MBS metoo

قوانين “الحشمة” تتغير بالسعودية.. الداعم بن سلمان والمخالفون بالسجون

خلافاً لما اعتاد عليه المجتمع في السعودية بدأ السكان يشاهدون فتيات في الشوارع والأسواق وهن بلا حجاب، دون أن يتعرضن للترهيب أو العقوبة.

ولم يكن يعرف في هذا البلد الخليجي وجود انفتاح يصل إلى هذا الحد الذي يعتبر جريئاً، بل كانت الفتاة غير المحجبة تنال عقوبة من قبل الجهات المختصة، خاصة “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، التي كانت تحرص على تطبيق المواطنين للشريعة الإسلامية.

لكن هذه الهيئة حُجِّم عملها وقُيِّد دورها بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في يونيو 2017، وتبنيه العديد من القرارات التي تعطي مساحة واسعة من الحرية للمرأة، تصل إلى ما يصفه البعض بـ”التعري”.

تلك الحرية كانت وراء ظهور فتيات سعوديات في الشوارع والأسواق من دون حجاب، وبثياب لا يعتبرها المجتمع المحافظ “محتشمة”، وهو ما تحول إلى حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في المملكة.

بدورها فإن مناهل العتيبي (25 عاماً) تقول: “منذ أربعة أشهر، منذ أن جئت إلى الرياض، وأنا لا أرتدي العباءة”.

وأضافت لوكالة “فرانس برس”: “أعيش مثلما أريد، أتصرف بحرية، لست مقيدة، لا يُفرض علي لباس لست مقتنعة به”.

وفي أغسطس الماضي، نشرت الناشطة النسوية، مناهل، مقطع فيديو على حسابها في منصة “تويتر”، تظهر فيه وهي تتجول بشوارع الرياض مرتدية لباساً رياضياً ضيقاً ودون غطاء رأس.

وأرفقت المقطع بتغريدة أكدت فيها أنها تجولت في مختلف شوارع الرياض، وأن تجوالها كان طبيعياً دون أن يتعرض لها أحد.

وأثنت العتيبي على رجال الشرطة، مبينة أنها لم تتعرض لمضايقات أو مساءلة من قبلهم، وهو أمر لافت في بلد سبق أن لاحقت سلطاته فتيات تمردن على قيود الزي شبه الموحد؛ الحجاب والعباءة، معتبرة أن هذا دليل على التزام رجال الشرطة بتوجيهات ولي العهد، محمد بن سلمان، الذي قال في مقابلة صحفية سابقة: إن “المرأة في السعودية تعامل كالذكر”.

عدم محاسبة الفتيات اللاتي خلعن الحجاب يخالف تماماً حالة مماثلة وقعت في يوليو 2017، حيث تعرضت فتاة للحبس بعد نشرها مقطع فيديو وهي ترتدي لباساً قصيراً، وتتجول في قرية أشيقر التراثية القريبة من العاصمة الرياض.

واعتقلت الشرطة الفتاة وحبست مدة قصيرة ثم أطلق سراحها. وأغلق المدعي العام القضية، بحسب ما أوردت في حينها وزارة الإعلام السعودية، حيث كانت الفتاة تصور الفيديو في منطقة سياحية.

وأصدرت الوزارة بياناً قالت فيه إن الفتاة اعترفت بأنها تجولت في منطقة أثرية وهي ترتدي تنورة قصيرة ولا ترتدي حجاباً، لكن مقاطع الفيديو جرى تحميلها على الإنترنت دون علمها.

لكن عدم معاقبة الفتاة يبدو أنه كان مشجعاً لفتيات أخريات يسعين لنزع الحجاب، وهو ما عبرت عنه لاحقاً عدة فتيات، يرين في الحرية التي منحها بن سلمان فرصة للخروج على عادات المجتمع.

توجه جديد

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ألمح العام الماضي إلى تغيير محتمل في مسألة فرض ارتداء العباءة في الأماكن العامة، بعدما قال إنّ احتشام المرأة لا يعني لبسها لها.

وتشهد السعودية، بدعم بن سلمان، تغييرات اجتماعية جذرية تعرّضها لعديد من الانتقادات؛ بسبب مخالفتها لجميع العادات والتقاليد والالتزام الديني الذي حافظت عليه المملكة سنوات طويلة.

وسمح بن سلمان بإقامة الحفلات الصاخبة والمختلطة، واستضافة فنانين عالميين وُصف بعضهم بـ”الإباحية” و”الشذوذ”، في مشهد غابت عنه آراء قادة الرأي الذين ملئت بهم سجون المملكة.

وكان آخر هؤلاء المسجونين هو الشيخ عمر المقبل، الأستاذ في كلية الشريعة في جامعة القصيم؛ على خلفية انتقاده اللاذع لما تمارسه هيئة الترفيه، التي يرأسها تركي آل الشيخ، المستشار بالديوان الملكي السعودي.

الداعية المقبل، الذي يتابعه ما يقرب من 885 ألف شخص على “تويتر”، انتقد هيئة الترفيه ونشاطاتها في السعودية، إذ قال في مقطع فيديو قبل بضعة أيام: إن تلك النشاطات “تسلخ المجتمع عن هويته وتذبح الحياء وتجلب سخط الله”، في إشارة إلى حفلات الغناء والرقص التي شهدتها المملكة في الفترة الأخيرة.

Exit mobile version