يبدو أن شهر العسل لن يدوم بين شريكي التحالف العربي في اليمن، الرياض وأبوظبي، فسرعان ما انفرط العقد، رغم محاولات لملمة الأوضاع، وتحسين الصورة، والظهور بمظهر الشريكين المتناغمين، في وقت بلغ فيه النزاع حد الاشتباك المسلح.
لطالما تحدثت تقارير صحفية عالمية أن السعودية تتعامل مع الإمارات بحذر، وهي تعتقد أن ابن زايد يسعى لسحب البساط من ابن سلمان، ويسعى لتوسيع نفوذه الإستراتيجي على حساب الأخير.
مجلة ناشيونال إنترست الأميركية، كشفت في وقت مبكر عن تصدع العلاقة بين الرياض وأبوظبي، وكتبت في تقرير لها تحت عنوان (تشققات تتشكل في العلاقة السعودية الإماراتية) قالت فيه: إن القوات السعودية ركزت على العمليات الجوية، بينما لعب الجيش الإماراتي دورا كبيرا على الأرض، ما أسفر عن نتائج هامة غير قواعد اللعبة، بحسب الصحيفة.
أضافت الصحيفة، أن انسحاب الإمارات دون ترتيب مُرض مع السعودية شكل مصدر خلاف محتمل بين البلدين، ومثل ضربة مميتة لمساعي المملكة للفوز بنصر في تلك الساحة.
وكانت وول ستريت جورنال قد كشفت في تقرير لها أن الخلافات بين السعودية والإمارات حول الإستراتيجية التي يجب اتباعها في اليمن خلقت شقوقا في تحالفهما.
ولوحظ مؤخرا تصعيد إعلامي غير مسبوق على الإمارات من قبل القنوات التلفزيونية اليمنية التي تبث من الرياض، ما يشير إلى تصاعد الخلافات بين الجانبين،
بالإضافة إلى تصريحات لسعوديين تهاجم الإمارات، كان من أبرزهم الأكاديمي تركي القبلان، والذي صرح في لقاء تلفزيوني مع قناة سهيل التي تبث من الرياض أن سعي الإمارات وراء مصالحها الضيّقة على الجغرافية اليمنية يتناغم مع “المشروع الإيراني” في المنطقة، قائلا: “ما تقوم به غير منسجم مع أهداف التحالف”.
منع من السفر
قبل أيام، شهدت العلاقة السعودية الإماراتية توترا جديدا، حيث قامت سلطات مطار الملكة علياء بالأردن برفض منح تصريح بالهبوط للطائرة اليمنية التي كان يفترض أن تقل قيادات من المجلس الانتقالي التابع للإمارات إلى عدن.
وعللت السلطات الأردنية أن لديها أوامر من قيادة التحالف بعدم الإذن للطائرة بالهبوط، مؤكدة أن بحوزتها قائمة بأسماء قيادات المجلس الانتقالي ومدير أمن عدن، بمنعهم من السفر إلى العاصمة المؤقتة عدن.
الأمر استفز تلك القيادات التي كان من المقرر أن تغادر عمّان إلى عدن، وهم رئيس وأعضاء وحدة شؤون المفاوضات وفريق المجلس في اللجنة المشتركة لتنفيذ اتفاق الرياض برئاسة ناصر الخبجي، ومعه عبدالرحمن شيخ وأنيس الشرفي ومدير أمن محافظة عدن المقال شلال شائع.
كما استفز الموقف المجلس الانتقالي الذي دفع المتحدث باسمه نزار هيثم لإلقاء بيان متلفز وهو يرتدي بزة عسكرية، وطالب التحالف بضرورة التوضيح إزاء ما أقدمت عليه الأردن، وحذر مما يترتب على ذلك من انعكاسات تؤثر على مسار المفاوضات وعملية السلام، كما طالب الشارع الجنوبي بضبط النفس حتى مجيء التوضيح من قيادة القوات السعودية.
تزامنت تلك الأحداث مع توتر آخر في مدينة عدن، بين القوات التابعة للإمارات والقوات المحلية المدعومة من السعودية، فقبل أيام، ساد التوتر في مطار عدن والمناطق المحيطة به، بعد أن رفضت القوات العسكرية التابعة للإمارات، تسليم المطار لقوة محلية تعمل تحت إشراف السعودية، بموجب الاتفاق الذي نصت عليه اتفاقية الرياض.
ورغم مجيء ضباط سعوديين، ضمن القوات الجديدة التي يفترض أن تتسلم المطار، إلا أن قوات المجلس الانتقالي المدعومة من الإمارات رفضت الاتفاق، وانتشرت بشكل مكثف داخل المطار وخارجه.
إثر ذلك الانتشار، تم حشد الآليات والجنود من قبل قوات الانتقالي من جهة والقوات المحلية والوحدات السعودية الموجودة داخل المطار من جهة أخرى، وتم استحداث عشرات النقاط العسكرية المعززة بالمدرعات والدوريات العسكرية داخل مديريات عدن.
عقب ذلك الموقف الذي عده مراقبون معبرا عن إرادة إماراتية، كون المجلس الانتقالي ليس إلا واجهة للوجود الإماراتي هناك، ظهر العقيد الركن تركي المالكي المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ليؤكد أنه لا توجد أي شروخ في العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي، في جنوب اليمن، وقوات التحالف، وألقى المالكي اللائمة على الإعلام المغرض، حد قوله.
وأضاف المالكي أن المعلومات التي تم تداولها تعد مغرضة، مؤكدا أن هناك الكثير الذي تحقق من اتفاق الرياض.
التحالف المرتبك
صحيفة العرب الإماراتية كان لها موقف آخر، حيث اتهمت التحالف الذي تقوده السعودية، بعدم الحيادية في تنفيذ اتفاق الرياض، وقالت: إن الرياض مرتبكة في التعاطي مع الملف اليمني، وبالتالي لم تعد مؤهلة لرعاية الاتفاق أو حمايته من الانهيار.
وأضافت الصحيفة، إن ارتباك التحالف العربي في معالجة الملف اليمني امتد إلى طريقته في إدارة العلاقة الصعبة والمعقدة بين المجلس الانتقالي وحكومة عبدربه منصور هادي، التي رهنت قرارها لشق إخواني قوي داخلها، في إشارة لحزب الإصلاح الذراع السياسي لجماعة الإخوان في اليمن، حسب الصحيفة.
وتابعت الصحيفة: “انعكس ذلك الارتباك في خروج التحالف عن حياديته الضرورية للمضي قدما في اتفاق الرياض وحمايته من الانهيار الذي بات يهدده أكثر من أي وقت مضى، ذلك الارتباك أدى إلى خروج التحالف عن حياده، وانحيازه لطرف دون آخر، ليفقد بذلك أهلية رعاية اتفاق الرياض وحمايته من الانهيار.
تطور نوعي
حسب مصدر حكومي أدلى بتصريحات صحفية لقناة الجزيرة لكنه فضل عدم الكشف عن هويته، فإن “سبب المنع يتمثل في أن لدى السعودية معلومات تفيد بأن المجلس الانتقالي يستعد لتفجير الوضع عسكريا، ولديه رغبة مبيتة في التصعيد بالعاصمة المؤقتة وفي المناطق التي لم يوجد فيها”.
وأضاف المصدر: أن “هدف المجلس الانتقالي بالتصعيد الأخير هو الرغبة في السيطرة على المناطق التي لم يسيطر عليها”.
أما المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي، فقال لـ”الاستقلال”: “ما ينبغي التدقيق عليه في سياق هذه المواجهة بين الرياض والانتقالي الجنوبي، هو أنها تعبر في أحد مظاهرها عن تصادم إرادات بين الرياض وأبوظبي”.
مضيفا: “الرياض تحاول أن تقوض على ما يبدو النفوذ الإماراتي الذي تأسس على معالجات تحمل طابعا تصادميا مع الأهداف المعلنة للتدخل العسكري للتحالف، وتذهب نحو تكريس انفصال الجنوب عن الشمال، وتوفر للإمارات فرصة كبيرة لتحقيق أهدافها الجيوسياسية الخاصة، وتمد معركتها العبثية ضد أعداء كثر، بينهم أطراف أساسية في الشرعية”.
التميمي تابع: “قوبلت خطة السعودية بمنع القيادات الانتقالية من العودة إلى عدن ومحاولة إحلال قوة أمنية جديدة في المطار الدولي للمدينة، بغضب كبير من المستويات الوسطى والقيادات العسكرية والناشطين المحسوبين على المجلس الانتقالي، وتجلى هذا الغضب في هجوم مباشر على السعودية”.
المحلل السياسي اليمني أكد أن الأمر هنا لا يتعلق بحسن نوايا السعودية تجاه اليمن، بل برغبتها في التصرف الكامل بمصير الدولة اليمنية، دون شراكة متكافئة كالتي كرستها أبوظبي طيلة السنوات الخمس الماضية من زمن الحرب، خصوصا في المحافظات الجنوبية لليمن.
وأضاف: “على أية حال يعد ذلك التوتر تطورا نوعيا في الموقف السعودي تجاه تنفيذ اتفاق الرياض، ويدل على أن السعودية بدأت باتخاذ موقف متشدد من المجلس الانتقالي على المستوى العملي، وفي وقت تحاول تلطيف الأجواء في بيانها الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية السعودية”.
وختم التميمي حديثه بالقول: “لذا لا يمكن لأحد في ظل هذا التعقيد أن يتوقع نجاحا سهلا للسعودية في مهمة ترويض الأدوات الإماراتية، خصوصا إذا مضت الرياض قدما في خلق واقع جديد يقوم على سحب البساط التدريجي من تحت أقدام المجلس الانتقالي، عبر تجريده من الصلاحيات الأمنية والعسكرية الواسعة التي يتمتع بها حاليا في عدن”.
لكن وفق التميمي، أصبح من الثابت أن “الانتقالي الذي يستمد وجوده واستمراره من الدعم المفتوح الذي تقدمه الإمارات، لم يعد هذا الدعم له متاحا بمستوياته السابقة، بل محدودا ومقتصرا على القيادات والحلقات النافذة في المؤسستين الموازيتين، العسكرية والأمنية”.
يبدو أن شهر العسل لن يدوم بين شريكي التحالف العربي في اليمن، الرياض وأبوظبي، فسرعان ما انفرط العقد، رغم محاولات لملمة الأوضاع، وتحسين الصورة، والظهور بمظهر الشريكين المتناغمين، في وقت بلغ فيه النزاع حد الاشتباك المسلح.
لطالما تحدثت تقارير صحفية عالمية أن السعودية تتعامل مع الإمارات بحذر، وهي تعتقد أن ابن زايد يسعى لسحب البساط من ابن سلمان، ويسعى لتوسيع نفوذه الإستراتيجي على حساب الأخير.
مجلة ناشيونال إنترست الأميركية، كشفت في وقت مبكر عن تصدع العلاقة بين الرياض وأبوظبي، وكتبت في تقرير لها تحت عنوان (تشققات تتشكل في العلاقة السعودية الإماراتية) قالت فيه: إن القوات السعودية ركزت على العمليات الجوية، بينما لعب الجيش الإماراتي دورا كبيرا على الأرض، ما أسفر عن نتائج هامة غير قواعد اللعبة، بحسب الصحيفة.
أضافت الصحيفة، أن انسحاب الإمارات دون ترتيب مُرض مع السعودية شكل مصدر خلاف محتمل بين البلدين، ومثل ضربة مميتة لمساعي المملكة للفوز بنصر في تلك الساحة.
وكانت وول ستريت جورنال قد كشفت في تقرير لها أن الخلافات بين السعودية والإمارات حول الإستراتيجية التي يجب اتباعها في اليمن خلقت شقوقا في تحالفهما.
ولوحظ مؤخرا تصعيد إعلامي غير مسبوق على الإمارات من قبل القنوات التلفزيونية اليمنية التي تبث من الرياض، ما يشير إلى تصاعد الخلافات بين الجانبين،
بالإضافة إلى تصريحات لسعوديين تهاجم الإمارات، كان من أبرزهم الأكاديمي تركي القبلان، والذي صرح في لقاء تلفزيوني مع قناة سهيل التي تبث من الرياض أن سعي الإمارات وراء مصالحها الضيّقة على الجغرافية اليمنية يتناغم مع “المشروع الإيراني” في المنطقة، قائلا: “ما تقوم به غير منسجم مع أهداف التحالف”.
منع من السفر
قبل أيام، شهدت العلاقة السعودية الإماراتية توترا جديدا، حيث قامت سلطات مطار الملكة علياء بالأردن برفض منح تصريح بالهبوط للطائرة اليمنية التي كان يفترض أن تقل قيادات من المجلس الانتقالي التابع للإمارات إلى عدن.
وعللت السلطات الأردنية أن لديها أوامر من قيادة التحالف بعدم الإذن للطائرة بالهبوط، مؤكدة أن بحوزتها قائمة بأسماء قيادات المجلس الانتقالي ومدير أمن عدن، بمنعهم من السفر إلى العاصمة المؤقتة عدن.
الأمر استفز تلك القيادات التي كان من المقرر أن تغادر عمّان إلى عدن، وهم رئيس وأعضاء وحدة شؤون المفاوضات وفريق المجلس في اللجنة المشتركة لتنفيذ اتفاق الرياض برئاسة ناصر الخبجي، ومعه عبدالرحمن شيخ وأنيس الشرفي ومدير أمن محافظة عدن المقال شلال شائع.
كما استفز الموقف المجلس الانتقالي الذي دفع المتحدث باسمه نزار هيثم لإلقاء بيان متلفز وهو يرتدي بزة عسكرية، وطالب التحالف بضرورة التوضيح إزاء ما أقدمت عليه الأردن، وحذر مما يترتب على ذلك من انعكاسات تؤثر على مسار المفاوضات وعملية السلام، كما طالب الشارع الجنوبي بضبط النفس حتى مجيء التوضيح من قيادة القوات السعودية.
اشتباك مسلح
تزامنت تلك الأحداث مع توتر آخر في مدينة عدن، بين القوات التابعة للإمارات والقوات المحلية المدعومة من السعودية، فقبل أيام، ساد التوتر في مطار عدن والمناطق المحيطة به، بعد أن رفضت القوات العسكرية التابعة للإمارات، تسليم المطار لقوة محلية تعمل تحت إشراف السعودية، بموجب الاتفاق الذي نصت عليه اتفاقية الرياض.
ورغم مجيء ضباط سعوديين، ضمن القوات الجديدة التي يفترض أن تتسلم المطار، إلا أن قوات المجلس الانتقالي المدعومة من الإمارات رفضت الاتفاق، وانتشرت بشكل مكثف داخل المطار وخارجه.
إثر ذلك الانتشار، تم حشد الآليات والجنود من قبل قوات الانتقالي من جهة والقوات المحلية والوحدات السعودية الموجودة داخل المطار من جهة أخرى، وتم استحداث عشرات النقاط العسكرية المعززة بالمدرعات والدوريات العسكرية داخل مديريات عدن.
عقب ذلك الموقف الذي عده مراقبون معبرا عن إرادة إماراتية، كون المجلس الانتقالي ليس إلا واجهة للوجود الإماراتي هناك، ظهر العقيد الركن تركي المالكي المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ليؤكد أنه لا توجد أي شروخ في العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي، في جنوب اليمن، وقوات التحالف، وألقى المالكي اللائمة على الإعلام المغرض، حد قوله.
وأضاف المالكي أن المعلومات التي تم تداولها تعد مغرضة، مؤكدا أن هناك الكثير الذي تحقق من اتفاق الرياض.
التحالف المرتبك
صحيفة العرب الإماراتية كان لها موقف آخر، حيث اتهمت التحالف الذي تقوده السعودية، بعدم الحيادية في تنفيذ اتفاق الرياض، وقالت: إن الرياض مرتبكة في التعاطي مع الملف اليمني، وبالتالي لم تعد مؤهلة لرعاية الاتفاق أو حمايته من الانهيار.
وأضافت الصحيفة، إن ارتباك التحالف العربي في معالجة الملف اليمني امتد إلى طريقته في إدارة العلاقة الصعبة والمعقدة بين المجلس الانتقالي وحكومة عبدربه منصور هادي، التي رهنت قرارها لشق إخواني قوي داخلها، في إشارة لحزب الإصلاح الذراع السياسي لجماعة الإخوان في اليمن، حسب الصحيفة.
وتابعت الصحيفة: “انعكس ذلك الارتباك في خروج التحالف عن حياديته الضرورية للمضي قدما في اتفاق الرياض وحمايته من الانهيار الذي بات يهدده أكثر من أي وقت مضى، ذلك الارتباك أدى إلى خروج التحالف عن حياده، وانحيازه لطرف دون آخر، ليفقد بذلك أهلية رعاية اتفاق الرياض وحمايته من الانهيار.
تطور نوعي
حسب مصدر حكومي أدلى بتصريحات صحفية لقناة الجزيرة لكنه فضل عدم الكشف عن هويته، فإن “سبب المنع يتمثل في أن لدى السعودية معلومات تفيد بأن المجلس الانتقالي يستعد لتفجير الوضع عسكريا، ولديه رغبة مبيتة في التصعيد بالعاصمة المؤقتة وفي المناطق التي لم يوجد فيها”.
وأضاف المصدر: أن “هدف المجلس الانتقالي بالتصعيد الأخير هو الرغبة في السيطرة على المناطق التي لم يسيطر عليها”.
أما المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي، فقال لـ”الاستقلال”: “ما ينبغي التدقيق عليه في سياق هذه المواجهة بين الرياض والانتقالي الجنوبي، هو أنها تعبر في أحد مظاهرها عن تصادم إرادات بين الرياض وأبوظبي”.
مضيفا: “الرياض تحاول أن تقوض على ما يبدو النفوذ الإماراتي الذي تأسس على معالجات تحمل طابعا تصادميا مع الأهداف المعلنة للتدخل العسكري للتحالف، وتذهب نحو تكريس انفصال الجنوب عن الشمال، وتوفر للإمارات فرصة كبيرة لتحقيق أهدافها الجيوسياسية الخاصة، وتمد معركتها العبثية ضد أعداء كثر، بينهم أطراف أساسية في الشرعية”.
التميمي تابع: “قوبلت خطة السعودية بمنع القيادات الانتقالية من العودة إلى عدن ومحاولة إحلال قوة أمنية جديدة في المطار الدولي للمدينة، بغضب كبير من المستويات الوسطى والقيادات العسكرية والناشطين المحسوبين على المجلس الانتقالي، وتجلى هذا الغضب في هجوم مباشر على السعودية”.
المحلل السياسي اليمني أكد أن الأمر هنا لا يتعلق بحسن نوايا السعودية تجاه اليمن، بل برغبتها في التصرف الكامل بمصير الدولة اليمنية، دون شراكة متكافئة كالتي كرستها أبوظبي طيلة السنوات الخمس الماضية من زمن الحرب، خصوصا في المحافظات الجنوبية لليمن.
وأضاف: “على أية حال يعد ذلك التوتر تطورا نوعيا في الموقف السعودي تجاه تنفيذ اتفاق الرياض، ويدل على أن السعودية بدأت باتخاذ موقف متشدد من المجلس الانتقالي على المستوى العملي، وفي وقت تحاول تلطيف الأجواء في بيانها الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية السعودية”.
وختم التميمي حديثه بالقول: “لذا لا يمكن لأحد في ظل هذا التعقيد أن يتوقع نجاحا سهلا للسعودية في مهمة ترويض الأدوات الإماراتية، خصوصا إذا مضت الرياض قدما في خلق واقع جديد يقوم على سحب البساط التدريجي من تحت أقدام المجلس الانتقالي، عبر تجريده من الصلاحيات الأمنية والعسكرية الواسعة التي يتمتع بها حاليا في عدن”.
لكن وفق التميمي، أصبح من الثابت أن “الانتقالي الذي يستمد وجوده واستمراره من الدعم المفتوح الذي تقدمه الإمارات، لم يعد هذا الدعم له متاحا بمستوياته السابقة، بل محدودا ومقتصرا على القيادات والحلقات النافذة في المؤسستين الموازيتين، العسكرية والأمنية”.