ذكر الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، في مقال نشره على موقع “ميدل إيست إي”، الأسباب والحقيقة وراء سعي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لإنهاء الأزمة مع قطر.

وأوضح “هيرست” في مقال نشره تحت عنوان: “لماذا تحتاج الإمارات العربية المتحدة إلى إفشال أي صفقة سعودية مع قطر؟” أنه قبل عامين اثنين، أطلقت السعودية والإمارات، تهديدات بما يمكن أن يحصل لقطر إذا لم تنضبط مثل البحرين، وتتحول إلى مجرد قمرًا صناعيًّا يدور في فلك جيرانها الأكبر والأقوى والأعقل.

وأضاف: “كانوا سيحفرون قناة على امتداد الحدود الترابية لقطر، ويلقون فيها نفايات نووية، وكانوا سيفعلون بأمير قطر ما فعلوه برئيس مصر محمد مرسي، الذي أطيح به في انقلاب عسكري، وكانوا سيحولون الدوحة إلى ميدان رابعة، حيث تم ذبح 817 مصريًّا”.

وأشار “ديفيد هيرست” إلى أن أول هذه الأسباب كارثة أرامكو، مشيرًا أن السعودية كانت قد وضعت خططًا قبل ثلاثة أعوام بهدف إدخال مئة مليار دولار ثمنًا لبيع أسهم بقيمة خمسة بالمئة من ثمن الشركة، وفتح السوق السعودي أمام المستثمرين الأجانب.

وقال “هيرست” أطاحت طائرات إيران المسيرة وصواريخها الموجهة بثقة محمد بن سلمان، عندما وقع الهجوم على اثنين من أكبر مرافق أرامكو، ما أسفر عنه في الحال خفض الإنتاج إلى النصف.

أما السبب الثاني فهو أن سياسة المملكة العربية السعودية الخارجية لم تحقق نتائج أفضل، وباتت لدى المملكة الآن قائمة متنامية من الحلفاء العرب الذين تم إقصاؤهم، ومنهم الأردن وعمان والعراق. بل وحتى مصر لا يمكن الاعتماد عليها، وأخيرًا توقفت المملكة العربية السعودية عن تزويدها بالنفط المجاني في المقابل، زاد تمكن إيران، خصمها الإقليمي اللدود.

وعن السبب الثالث في الرغبة في إنهاء النزاع مع قطر هو إسرائيل، لفت “هيرست” إلى أنه شاع منذ فترة أن ثمة خطة لعقد مؤتمر قمة على نسق كامب ديفيد، تعلن فيه الدول الخليجية الرائدة عن قرارها المضي قدمًا في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وإذا ما أريد لهذه الخطة أن تنفذ، فإن ولي العهد السعودي بحاجة إلى قطر؛ حتى تحد من التغطية الإعلامية السلبية التي يمكن أن تحدث نتيجة لذلك، وهو بحاجة لأن تقوم قطر بكتم صوت الفلسطينيين بشكل خاص، والشارع العربي بشكل عام.

وكانت الأزمة الخليجية اندلعت في 5 يونيو/ حزيران من العام 2017، عندما قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر وفرضت عليها حصارًا بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.