نشر الكاتب ” ماثيو إغليسياس” مقالاً، على موقع “فوكس” ، تناول فيه التحالف الأمريكي السعودي، مؤكداً إنه لا يحظى بشعبية كبيرة بين أوساط المواطنين الأمريكيين.

وقال أن كل ما يحدث للعلاقة الأمريكية الإيرانية قائم بالإساس على التحالف الأمريكي الطويل مع السعودية، المنافس الإقليمي لإيران في المنطقة.

ويشير الكاتب إلى أن التحالف الأمريكي السعودي ظل لفترة أولوية لا يمكن لأحد الشك فيها ضمن مجتمع صناع السياسة الخارجية، إلا أن دعم النخبة للسعودية تعرض لضغوط؛ بسبب الأزمة الإنسانية في اليمن، وقتل السعودية لصحافي (واشنطن بوست) جمال خاشقجي، الذي يحمل أبناؤه الجنسية الأمريكية، لكن حتى في معايير الرؤساء الأمريكيين فإن الرئيس دونالد ترامب تشبث بطريقة غير عادية بالسعوديين، ولم يكشف في الوقت ذاته عن علاقاته المالية مع الحكومة السعودية.

تجدر الإشارة أيضًا إلى أنه على الرغم من أن التحالف القوي مع السعودية كان منذ فترة طويلة موقفًا رئيسيًا لنخب السياسة الخارجية الأمريكية ؛ إلا أنه لا يحظى بشعبية كبيرة بين الجمهور الأمريكي.

ويرى الكاتب أن هذا يساعد في تفسير السبب في أن الخطاب المتشدد ضد إيران يبدو غير صادق، فالنقاش الذي يرى أن عداء الولايات المتحدة لإيران جيد للسعودية، التي تعد حليفا مهما لأمريكا، قوي مثل النقاش الذي يرى أن التقارب الأمريكي مع إيران سيئ للسعودية، مستدركا بأن معظم الأمريكيين يرون أن التحالف الأمريكي السعودي لا يعد سببا يدفع أمريكا لدفع ثمن مواجهة إيران؛ لأن التحالف الأمريكي السعودي بحد ذاته ليس جيداً.

ويلفت الكاتب إلى أن مؤسسة “غالوب” نشرت استطلاعاً في شباط/ فبراير 2019، وجد أن 4% من الأمريكيين لديهم مواقف “جيدة” تتعلق بالسعودية، و25% لديهم مواقف إيجابية نوعاً ما تجاهها، وتعد هذه النسب أسوأ من مواقف الأمريكيين تجاه فنزويلا وكوبا.

في خريف عام 2018، نشر “يوغوف” استطلاعاً، أظهر أن الأمريكيين يرون السعودية عدوة أكثر من كونها حليفة، وهناك نسبة صغيرة جداً تراها دولة صديقة.

كما نشرت مجلة “بزنس إنسايدر” استطلاعاً في أيلول/ سبتمبر 2019، وجد أن نسبة 22% من المشاركين يتعاملون مع السعودية بصفتها حليفة.

ويستدرك الكاتب أنه من الواضح أن هذا ليس هو ما تراه الحكومة الأمريكية، وبالتأكيد ليس هو ما تراه إدارة ترامب بشكل خاص، أو صقور إيران بشكل عام، لكن في ظل الديمقراطية فإنه لا يمكنك إخبار الناس بأنك تعمل أشياء من أجل تحالف لا يؤمن به الرأي العام، ولهذا من المفيد اختلاق أمور غير حقيقية.

ويشير إلى أنه في الوقت الذي عبر فيه الرأي العام عن شكوكه من السعودية، فإن هذا لا يعني عدم المبالاة بإيران، ففي يونيو 2019 أظهرت استطلاعات الرأي تأييدًا قويًا لتدخل عسكري ضد إيران، إذا كان ذلك ضروريًا؛ لمنعها من الحصول على أسلحة نووية.

وأضاف الكاتب إن الحرب يجب ألا تكون ضرورية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي؛ لأن إدارة باراك أوباما وقعت معاهدة دبلوماسية لمنع هذا الأمر، وبالنسبة لخبراء السلاح النووي كانت المعاهدة عظيمة، وعالجت القدرات النووية الإيرانية المحتملة، وهو أمر كان يهم إدارة أوباما والرأي العام أيضاً.

واستدرك بأن المعاهدة لم تكن جيدة لمساعدة السعودية على الهيمنة على المنطقة، ولأنها كانت جيدة للاقتصاد الإيراني فإنها لم تكن جيدة للسعوديين، وبهذه الطريقة نظروا إلى المعاهدة، ولهذا السبب كانت مثيرة للجدل في دوائر الأمن القومي الأمريكية، ولهذا ألغى ترامب الاتفاقية بشكل أدى إلى هذه الدوامة من العنف.

ويبين الكاتب أن المشكلة بالنسبة للصقور أنك لا تستطيع إلغاء صفقة حققت شيئاً يهم الناخبين من أجل تقوية تحالف لا يهمهم، ولهذا السبب يحب ترامب الزعم أن الإيرانيين قاموا بخرق الاتفاقية، الذي لو كان صحيحاً؛ فإنه سبب جيد للخروج منها. مستدركاً أن كلامه لم يكن صحيحاً، كما لم يكن كلام نائبه مايك بنس صحيحاً، الذي زعم عبر (تويتر) يوم الجمعة، أن قائد فيلق القدس هو المسؤول عن هجمات أيلول/ سبتمبر 2001، وهذا سبب يؤكد عدوانية الإدارة لإيران إذا كان صحيحاً، كما قال وزير الخارجية إن قتل سليماني جاء لمنع هجمات وشيكة، وهو أمر جيد لو كان كلامه صحيحاً، وكشفت التقارير لاحقا أن كلامه لم يكن صحيحاً.

ويختم الكاتب بالقول إنه في حين يقول فيه الصقور كلاماً غير صحيح؛ فإنهم لا ينشرون هذه الحكايات؛ لأنها تبدو مجنونة أو حمقاء، فهم ينشرونها لأن السبب الحقيقي الذي يجعلهم يفضلون المواجهة مع إيران هو رغبتهم في دعم السعودية للتفوق في لعبة السلطة.