توقع محللان سياسيان أن تسعى إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” لإعلان التطبيع السعودي الإسرائيلي إلى العلن مثلما حصل مع الإمارات، وقالوا إن التطبيع مع المملكة سيكون بمثابة “الجائزة الكبرى” في المنطقة.
وقال محلل الشؤون العالمية لدى “سي إن إن” “آرون ديفيد ميلر”، إن العديد من الدول العربية ستحذو حذو الإمارات، مضيفا أن التطبيع مع المملكة العربية السعودية سيكون الجائزة الكبرى.
وأضاف أن سلطنة عمان هي خليفة محتمل للتطبيع رغم غياب السلطان “قابوس بن سعيد” وتولي السلطان “هيثم بن سعيد” بدلا منه، وكذلك الأمر ليس صعب بالنسبة للبحرينيين الذي لا يخالفون السعوديين ويأتمرون بأمرهم.
وتابع: “لكن بالطبع السعودية ستكون الجائزة الكبرى في حال تم إعلان التطبيع معها، لكن ولي العهد محمد بن سلمان مازال لديه مساحة للمناورة بحكم طبيعة المملكة وأنها بلاد الحرمين وتقول إنها تقود العالم الإسلامي، ولكن ربما مع إعلان البحرين وعمان التطبيع لن يكون الأمر صعبا بالنسبة له”.
من جانبه، قال الباحث والناشط “إياد البغدادي”، في تغريدة على حسابه بـ”تويتر”: “الكبش السمين في المنطقة ليس الإمارات بل بلاد الحرمين”.
والخميس، أعلنت الولايات المتحدة و(إسرائيل) والإمارات، الاتفاق على تطبيع كامل للعلاقات بين أبوظبي وتل أبيب، في اتفاق يعد الأول بين دولة خليجية والاحتلال الإسرائيلي.
وبهذا الاتفاق، تكون الإمارات، الدولة العربية الثالثة، التي توقع اتفاق سلام مع (إسرائيل)، بعد مصر (عام 1979) والأردن (عام 1994).
وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة مثل “حماس” و”فتح” و”الجهاد الإسلامي”.
وتسعى (إسرائيل) بشكل حثيث ومتصاعد إلى التطبيع مع الدول العربية، وخاصة الخليجية منها، دون النظر إلى حل أو مستقبل القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي يأتي في وقت تراجع فيه الاهتمام العربي الرسمي بقضية العرب الأولى.
السعودية والبحرين
كما أكدت مصادر مطلعة لصحيفة “عربي21″، الجمعة، أن السعودية والبحرين بصدد توقيع اتفاق تطبيع لعلاقاتهما مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك أسوة بالإمارات.
وقالت المصادر، إن تطبيع العلاقات بين الدولتين العربيتين والاحتلال بشكل رسمي سيكون “بعد فترة قليلة”، مشيرة إلى أن هذا “التطبيع” يهدف إلى “دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ظل التراجع الملحوظ بحظوظه الانتخابية”.
وأضافت المصادر: “بقاء ترامب في السلطة مهم لولي عهد السعودية محمد بن سلمان؛ لضمان استمراره بالحكم”.
وهنأت البحرين، الخميس، اتفاق التطبيع بين الاحتلال والإمارات، معتبرة أنه يأتي ضمن “خطوات لتعزيز فرص التوصل إلى السلام بالشرق الأوسط”.
وقالت الخارجية البحرينية في بيانها: “تعرب مملكة البحرين عن بالغ التهاني للإمارات بالإعلان مع الولايات المتحدة وإسرائيل عن التوصل لاتفاق يوقف ضم الأراضي الفلسطينية، واتخاذ خطوات تعزز فرص التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط”.
ووصف البيان الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بـ”الخطوة التاريخية”، التي “ستسهم (وفق قوله) في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة”.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، عن تطبيع كامل للعلاقات بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي.
وقال ترامب في تغريدة على حسابه في “تويتر”: “اختراق ضخم اليوم (..)، اتفاقية سلام تاريخية بين صديقين عظيمين، إسرائيل والإمارات العربية المتحدة”.
وفي سياق متصل، أكد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، في تغريدة له على حسابه في” تويتر”، أنه تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية خلال اتصال هاتفي مع ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأضاف ابن زايد أن “الإمارات وإسرائيل اتفقتا على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا إلى علاقات ثنائية”.
وفي حزيران/ يونيو الماضي، أعلن رئيس حكومة الاحتلال عن تعاون علمي مع دولة الإمارات في سبيل مواجهة وباء فيروس كورونا.
وباستثناء مصر والأردن، لا تقيم الدول العربية علاقات رسمية مع الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت نشاطات مشتركة ثقافية ورياضية، وزيارات ثنائية بين دول خليجية والاحتلال الإسرائيلي.