MBS metoo

لتمرير سياساته في الحكم.. كيف يوظف بن سلمان علماء الدين؟

منذ تنصيب الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد في المملكة في يونيو/حزيران 2017، أصدر مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، أكثر من 8 فتاوى وبيانات حذّر فيها من مغبّة عصيان الحاكم الشرعي، وتحدّث عن فضائل الولاء له، رافقتها فتاوى ترسخ لضرورة دعم سياسات النظام مهما شابها من شبهات أو تبعها من آثار.

السلطات الحاكمة بالمملكة العربية السعودية حولت الدعاة والعلماء والمشايخ إلى مسوخ، قادرة على التلون وتغيير المواقف وتطويع الدين ليتناسب مع سياسات الحكم، ليس من منطلق مراجعة أفكار تستوجب التصحيح وإنما من منطلق خدمة الساسة.

حسب مراقبين فإن مظاهر عبث “بن سلمان” بدين الله لا يمكن حصرها، مشيرين إلى أنه جعل ‏القرآن والأذان ضمن برامج الترفيه، وعطل الشريعة وغيّر أحكامها، واستخدام منبر الحرمين ‏للترويج لذاته، اعتقل دعاة الوسطية وطارد علماء الصحوة، وشوّه المفاهيم الشرعية بآلته الإعلامية ‏والمطبلين من مشايخه وكتّابه.‏

بعد شهرين من تولي الملك سلمان الحكم وتحديدا في 25 مارس/آذار 2015، انطلقت عاصفة الحزم، لتخرج هيئة كبار العلماء بالسعودية أعلى مؤسسة دينية في المملكة بفتوى مفادها أن عاصفة الحزم جهاد في سبيل الله.

على إثر الفتوى، مازالت الحرب التي يشنها تحالف عربي تقوده المملكة ضد جماعة الحوثي (شيعية مسلحة) في اليمن مستمرة حتى العام الرابع على التوالي، وتسببت تبعات خطيرة على الداخل السعودي واليمني، وسط تحذيرات من منظمات دولية من عمليات القتل التي تعرض لها المدنيون خلال تلك الحرب، والتي ترقى وفق بعض التقارير إلى “جرائم حرب”.

مفتي السعودية لم يلبث أن وجّه رسالة إلى الجنود السعوديين المرابطين على الحد الجنوبي، أكّد خلالها أنّ هذا العمل الذي يقومون به “يعتبر من أفضل الطاعات وأجل القربات إلى الله، فهو رباط وجهاد في سبيل الله”، معتبراً أنّ “هذا الثغر دفاع عن الدين والأمة وأمنها واستقرارها وعن الحرمين الشريفين”.

 

رؤية 2030

في أبريل/نيسان 2016 أعلنت المملكة عن الرؤية الاقتصادية 2030 التي نظّمها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة “بن سلمان” ووصفتها الصحف الغربية بـ”الوهمية”، في حين تبنى رجال الدين والعلماء والمشايخ في المملكة خطابا مؤيدا للتغيير لإضفاء الشرعية والإقناع بضرورته.

مفتي المملكة “آل الشيخ” خرج ساعتها ليؤكد أن الخطة تهدف “لإصلاح مستقبل الأمة”، ويعلن تفاؤله بأن الرؤية ستحقق أهدافها، وتخدم الصالح العام لحاضر الأمة ومستقبلها.

فيما رأى الشيخ عبد الرحمن السديس، الرئيس العام لشؤون الحرمين والذي توازي مكانته هيئة كبار العلماء، أن “الرؤية لا تتعارض مع تطبيق خطة التغيير الحكومية”، موجهاً الدعوة للعلماء والدعاة وطلبة العلم بـ”التكاتف وتعزيز التلاحم مع ولاة الأمر في وحدة دينية ولحمة وطنية من شأنها تفويت الفرصة على المزايدين والمغرضين ضد بلادنا”.

وقال الداعية صالح المغامسي، إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة، إن رؤية ولي العهد “مواكبة للعصر، ويجب علينا الاعتماد على آرائه، لأنه صاحب كفاءة، ورؤيته تتطلع إلى المعالي”.

تصريح “المغامسي” جاء بعد أيام من إعلان تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه إصدار تراخيص العروض الحية في المقاهي والمطاعم للعزف الموسيقي والعروض الغنائية والكوميديا الارتجالية.

 

تمرير الانفتاح

وفي استمرار للترويج لرؤية “بن سلمان”، وتمرير سياسة الانفتاح عبر الدعاة، وتطويع النصوص الشرعية لخدمة أهداف السلطة ومقاصدها، أفتى الداعية عادل الكلباني المقرب من الديوان الملكي، بأن عزل النساء بالمسجد في مكان مستقل عن الرجال “بدعة” وأن هذا الأمر لم يكن موجودا على عهد النبي.

وتسببت فتوى “الكلباني” في جدل واسع بين متابعيه الذين تباينت ردودهم، وهاجمه أحدهم متهما إياه بمنافقة النظام: “فتوى تفصيل على المقاس، ليش ما تريح نفسك وتفتي بجواز اختلاط النساء والرجال أثناء الصلاة وأيضاً صلاة الجمعة والعيد”.

كما برّر وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، عبد اللطيف آل الشيخ، الانفتاح غير المسبوق الذي تشهده المملكة، وقال في حوار له مع موقع “سبوتنيك” الروسي في مارس/آذار الماضي: إن “مظاهر التحول الثقافي والاجتماعي وأشكال الترفيه في السعودية وجدت تلبية لحاجات بعض الفئات من أفراد المجتمع”.

كما شن “آل الشيخ” هجوما على تيار “الصحوة”، قائلا: “ما نراه من تشغيب حول الانفتاح الثقافي يذكرنا بما كان الصحويون يحاولون أن ينشروه بيننا باسم الغزو الفكري، حيث يرون كل تقدم غزوا فكريا، لتبقى بلاد المسلمين متخلفة”.

 

محاربة الصحوة

“تيار الصحوة” تيار إصلاحي سعودي ظهر أواخر الثمانينيات وسحب البساط من تحت أقدام المؤسسة التقليدية “هيئة كبار العلماء” وقدم خطابا مختلفا، من أبرز رموزه سلمان العودة وعائض وعوض القرني، وعارض وجود القوات الأجنبية في السعودية، وتصادم مع السلطة السياسية والدينية.

واستطاع أن يستقطب فئات كبيرة من الشباب السعودي الذي انجذب لأفكاره من خلال المحاضرات والخطب الدينية لمشايخ ورموز هذا التيار، ويتبنى الأفكار التي تدعو إلى الحفاظ على العقيدة الإسلامية وتحصين المجتمع السعودي من “التغريب”.

وقدم نفسه تيارا يعتمد على “المنهجية الوسطية المعتدلة الرافضة للتطرف”، وتأثر شيوخه بفكر جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما تحاربه السلطة السعودية بقوة، لأن رؤية “بن سلمان” قائمة على التخفف من الطابع الديني للمملكة، بما يقتضيه ذلك من تنصل من علائقها وتحالفاتها السالفة، والمواجهة مع الخصوم السياسيين الذين يرى في مقدمتهم الإخوان المسلمين.

فالتغييرات الكبيرة التي عصفت بالمشهد السعودي سياسيا واجتماعيا وثقافيا بعد صعود “بن سلمان” وليا للعهد وتحالفه الوثيق مع محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، زادت معاداة الإخوان وتيار الصحوة ووصلت حد تعهد “بن سلمان” بالقضاء عليهم وسحقهم وكيل الاتهامات لهم، بلغت حد اتهامه للإخوان باغتيال عمه الملك فيصل بن عبد العزيز.

جاهد “بن سلمان” في تحقيق عهده، بمحاربة المشايخ المؤثرين وأصحاب المواقف الثابتة والمعلنة وشن عليهم حملات اعتقال تعسفي منذ سبتمبر/أيلول 2017 شملت عدداً من العلماء والدعاة أصحاب منهج الصحوة.

وشملت قائمة المعتقلين الدكتور سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري ومحمد الهبدان، وغرم البيشي، ومحمد عبد العزيز الخضيري، وإبراهيم الحارثي، وحسن إبراهيم المالكي.

ووجهت لهم النيابة العامة تهما سياسية معلبة، وتم التنكيل بهم وتشويه صورتهم، وطالب القضاء الذي يشتبه في انحيازه التام للقرار السياسي، بإعدام بعضهم بـ”القتل تعزيرا”.

وكتبت الهيئة تغريدات تحمل في مضمونها تأييدا ودعما لقادة المملكة والقرارات التي يتخذونها، منها قولها: “في ظل توجيهات #خادم_الحرمين_الشريفين حفظه الله، سدّد الله سمو #ولي_العهد وأيده لمواجهة الحملات المغرضة ضدّ #المملكة_العربية_السعودية. الأمن، واللحمة الوطنية، وتماسك المجتمع، وحماية المقدسات، هي أعلى وأغلى ما نملك بعد عزّ #الإسلام وحفظ الدين”.

واستخدم “بن سلمان” من بقي من الدعاة والعلماء خارج المعتقل للترويج لأفكاره وسياسته، ووجههم للاعتذار عن أفكار ورؤى سابقة تبنوها، في مسعى آخر لتشويه صورتهم وتوجيههم إلى الكذب الفاضح ونفاق السلطة.

ليعلن الشيخ عائض القرني في مقابلة على قناة “روتانا خليجية” في 7 مايو/ آيار الماضي، أنه “يعتذر باسم الصحوة عن الأخطاء أو التشديدات التي خالفت الكتاب والسنة وسماحة الإسلام وضيّقت على الناس”، وفي نفس الوقت أكد أنه يتبنى ما وصفه بالإسلام المعتدل المنفتح على العالم، الذي نادى به “بن سلمان”.

 

معاداة الدول

“القرني” هاجم أيضا قطر وتركيا، وهما دولتان تعتبرهما المملكة عدوّان لها، وتسخّر أيضا إعلامها ومشايخها لمهاجمتهما، حيث قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتهم مع قطر على خلفية الأزمة الخليجية في 5 يونيو/ حزيران 2017، وفرضت الدول الخليجية الثلاث عليها حصارا برياً وبحرياً وجوياً ‏بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتقول إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف ‏إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.‏

وفي تطبيل مفضوح لسياسة المملكة وتسييس لمنابر الحرمين واستخدام الدعاة كأبواق للترويج السياسي، أفتى مفتي السعودية بأن القرارات التي اتخذتها الرياض ضد الدوحة بها “منفعة لمستقبل القطريين”، فيما حذر إمام الحرم المكي من التعامل مع من أسماها “الفئة الضالة والجهات الإرهابية” في تأييد لما أسمته دول الحصار بـ”قائمة الإرهاب”.

الداعية محمد العريفي انضم مؤخرا لسرب التطبيل لسياسات المملكة، داعيا قيادة قطر “لانتهاج سياسة صادقة بتعاملها مع السعودية وكافة الدول وفتح صفحة جديدة قوامها صدق التعامل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية”.

أما الداعية السعودي نايف العساكر، المقرب من الديوان الملكي، فمن فتوى إلى أخرى، يركز فيها هجومه على كل من تدخل معهم السلطة السعودية في أزمة دبلوماسية أو تتخذ ضدهم موقفا معاديا، وعلى رأسهم قطر وتركيا، ليركز دعاءه على قادة قطر بالعذاب، ويدعو لمقاطعتها سيرا على نهج السلطة.

وزعم “العساكر” أن جماعة الإخوان المسلمين، “حزب الشيطان”، لأنهم ليس لهم ولاء لأي أحد، كما لم تسلم تركيا من لسان “العساكر” إذ هاجمها مع قطر والإخوان قائلاً: “أربعة لا تكن متساهلاً معهم أبدًا (الإخونجي.. الإيراني.. التركي.. والخائن)”.

 

مقتل خاشقجي

وعلى ذكر تركيا اتخذت موقفا داعما لقطر، وتوترت على إثرها علاقاتها مع المملكة، وتحركت في اتجاه متصاعد بلغ ذروته بعد اغتيال الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين أول 2018 على يد عناصر تابعة للاستخبارات السعودية بأوامر عليا.

وهي الحادثة التي برز فيها دور مشايخ السلطة الملقبين بـ”دعاة البلاط” لتمريرها ومحاولة إنقاذ “بن سلمان” منها، واتسمت مواقفهم من السلطة فترة اشتعال الأزمة بتملقهم، مستخدمين ساحتهم المفضلة “تويتر” لإعلان ولائهم للسلطة، منهم “عائض القرني، ومحمد العريفي، وعبد الرحمن السديس، وصالح المغامسي”.

“القرني” نشر شعر تغزل في بن سلمان شاركه في هاشتاج #كلنا_ثقة_في_محمد_بن_سلمان قائلاً: “حن حزامك يامحمد وقت ما تعمى البصائر.. جدك اللي بايعوه أجدادنا وقت التباري.. حطنا فوق النجوم وخط خصمه في حقاير.. راية التوحيد مرفوعة وسيف الفتح عاري”.

“العريفي” شارك في الهاشتاج ذاته قائلاً: “من الواجب علينا الدعاء لمن تولى أمر المسلمين، وتمني الخير والتوفيق له والتعاون معه على الخير ونفع العباد والبلاد والبعد عن المغرضين والمبغضين، الذين لا يفرحون للسعودية بمجد ولا عز، بل يتمنون لها الشقاق والخلاف”.

“السديس” قال إنه يؤمن بنهج المملكة في تحكيم الشريعة وتحقيق العدالة بإشراف الملك سلمان وولي عهده، فيما قال صالح المغامسي أن “بن سلمان” لم يأمر بقتل خاشقجي، وإنما أراد من بعض رجاله احتجاز خاشقجي ومفاوضته للرجوع إلى بلده، واصفا فعل بن سلمان بالرسول حينما كان يُرسل قادته.

ولم يكتف بهذا الحد، وإنما واصل تبريره لقتلة خاشقجي أن فعلهم كان مثل فعل خالد بن الوليد حين أخطأ في قتل خالد بن نويرة في حروب الردة دون إذن من القيادة السياسية.

 

تمرير الضرائب

وبالعودة إلى الشأن الداخلي السعودي، طالت فتاوى الدعاة والمشايخ، تمرير سياسات “بن سلمان” المتعلقة بفرض الضرائب وزيادة الأسعار على السلع والخدمات تقرر تطبيقها بداية من يناير/كانون الثاني 2018، حيث قال الداعية خالد الفليج: إن “الله هو الذي يرفع الأسعار وهو الذي ينزلها”، مضيفا: “نقول ذلك لأن الله من أسمائه المسعر وهو الذي يسعر”.

أما عضو هيئة كبار العلماء السعودية، الشيخ عبد الله المطلق المستشار في الديوان الملكي، فبرر الضرائب واعتبرها “جائزة”، داعياً الدعاة وأئمة وخطباء المساجد لتبيان ذلك للناس، وقال إن الضرائب التي تفرضها الدولة للحصول على إيرادات تساهم في تنظيم أمور الناس ليست محرمة وتختلف عن المكوس التي تؤخذ غصباً بدون وجه حق.

هيئة كبار العلماء بالمملكة أيدت أيضا حملة الاعتقال التي شنتها السلطات على أمراء ووزراء سابقين، بدعوى محاربة الفساد، خلال حملة اعتقالات شنتها السلطات في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 طالت 11 أميراً و38 وزيراً، وقالت الهيئة: إن “محاربة الفساد تأمر به الشريعة الإسلامية، وتقضي به المصلحة الوطنية، ومحاربته لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب”.

إلا أن شخصيات تنقل أخباراً من داخل البيت الملكي السعودي، كشفت أن الأهداف الحقيقية من وراء الاعتقال ليست محاربة الفساد كما تدعي السلطة، وإنما هي سعي “بن سلمان” للاستيلاء على أكبر كمية من أموالهم وإحالتها لحسابه.

 

كهنوت رسمي

قال الدكتور عبد الله العودة نجل سلمان العودة أستاذ القانون الدولي، إن ما يسمى بهيئة كبار العلماء، الموجودة في السعودية تعبر عن الكهنوت الرسمي للدولة، يعطون شرعية في تعبيد الناس للحكومة، ويمنعون العمل المدني ويحاربون إنشاء مؤسسات مدنية ويعتبروها خروجا على ولي الأمر.

وأوضح العودة في حديثه مع “الاستقلال” أن السلطة تستخدم الشخصيات الدينية ممن لديهم شعبية لتبرير القمع باسم رفض الفتنة وعدم إثارة البلبلة ويعطون شرعية للنظام الحاكم.

وقالت الدكتورة حصة الماضي الباحثة السعودية بمنظمة “القسط” لحقوق الإنسان: “الملك سلمان يسيطر على جميع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، بما يعني عدم استقلالية أي جهة حكومية ويسري هذا على هيئة كبار العلماء والمفتي العام”.

وأضافت في حديثها مع “الاستقلال” أن ذلك يتضح في مواقفهم من أي أمر يقرره الملك سواءً داخلياً أوخارجياً، حيث يتم توظيف النص الديني لخدمة السلطة وقرارها فتبدأ منابر الحرمين تثني وتمجد للقرار وإن كان مخالفاً للحق وبين طياته ضرر عظيم.

وأشارت “حصة” إلى أن المساجد تضج بالخطب المسيسة وتستنفر وسائل الإعلام في استقبال علماء السلطان للثناء على السلطة ووصفها زوراً بالحكيمة.

وأكدت أن من رفض من العلماء الانجراف مع الباطل فمصيره المحاربة والتضييق عليه وقد يتعرض للاعتقال التعسفي ويتهم ظلماً باتهامات عديدة حتى يتسنى إنزال أشد العقوبات عليه وقد يصل الأمر إلى المطالبة بالإعدام لأنه لا يوجد من يحاسب هذه السلطة، مستطردة: “مثال على هذا ما حصل عند حصار قطر وعند الرغبة في التطبيع مع إسرائيل”.

Exit mobile version