ذكرت مجلة “فير أوبزيرفر” الأمريكية أن الرئيس الأمريكي “بايدن” كان يأمل في أن تساعد السعودية، الحليف التقليدي لبلاده، في الحفاظ على أسعار النفط، مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي.

ولكن ما حدث هو العكس، بحسب تحليل للكاتب بيتر إيساكسون، مشيرا إلى مفاجأة أكتوبر/تشرين أول المخيفة، والتي صدمت “بايدن”؛ إذ قرر تحالف “أوبك+” خفض إنتاجه من النفط بشكل غير متوقع؛ ما أدى إلى رفع أسعار النفط في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم.

ولفت الكاتب إلي أنه كان على “ولي العهد السعودي” أن يعرف أن مخالفة طلبات الولايات المتحدة المحسوبة بحكمة دائمًا، يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر، فلن تتحمل الولايات المتحدة عصيان المملكة.

وأضاف أنه يبدو أن رد فعل “بايدن” كان أعمق من المعتاد بالنظر للخلافات السابقة بين واشنطن والرياض، لا سيما أن السعودية، التي تقود “أوبك+”، اختارت أسوأ لحظة ممكنة للقيام بذلك، في إشارة إلى تزامن قرار خفض الإنتاج مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.

وأورد الكاتب تعليق صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في هذا الصدد التي قالت إن توقيت خفض “أوبك+” لإنتاج النفط، الذي يأتي قبل شهر من انتخابات التجديد النصفي الأمريكي كان بمثابة صفعة سياسية شخصية لـ”بايدن” وفق توصيف البعض في دائرة الرئيس.

وأضاف الكاتب أن قرار الخفض كان بمثابة إهانة شديدة من قبل “محمد بن سلمان” لـ”بايدن” لدرجة أن البيت الأبيض الآن يشكك رسميًا في العلاقة المستقرة والوثيقة بين الرياض وواشنطن.

وعقب: “علمنا الأسبوع الماضي أن الرئيس بايدن بدأ عملية إعادة تقييم للعلاقات، وربما يغير علاقة الولايات المتحدة مع السعودية بعد قرار أوبك+”.

وعلق الكاتب أنه وفق السياسة الخارجية للولايات المتحدة، فقد تم تطبيق مجموعة متباينة من الإجراءات العقابية الشديدة في كثير من الأحيان، ضد أي حليف لم يحترم أو فشل في الالتزام بالنهج أو الخط الأمريكي المرسوم له.

وذكر الكاتب أن السعوديين يرون أن “بايدن” يركز على انتخاب الديمقراطيين للكونجرس أكثر من تركيزه على تخفيف آلام المواطنين الأمريكيين، غير أن فريق الرئيس الأمريكي نفى وجود أي دافع انتخابي بحت.