يبدو أن الشعب السعودي قد وصل إلى حالة ثورية دفعته لإعلان رغبته في إسقاط النظام، ورفضه لسياسات ولي العهد محمد بن سلمان، وفضح جرائمه والتذكير بتجاوزاته وتبديده أموال المملكة، مستنكرين وعوده الكاذبة ومحاولاته تلميع صورته خارجيا.

واستنكر ناشطون، عبر مشاركتهم في وسم “#الشعب_يريد_إسقاط_النظام_السعودي”، فشل النظام في توفير فرص عمل للشباب وارتفاع معدلات البطالة والفقر وغلاء أسعار المعيشة، ورفضهم السياسات المتخبطة لابن سلمان، متهمينه بالتعدي على الدين والمبادئ.

وندد الناشطون بمحاولات ابن سلمان الانتقام من المعارضين له سواء بالداخل أو الخارج، بحسب ما أكدته صحيفة “ذا ستار”، التي كشفت عن تعرض العديد من المعارضين والناشطين السعوديين في الخارج لمحاولات اغتيال أو اختطاف من قبل رجال ابن سلمان.

وذكروا بأسماء ناشطون مخفيين قسريا منذ تولي ابن سلمان ولاية العهد في البلاد في يونيو/حزيران 2017 والتي بدأها بحملة اعتقالات واسعة طالت أكاديميين ودعاة وناشطين وأفراد من العائلة الحاكمة.

 

دوافع الشعب

وعدد ناشطون الأسباب التي تدفعهم للمطالبة بإسقاط النظام، أبرزها نكث الوعود والترويج لمشاريع وهمية لا تعود بالنفع على السعوديين، وتبديده أموال المملكة، وانتشار الفساد والواسطة وقمع الحقوق والحريات ودعم الأنظمة الديكتاتورية الأخرى وغيرها من الأسباب.

وسلط تقرير لموقع “ذا أفريكا ريبورت”، الضوء على تكلفة عطلات ابن سلمان، وأفاد بأنه أنفق 1.18 مليار دولار على مجموعة من المشتريات الفاخرة بين عامي 2015 و2017، بما في ذلك إجازاته في جزر المالديف، وفترة التسوق في “كريستي” الأميركية، وشراء اليخوت والقصر.

وأعلنت الهيئة العامة للإحصاء “GASTAT”، عبر موقعها الرسمي، في 22 يناير/كانون الثاني 2021، ارتفاع معدل البطالة بين السعوديين، بمقدار 2.9 بالمئة، ووصولها إلى 14.9 بالمئة في الربع الثالث من 2020، بالمقارنة مع الفترة نفسها من 2019.

بدورها، أوضحت الناشطة الحقوقية الدكتورة حصة الماضي، أن “ابن سلمان مستمر في الإعلان عن مشاريعه الوهمية طمعا في جذب المستثمر الأجنبي ولتلميع صورته خارجيا، أما داخليا فلا يخشى أحد لأنه أرعب الجميع بقبضته الحديدية”.

وقالت المغردة نورة بني حارث: إن “الشعب يريد إسقاط النظام السعودي، لأنه لم ير من وعوده أمثال رؤية 2030 والتوظيف ومشروع ذا لاين وغيرها سوى وعود كاذبة بل جعل أميركا والأجانب يستبيحون المملكة إلى جانب تدمير اقتصادها”.

وأعاد الناشط الحقوقي أنس الغامدي، نشر خبر يعلن استمرار أعمال هدم المنشآت الواقعة ضمن حدود مشروع حديقة الملك سلمان، كمرحلة تسبق بدء تشييد الحديقة التي تعد الأكبر في العالم من حيث المساحة والإمكانيات والوجهات، معقبا بالقول: “حدائق سلمان.. وقبلها حدائق عبدالله، المشروع راح في بطونهم وقبلها 11 ملعبا.. كلها كذب في كذب.. الشرهة على اللي يصدقكم مو عليكم”.

وأشار الناشط رحيم الحويطي إلى أن “آل سعود عنصريين وبسببهم أصبحت العنصرية جزء لا يتجزأ من المجتمع”، لافتا إلى أن “الترقيات داخل المملكة غير عادلة وسببها الفساد والواسطة”.

ودعا آخر بأن “يفرج الله عن المعتقلين ظلما على أيدي ابن سلمان مدعي الانفتاح الكاذب وهو الذي يعذب الشعب لأجل أبسط انتقاد”.

 

تداعيات السقوط

وندد ناشطون بمحاولات “الذباب الإلكتروني” إرهاب المطالبين بإسقاط النظام السعودي بذريعة أنها مخالفات شرعية وخروج على ولي الأمر وغيرها من المبررات الأخرى، وتحدثوا عما سيجنيه الشعب بعد إسقاط نظام آل سعود.

واستنكر الناشط الحقوقي والسياسي مقبول العتيبي، “اعتبار الجهر بالمطالبة بالحقوق أمرا لا تحمد عقباه، أو فتنة وفسادا عند الفقهاء الذين عاشوا في أجواء الاستسلام للطغيان، لأن النصوص الشرعية لم تقيد كلمة”.

وقال المعارض ماجد الأسمري: إن “الشعب يريد إسقاط النظام السعودي ﻷن إيران وغيره من الأنظمة المجرمة في الخليج وطواغيت العرب ساقطون من بعده لا محالة”.

وتمنى أحد المغردين أن “يسقط النظام السعودي ويتخلص من ابن سلمان السيكوباتي -أي المريض نفسيا-“، قائلا: “وإلا فلن تقوم لنا قائمة وسيسرق كل قرش بالميزانية حتى يتصدق علينا أهل سوريا وفلسطين والصومال وهذا وعد للمتخاذلين والمطبلين”.

وأكد حساب باسم “ناشط سياسي” أنه “بسقوط نظام ابن سعود البوليسي يتنفس الشعب الحرية ويحصل على حقوقه كاملة بلا منة من أحد”.

 

مطالب المعارضة

وأعاد مغردون نشر تغريدات لشخصيات سعودية معارضة بارزة انتقدوا فيها آل سعود على حساباتهم الشخصية واستنكروا الأوضاع داخل المملكة.

وأبرزهم تغريدة للأكاديمية المعارضة الدكتورة مضاوي الرشيد، تشير فيها إلى أن ولي العهد السابق محمد بن نايف سجن دعاة الإصلاح ومؤسسي حسم والمحاميين وحزب الأمة والناشطات وأحالهم على محاكم الإرهاب.

وأضافت: “يريدونه حرا طليقا بدل أن يحاكم هو وابن عمه ابن سلمان في محكمة العدل الدولية بسبب جرائم ضد الإنسانية”.

تغريدة مضاوي تأتي في أعقاب ضغوط تمارسها إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، على ولي العهد السعودي للإفراج عن الأمير ابن نايف الذي تصفه دوائر كثيرة في أميريكا بأنه “بديل موثوق وأكثر فاعلية من ابن سلمان”.

وأفاد موقع معهد بروكينغز الاستخباراتي الأميركي، بأن “ضابطا خدم 30 عاما في وكالة الاستخبارات المركزية، دعا إدارة بايدن للضغط على السلطات السعودية للإفراج عن ابن نايف بعد نجاح الإفراج عن الناشطة لجين الهذلول”، معتبرا أن “الضغوط الخارجية على المملكة لها نتائج إيجابية”.

وابن نايف محتجز منذ مارس/آذار 2020، هو واثنين آخرين من أفراد الأسرة الحاكمة وهم الأمير أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك سلمان، ونجله الأمير نايف بن أحمد بن عبد العزيز، إلى جانب عدد من القيادات العسكرية والأمنية بتهمة التدبير لمحاولة انقلاب تمهيدا للإطاحة بابن سلمان.

كما تداول ناشطون تغريدة للدكتور سعيد بن ناصر الغامدي، يتأسف فيها على عدم قدرة أحد داخل المملكة على التحرك بنشاط مجتمع مدني إلا في حدود هامش ضيق جدا يضمن فيه القمعي دائما أنه لا يؤدي إلى تخفيف استبداده وقبضته الأمنية.

وأوضح أن النظام بالغ في هذا الأمر فجعل مجرد “التفكير أو التعاطف” تمرد على ولي الأمر، بل قد يوصف بالإرهاب، كأن “الشعب أغنام في حظيرة”.