كشف حساب “العهد الجديد” السعودي المعارض، عن وجود تقارير رفعت إلى الديوان الملكي حملت العديد من الفضائح الصادمة حول إعلان تعداد سكان المملكة.

وقال الحساب إن رؤية ولي العهد محمد بن سلمان 2030 تهدف إلى أن يصل عدد السكان إلى ما يزيد على 50 مليون نسمة، نصفهم من الأجانب.

إلا أن “العهد الجديد” أشار إلى أن التقارير والمعلومات التي وردت إلى الديوان لم تكن بالاتجاه الذي تشتهيه سفن محمد بن سلمان، إذ أن انخفاض أعداد الأجانب في المملكة وهروب رؤوس الأموال، يتنافى بشكل صارخ مع مستهدفات الرؤية.

وذكر الحساب أنه لتغطية على هذه المشكلة قرر ابن سلمان ومعه عدد من المسؤولين في الديوان تشكيل لجنة على الفور، هدفها: كيف يخرجون معلومات إحصائية تؤكد أن أعداد الأجانب في المملكة بتزايد، وأن الرؤية تسير بالاتجاه الصحيح، وأن المال الأجنبي ما يزال يتدفق إلى البلد، (وهذا عكس الذي يحصل في البلد تماماً)، ثم أخيراً، كيف يقنعون الرأي العام المحلي والدولي بصحة ودقة المعلومات المراد نشرها.

وأوضح “العهد الجديد” أن اللجنة عملت على مدار أشهر، ثم خلصت إلى نتائج إعلامية وسيناريو تتوقع أنه سيكون مقنع ومؤثر، وكان بإمكان هيئة الإحصاء الاعتماد على قاعدة بيانات الاحوال المدنية المرتبطة ب NIC للحصول على أرقام حقيقية بدل المهزلة التي خرجت بها، لولا أن هدفها إعلامي بحت، لترقيع أزمة انخفاض أعداد الأجانب في المملكة.

وأضاف الحساب المعارض أن لجنة الديوان آنفة الذكر أعدت تقريرها بالتعاون مع هيئة الإحصاء، وإلى جانبه، أعدت تقريراً إعلامياً عن الرسائل المراد إيصالها من هذا التقرير، ومن ثم المخاطر المحتملة، وافترضت أسئلة ونقاشات ستدور بين الناس عن الاختلاف بين نتائج تعداد 2022 و 2010، ووضعت أجوبة لتلك الأسئلة.

وخلال الاجتماعات التي جرت، وضعوا أسئلة افتراضية، وصنفوا احتمالية حدوثها وحدة خطرها، ثم وضعوا أجوبة لها، ومن ذلك:

١. اختلاف سكان الرياض (٧.٥) مليون الذي ذكره ابن سلمان في مقابلة منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار عن الرقم الحالي لنتائج التعداد والذي ظهر برقم (٦.٩) مليون، فأجابوا: أن هذا الرقم يشمل سكان المنطقة الإدارية للرياض فقط ولا يشمل ضواحيها!.

٢. الاختلاف بين نتائج تعداد ٢٠٢٢ و ٢٠١٠ وترقيع فضيحة اختلاف الأرقام، إذ أجابوا: أن الأرقام المنشورة سابقا تقديرية، وأن النتائج الجديدة هي الأكثر دقة للبيانات، وأنه ومنذ انطلاق الرؤية ارتفعت جودة ودقة البيانات، بمعنى آخر: أنهم يريدون نسف جهود الملك عبدالله وما تم في عهده.

٣. كما جرى الحديث عن انخفاض عدد المنازل الموصولة بشبكة الإنترنت الأرضي، فأوصوا أن يتم تضليل الإجابة بذكر الأرقام الخاصة بانتشار 5G وترتيب المملكة في المؤشرات ذات العلاقة.

ويؤكد ما جرى في بيانات تعداد السعودية 2022 كذب إحصاءات الحكومة في نسب البطالة والسكن ومعدل الدخل وغيرها. أما ما يخص حقوق الإنسان والمعتقلين فأرقام الحكومة وبياناتها كذب في كذب.

وقد كان من أبرز أهداف تعداد السعودية 2022، هو تضليل نسبة السكان السعوديين، عبر نسف الجهود السابقة، واعتبار الاحصائيات التي تمت إبان عهد الملك عبدالله غير دقيقة، وذلك لكي يؤكدوا للناس أن أعدادهم قليلة وفق حجم المصروفات من الميزانية السنوية.

كما أن محمد بن سلمان يريد مخاطبة الإعلام الغربي ومغازلته، لتلميع صورته وتغطية على الانتهاكات الإنسانية والحقوقية الصارخة التي يقوم بها، إذ يريد أن يقول أن بفضل رؤية 2030 زاد عدد الأجانب، وستستمر الزيادة، وأنها من الدول العظمى التي تستقبل الأجانب وتوفر لهم بيئات عمل مناسبة.