ كروز (إيرانية الصنع) في استهداف محطة تحلية المياه (في الشقيق) ومحطة التوزيع التابعة لشركة أرامكو (بجازان)”.

وأكد أن “تناثر شظايا الهجمات العدائية تسببت ببعض الأضرار المادية في المنشآت، ومنازل ومركبات مدنية، دون خسائر في الأرواح”.

ويأتي القصف الحوثي بعد إعلان مجلس التعاون الخليجي، في 17 مارس/آذار 2022 استضافة مشاورات للأطراف اليمنية في 29 مارس/آذار 2022، بالعاصمة الرياض، لتحقيق وقف إطلاق النار، ولاقت ترحيبا من أطراف عدة أبرزها الأمم المتحدة.

الناشطون على تويتر اتهموا ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، محمد بن سلمان، بالتسبب فيما آلت إليه أوضاع الحرب وما تشهده المملكة من استهداف ممنهج، إذ أعلن في بداية حربه التي شنها منذ سبع سنوات أنها “تهدف لردع الحوثي”، لكنه بات يستهدف المملكة بشكل اعتيادي.

وأشاروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة، أبرزها #وزير_الدفاع_فاشل، إلى أن ولي العهد “ورط” المملكة في حرب استنزاف جعلت البلاد مكشوفة لمليشيات مسلحة، وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية وآليات عسكرية ومواقع هامة وقصف مستمر بسبب قرار من “وزير دفاع فاشل”.

ورأى ناشطون أن استهداف الحوثي للعمق السعودي بالتزامن مع دعوة مجلس التعاون الخليجي للحوار لإنهاء الحرب، بمثابة رد منه وإعلان رفضه للسلام، مذكرين أيضا بما تسببت به الحرب من قتل آلاف اليمنيين وتشريد الأطفال والتسبب في موجات نزوح جماعية وأسوأ أزمة إنسانية.

 

فشل ابن سلمان

وصب ناشطون غضبهم على ولي العهد السعودي، ونعتوه بـ”الفاشل والمريض وصاحب المعارك الخاسرة، وقائد أفشل تحالف”، وغيرها من التوصيفات الأخرى التي تعبر عن رؤيتهم له كـ”قائد حرب فاشل”.

الصحفي المعارض تركي الشلهوب، قال إن “نظام ابن سلمان نظام هش، يزلزله معارض، وتخيفه تغريدة، ولا يستطيع مواجهة عصابة كانت تسكن الكهوف، يستقوي على المواطنين فقط، ويظهر وحشيته على المعتقلين، لم يدخل معركة سياسية أو عسكرية إلا وخسرها وعاد مكسورا، ساحته تويتر فيها يقود معاركه وفيها يطبل له المطبلون”.

وقالت الناشطة الحقوقية، حصة الماضي، إنه في ظل استمرار احتلال آل سعود لبلادنا لن ننعم بالأمن والأمان”.

وكتب محمد الحربي: “ابن سلمان يعتقل الشعب ويعذبهم، لكن في مواجهة الحوثي يندعس، وقبل الحوثي القطريون دعسوه ولم يعطوه ولا شرطا واحدا من الشروط التي فرضها عليهم لفك الحصار.. أسد علي وفي الحروب نعامة”.

ورأى الناشط سعد الدوسري، أن “تذاكي ابن سلمان ومحاولته إبعاد نفسه عن المسؤولية عن مأساة اليمن وحربها التي تسببت بأكبر أزمة إنسانية في العالم، ستؤخر الحل السلمي وتزيد من معاناة الشعب اليمني ومن الضغط الأخلاقي والسياسي والقانوني على السعودية وعلى شخص ابن سلمان، وكذلك الابتزاز الأميركي سيتزايد”.

ووجه أحد المغردين تساؤلا لولي العهد، قائلا: “محمد بن سلمان مدري أنت شايف إلى أين وصلت حربك العبثية؟.. إدارة أميركية ترفض تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية!.. دعم عسكري توقف!.. صفقات بيع سلاح توقفت!.. طلبتهم يوقفوا إطلاق النار ودعم اقتصادهم ولا نفع!.. والآن هذا ردهم على مبادرة السلام! إيش باقي ما جربت؟”.

 

جرائم الحوثي

وقرن ناشطون إدانتهم لابن سلمان، بالتنديد بالقصف الحوثي للسعودية، مؤكدين أن الحوثي يثبت في كل مرة أنه “لا يريد السلام لليمن وجيرانه”.

وأعرب الناشط السعودي عمر عبدالعزيز، عن حزنه من أن “تتعرض البلاد لقصف ذراع من أذرع إيران، بعد أقل من 24 ساعة من زيارة الذراع (رئيس النظام السوري) بشار الأسد للإمارات التي تزعم محاربة إيران في اليمن”.

الناشطة هدى الصراري، أوضحت أنه “في الوقت الذي يدعو فيه الخليج والمجتمع الدولي للتفاوض على السلام والتوصل لحل الأزمة اليمنية، تأبى مليشيا الحوثي إلا أن تنتهج العنف والدمار لليمن ومن حولها لا حسن نية في التعامل معهم، هم أدوات رخيصة زرعت في المنطقة لتهديد الأمن والسلم”، ووصفتها بأنها “جماعة تقتات على الموت والدم!”.

وكتب أحد المغردين: “8 سنين ونحن بالحرب، الحوثي صار أقوى وصار يقصفنا، 8 سنين عارفين أماكنهم ومخازنهم، العسيري كان يقول دمرنا 90 بالمئة من قوة الحوثي وابن سلمان يقول نستطيع اجتياحهم في أسبوعين والمالكي ينزرف بمقطع، والكذب متواصل.. الكل يدري أن المشكلة أن وزير الدفاع فاشل لكن البعض يكذب على نفسه ويطبل له”.

وأكد صاحب حساب “المناضل”، أن “استهداف المدنيين ومحطة تحلية المياه77 ليست رجولة بل هي جرائم قذرة يستخدمها الحوثي للضغط على أفشل وزير دفاع في العالم فتى البوبجي”، في إشارة إلى لعبة مشهورة عبر الهاتف.

وقال الصحفي محمد غميض: “نتائج القصف الحوثي تتكشف: خسائر مادية كبيرة ومعنوية أكبر والأهبل MBS سيزداد هبلا وخبلا!.. القصف الحوثي جاء بعد مد مبس يده للسلام الواهم لجمع الفرقاء بمن فيهم الحوثيون في الرياض تحت غطاء مجلس التعاون، لكن الآن جاء الكف الحوثي عنيفا! من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام!”.

 

مسؤولية جماعية

وحمل ناشطون التحالف السعودي الإماراتي و”الشرعية” اليمنية مسؤولية تعاظم قوة مليشيا الحوثي وعدم ردعها حتى اليوم، وتمكينها من الوصول لاستهداف العمق السعودي، مستنكرين التزام دول الخليج بالخروج ببيانات إدانة واستنكار دون اتخاذ موقف رادع ضد الحوثي.

الصحفي منير العمري، أكد أنه “لم يطل عمر مليشيا الحوثي الإمامية غير عبث وترهل الشرعية الرخوة وتخالف التحالف وتضارب أجنداتهم وأولوياتهم وإضاعة الوقت في تخير الشراكات والاستسلام لمخاوف غير مبررة ولا واقعية”، موضحا أن “الثابت في كل ما يحصل هو أن الأمور تتغير بسرعة وما هو متاح وفي المتناول اليوم لن يكون كذلك غدا”.

وقال سيد الدالي: “شبعنا استنكارات وندين ونشجب، يا خليج خاصة والعرب بشكل عام أين جيشوكم؟ المواساة عبر استنكارات لا توقف الهجمات على السعودية، ولا تنهي الحرب ومن المضحك أن الشرعية اليمنية تستنكر هجمات الحوثي.. أجل أنتم ما دوركم وأين جيشكم الذي أنفق عليه التحالف مليارات الدولارات”.

الناشط جونسون ويليامز، أشار إلى أنه “قبل سبع سنوات لم يخطر على بال أحد بأن عمليات التحالف في اليمن ستستمر أكثر من عام، إلا أن ما تكشف أن التحالف أتى لتمكين الحوثي عسكريا وليس كما يدعون لدعم الشرعية التي أصبحت في فنادق، والحوثي أصبحت صواريخه ومسيراته تطال فنادق ما يسمى بالشرعية وتطال ناطحات السحاب”.