اعتبرت صحيفة “لوموند” الفرنسية، حملة التوقيف التي طالت أمراء كبار في العائلة المالكة السعودية، بمثابة “تصفية حسابات جديدة داخل بيت آل سعود، تهدف إلى تسهيل صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على العرش”.

وقالت الصحيفة، في تقرير لها، السبت، إن “إبعاد بن سلمان للأمراء المزعجين المحتملين له، يريد من خلاله تأكد عدم وجود أي شيء يمكن أن يمنع تتويجه، عند وفاة والده الثمانيني، والذي باتت صحته هشة جدًا، أو إذا قرر هذا الأخير فجأة التنازل عن العرش”.

وأوضحت “لوموند”، أن توقيف كبار الشخصيات في العائلة الحاكمة هو سمة “بن سلمان”، إذ إنه ألقى القبض في خريف 2017 على نحو 200 من رجال الأعمال والوزراء السابقين وأفراد من العائلة الحاكمة واحتجزهم في فندق “الريتز كارلتون” بالرياض.

وأضافت: “أغلب هذه الشخصيات كان بن سلمان يرى أنها عقبات محتملة أمام مسيرته نحو العرش”.

يشار إلى أنه تم الإفراج عن هذه الشخصيات البارزة بعد عدة أسابيع، مقابل جزء كبير من أصولهم، ووضع غالبيتهم تحت الإقامة الجبرية.

وفي وقت سابق الجمعة، كشفت صحف أمريكية ومصادر سعودية، أن السلطات في المملكة اعتقلت الأمير “أحمد بن عبدالعزيز” ونجله “نايف”، والأمير “محمد بن نايف”، وشقيق الأخير الأمير “نواف بن نايف” وآخرين.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في تقرير لها، إن أفرادا من الحرس الملكي السعودي هم من تولوا عملية اعتقال الأمراء، بشكل درامي، قبل تفتيش منازلهم.

وأفادت بأن السلطات السعودية اتهمت الأمراء المعتقلين بـ”الخيانة ومحاولة الانقلاب”.

والمعروف أن الأمير “أحمد” من المعارضين لسياسات “بن سلمان”، قبل أن يعود من منفاه الاختياري بلندن إلى المملكة في 2018، بناءً على دعوتين من شقيقه الملك “سلمان”.

وحسب ما نشرته عدة مصادر، فإن الأمير “أحمد” أثقل الأمراء مكانة في العائلة وافق على العودة بعد حصوله على ضمانات بريطانية وأمريكية بعدم المساس به، وكان يُعول عليه في كبح جماح “بن سلمان”.

بينما تقول تقارير غربية، إن “بن نايف” قيد الإقامة الجبرية بقرار من “بن سلمان”، منذ الإطاحة به من ولاية العهد، في يونيو/حزيران 2017، ولا يخرج إلا بموافقة ولي العهد.