خاص: لا يخلو أي سكن من مرآة، وحتى العشش والأكواخ فيها مرآة أو أكثر، وتعارف الناس على النظر فيها قبل الخروج لتعديل هيئاتهم وإصلاح شعورهم ومناظرهم، وهو فعل حلاوة وذوق.
فيا ترى هل يوجد في قصور مبس ويخوته مرآة ينظر فيها، وإذا كان ينظر فهل يلاحظ، وإذا لاحظ فهل يفهم؟! ولذلك دعونا نقضي ساعة مع (مبس) ومرآته.
حين ينظر (مبس) إلى المرآة هل يقول لنفسه: أنا إذا حكمت فسوف أصبح خادم الحرمين لقبًا والمسيطر على مكة والمدينة سياسيًا وأمنيًا، وهذا الوضع يفترض عليه أفعالاً رزينة ومواقف مشرفة والابتعاد عن المراقص والعراة ولو في العلن على أقل تقدير.
وهل يشاهد (مبس) نفسه وهو يجري خلف (مبز) الذي لم يكن يحلم هو ولا أبوه ولا جده في أن يلتفت له زعيم سعودي أو وهابي فضلاً عن متابعته والاسترشاد برأيه؟ وهل يشاهد (مبس) في المرآة نكبات طاعة (مبز)؟!
وحين يستعرض (مبس) نفسه وهو يسلم على الناس ألا يشعر بالقرف من منظره وهو يهتز بغير ثبات ويبتسم ببلاهة كشأن المرضى والمعتوهين والمصابين بالخبل؟!
ألا يستطيع أحد أن يتبرع لـ(مبس) بمرآة تكشف له الحقيقة؟!