قال تقرير إن ، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المدافع بقوة عن حقوق الإنسان، في جولته الأخيرة في الخليج، فشل في التطرق إلى هذه القضية تمامًا.

وبدلاً من ذلك، أحضر ماكرون معه وفداً كبيراً من الوزراء وكبار رجال الأعمال الفرنسيين لإتمام صفقات الأسلحة المربحة مع الإمارات وتبييض صورة السعودية؛ وهما دولتان من أسوأ دول العالم من حيث حقوق الإنسان.

وتساءل تقرير “برس تي في”: هل يمكن أن تظل فرنسا سلبية في المنطقة؟

وتزامنت زيارة ماكرون إلى الإمارات أوائل ديسمبر مع الذكرى الخمسين لتأسيس الدولة واختتمت بصفقة أسلحة مثيرة للجدل.

فقد وقعت الإمارات وفرنسا صفقة أسلحة بقيمة 19 مليار دولار لشراء 80 طائرة مقاتلة من طراز “رافال” و12 طائرة هليكوبتر عسكرية.

وكان هذا أكبر طلب دولي على الإطلاق للطائرات الحربية. وجاء الاتفاق رغم معارضة منظمات حقوقية لدور أبوظبي البارز في الحملة الدموية التي تقودها السعودية ضد اليمن.

فأبوظبي أيضًا متورطة في الأزمة الليبية، حيث تلطخ يدها بدماء المدنيين. وفي حادثة واحدة فقط في 18 نوفمبر 2019، نفذت الإمارات هجوماً غير قانوني بطائرة مسيرة على مصنع السنبلة للبسكويت في وادي الربيع بليبيا، مما أسفر عن مقتل 8 وإصابة 27 مدنياً.

وبعد زيارة للإمارات وتوقف قصير في قطر، وصل ماكرون إلى جدة ليكون أول زعيم غربي كبير يزور ولي العهد السعودي منذ مقتل جمال خاشقجي.

فقد أثارت أنباء اعتقال مشتبهٍ به في قتل خاشقجي في مطارٍ فرنسي، موجة من ردود الفعل، حيث أعربت الجماعات الحقوقية عن ارتياحها من أن مثل هذا المشتبه به البارز سيتم الحكم عليه.

وعلى حد قول لينا الهذلول، شقيقة الناشطة السعودية البارزة في مجال حقوق المرأة لجين الهذلول، “يحاول ماكرون إعادة تأهيل الرجل الذي عذب أختي وقتل خاشقجي وقطع جسده إلى أشلاء، وخلق أسوأ أزمة إنسانية في بلد مجاور، لكن ماكرون لديه انتخابات مقبلة ويحتاج إلى عقد صفقاته.”

ومع زيارته إلى السعودية، اتُهم ماكرون بتقديم “الصفقات” على حقوق الإنسان، على الرغم من أنه يبدو أنه لم ينزعج من هذا الاتهام على الإطلاق.

في الواقع، إن الفرنسيين يدعمون دولاً استبدادية مثل النظام السعودي الذي يقتلون الناس في اليمن. لذا فإن فرنسا، مثل بقية دول الغرب، تستخدم هذه المنظمات مثل منظمة العفو الدولية أو هيومن رايتس ووتش عندما يناسبها ذلك.

وأضاف التقرير: في الواقع يرتكب النظام السعودي والإماراتي فظائع باسم حقوق الإنسان، خاصةً في اليمن، كما أنهم فعلوا ذلك في الشرق الأوسط كله؛ ولا يزالون يفعلون.

وشدد الرئيس الفرنسي خلال زيارته للمملكة على ضرورة العمل من أجل “الاستقرار في المنطقة”، بينما لم يشر إلى أن الطريق إلى الاستقرار لا يمكن أن يتعدى الحرية وحقوق الإنسان.