كشفت مجلة “سبكتاتور” البريطانية تورط السعودية والإمارات في انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2016، التي عرفت وصول الرئيس دونالد ترامب إلى كرسي البيت الأبيض، مقابل إلغائه الاتفاق النووي مع إيران.
ونقلت المجلة تصريحات على لسان آندي خواجة، الملياردير اللبناني، قال فيها لمعد التقرير بول وود، إنه ملاحق جنائياً بسبب ما يعرفه عن هذه القضية.
وأكد خواجة أن الرياض وأبوظبي مولتا انتخابات عام 2016 لمصلحة ترامب، بشكل غير قانوني، بعشرات أو حتى مئات الملايين من الدولارات.
وقال خواجة: إن “السعودية والإمارات مررت الأموال في صورة تبرعات صغيرة من أمريكيين عاديين، مستخدمين في ذلك بطاقات هوية مسروقة، وبطاقات ائتمان افتراضية، أو بطاقات هدايا”.
ولفت إلى أن التبرعات التي تقل قيمتها عن مئتي دولار لا تصل إلى الحد الذي يجب إبلاغ لجنة الانتخابات الفدرالية عنه، ومن ثم نشره على الملأ.
وبين أن السعوديين والإماراتيين تمكنوا من تقديم الآلاف من هذه التبرعات الصغيرة في وقت واحد باستخدام أحدث تقنيات الدفع بالإنترنت.
وذكر أن الشخصية المحورية في قصة إرسال الأموال هو وسيط السعودية والإمارات، جورج نادر، في حين نفى محاميه، وسفارتا الرياض وأبوظبي في واشنطن، وحملة ترامب، واللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، وشركة سترايب (Stripe)التي تولت جمع التبرعات، ما كشفته المجلة.
وأشار خواجة إلى أنه حاول وفشل في دفع مكتب التحقيقات الفدرالي إلى التحقيق في تمويل الإمارات والسعودية لحملة ترامب.
ويتذكر خواجة أن نادر قال له إن أول زيارة خارجية لترامب ستكون إلى السعودية للاحتفال مع محمد بن سلمان ومحمد بن زايد بفوزه، وذلك لدورهما الحاسم في نجاحه.
وأوضحت المجلة أنه بالفعل زار ترامب الرياض في أول زيارة خارجية له، وبعدها أيد حصار السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر في يونيو 2017.
ويتذكر خواجة زميله نادر وهو يشرح سبب تمويلهم حملة ترامب فيقول: “لقد التقيت حملة ترامب… لدينا صفقة مع ترامب؛ لقد توصل رئيس بلدي، صاحب السمو، إلى اتفاق يقضي بأننا إن ساعدنا ترامب على الفوز في الانتخابات، فسيكون قاسياً على إيران، وسيلغي الصفقة النووية التي توصلت إليها مع إدارة سلفه باراك أوباما”.
وأكمل قائلاً: “سيؤدي ذلك إلى شل الاقتصاد الإيراني، وسيفرض حظراً على بيع النفط الإيراني، مما سيجعل من الصعب عليهم التنافس في سوق النفط، وهذا يستحق مئة مليار دولار، ولا يمكننا السماح لهيلاري كلينتون بالفوز مهما كلفنا ذلك، بل يجب أن تخسر”.
وكان الادعاء العام الأمريكي اتهم، في ديسمبر الماضي، ثمانية أشخاص، بينهم رجل الأعمال اللبناني الأصل نادر، الذي عمل مستشاراً لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، بتحويل مساهمات مالية “غير قانونية” لدعم حملتي دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016، والمرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون.
ووجه الادعاء الأمريكي تهماً لـ”نادر”، ورجل الأعمال اللبناني الخواجة، تدور حول قيامهما بدور وساطة لمصلحة دولة أجنبية لدى أعضاء في حملة ترامب بصورة غير قانونية.
يشار إلى أن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نشرت، بمنتصف أغسطس الماضي، معلومات حصرية بخصوص أموال دفعتها دولة الإمارات لنادر، مستشار ولي عهد أبوظبي، لتوظيفها في حملة مناهضة لدولة قطر في الولايات المتحدة.