قرَّرت كبرى مؤسسات الإعلام العالمية عدم مشاركتها مجدداً في مؤتمر «دافوس الصحراء» الذي سيقام في المملكة العربية السعودية، على خلفية قتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، في قنصلية بلده بإسطنبول في تركيا، العام الماضي.

وكانت كبرى المؤسسات الإعلامية الأمريكية انسحبت العام الماضي من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في المملكة العربية السعودية، الذي يُطلق عليه اسم «دافوس الصحراء»؛ احتجاجاً على مقتل جمال خاشقجي، الذي كان ينشر مقالاته في صحيفة The Washington Post.

 

غياب للإعلام المؤثر

ومن المتوقع أن يحضر كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، ووزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين مؤتمر هذا العام، الذي سيُعقد بين 29 و31 أكتوبر/تشرين الأول، في فندق ريتز كارلتون في الرياض.

لكن مؤسسات  Fox Business Network وCNN وCNBC وBloomberg Media وNew York Times وFinancial Times قرَّرت مرةً أخرى عدم المشاركة في مؤتمر هذا العام بصفة شركاء إعلاميين، حسبما ذكرت مجلة Hollywood Reporter، الثلاثاء 22 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

وقال متحدث باسم شبكة Fox Business لمجلة The Hollywood Reporter: «شبكة Fox Business لن تحضر أو تشارك في مؤتمر مستقبل الاستثمار هذا العام».

وقال متحدث باسم صحيفة The New York Times: «لن ترعى صحيفة New York Times المؤتمر، ولن ترسل أيَّ متحدث. ولم تُتخذ أي قرارات حول ما إذا كنا سنغطي الحدث من الجانب الصحفي، مثلما فعلنا في العام الماضي، أو كيفية ذلك».

كذلك قال متحدث باسم صحيفة Financial Times: «لسنا أحد رعاة المؤتمر، ولن نرسل متحدثين».

أما مؤسسة Bloomberg Media فستغطي المؤتمر صحفياً، وفقاً لشخص قريب من المؤسسة.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن المؤتمر لم يعلن بعد عن «الشركاء الاستراتيجيين» و «شركاء المعرفة» لهذا العام، رغم أنه لم يتبقَ سوى أسبوع على موعد المؤتمر، لكن مصدراً مطلعاً قال إن الشراكات الإعلامية ستكون شحيحة.

وذكرت صحيفة The Washington Post، نقلاً عن قائمة المشاركين في المؤتمر، في 30 سبتمبر/أيلول، أن «كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات الكبرى مثل Goldman Sachs وJPMorgan Chase وCitigroup وBlackRock سيعودون إلى المملكة لحضور المؤتمر هذا العام، ومنهم أكثر من 40 مديراً تنفيذياً يمثلون شركات أمريكية».

 

قضية خاشقجي ترتد سلباً على المملكة

وأضرَّت جريمة قتل خاشقجي بسمعة السعودية، التي لا تزال تتعرض لانتقادات عالمية بسببها، وباتت هذه القضية من بين الأبرز والأكثر تداولاً في الأجندة الدولية، منذ وفاة خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وفي يوليو/تموز الماضي، نشرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، تقريراً أعدته المحققة الأممية، أنييس كالامار، من 101 صفحة، حمّلت فيه السعودية كدولة مسؤولية قتل خاشقجي عمداً.

وأكدت كالامار، المعنية بملف الإعدامات خارج نطاق القانون، في تقريرها، وجود أدلة موثوقة تستوجب التحقيق مع مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى، بينهم ولي العهد محمد بن سلمان.

وأمس الثلاثاء، قال ديفيد هيرست، مدير تحرير موقع Middle East البريطاني، إنه بعد جريمة اغتيال خاشقجي البشعة اهتزّت صورة الأمير محمد بن سلمان، في الشارع البريطاني والأمريكي.

وقال «إنه (بن سلمان) لم يجرؤ على زيارة هذين البلدين مؤخراً، حتى وإن تمكن من حضور قمة الزعماء العشرين، إلا أنه لم يعد يتجول في الشوارع تلك بحريته، خوفاً من ردة فعل الناس هناك»، مضيفاً أنه «رغم ذلك لم تتغير دكتاتورية محمد بن سلمان».

وأضاف أن الغرض من قتل خاشقجي هو إسكات الصوت الناطق بالنقد المعتدل تجاه السعودية في واشنطن