حذر مسؤول أمريكي سابق من تبعات السياسة التي تنتهجها واشنطن تجاه الرياض وطهران، قائلا إن إدارة الرئيس “جو بايدن تلعب لعبة محفوفة بالمخاطر مع السعودية وإيران”.
جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة “ذا هيل” الأمريكية لـ”لورانس هاس”، وهو باحث في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية والمسؤول السابق في البيت الأبيض.
وقال “هاس” إن الرياض لا تزال تريد الحصول على تأكيدات من “بايدن” بأنها “شريك موثوق به في مواجه التوسع الإقليمي لإيران”، وفي الوقت ذاته التقى مسؤولون أمريكيون وإيرانيون في الدوحة مؤخرا على أمل إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وأضاف أن الاتفاق النووي يتعارض مع ما تريده السعودية التي تريد منع إيران من تطوير أسلحة نووية على المدى الطويل.
ولفت “هاس” إلى أن واشنطن أمام معادلة صعبة؛ فهي تريد طمأنة “الدولة زعيمة الدول العربية السنية التي تسعى لاحتواء إيران”، وفي الوقت ذاته فهي تريد “التوصل لتسوية نووية مؤقتة مع طهران”.
والخطر الأكبر أمام الولايات المتحدة، أن تخسر المعادلة بالكامل، وفق الباحث الأمريكي، بأن تفشل في إحياء الاتفاق النووي، وتغذي المزيد من المخاوف في الرياض بما قد يدفعهم لإعادة النظر في اعتمادهم على واشنطن للأمن الإقليمي.
وأشار “هاس” إلى أن “بايدن” يواجه “مشهدا معقدا بشكل غير عادي”، وهو ما أجبره على التراجع عن تعهداته بجعل السعودية “منبوذة” بسبب ملفها في حقوق الإنسان؛ إذ أنه يأمل في إقناع السعودية ودول الخليج بزيادة إنتاج النفط لخفض الأسعار في السوق العالمية.
وكانت صحيفة “الرياض” السعودية كتبت في افتتاحية لها، مؤخرا، أنه يجب على “إدارة بايدن أن تثبت أن اهتمامها بدول الخليج ليس مجرد ظرف تفرضه الحاجة إلى النفط.. وأن عليها أن تثبت بالأفعال أنها لا تزال ملتزمة بأمن الخليج”.
ويرى “هاس” أن التزام “بايدن” بإحياء الاتفاق النووي يعتبر إشكالية؛ لأنه لن يكبح النشاط النووي الإيراني، ويهدد تقويض جهوده لاستعادة العلاقات مع الرياض التي أصبحت “ذات أهمية متزايدة للمصالح الاستراتيجية الأمريكية”.
ويبدأ “بايدن” جولة شرق أوسطية، الشهر الجاري، يستهلها من إسرائيل والأراضي الفلسطينية ثم يتوجه إلى السعودية، يومي 15 و16 يوليو/تموز؛ حيث سيشارك في اجتماع بمدينة جدة يضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب مصر والأردن والعراق.
وتقول تقارير صحفية أمريكية إن الهدف الرئيسي لزيارة “بايدن” هو إقناع دول الخليج الغنية بالنفط، وخاصة السعودية والإمارات، على زيادة إنتاج الخام؛ بما يساهم في خفض أسعاره، التي صعدت بشدة جراء الحرب الروسية على أوكرانيا.
ويهدد التضخم وارتفاع أسعار الطاقة بالولايات المتحدة شعبية الرئيس الديموقراطي قبل استحقاق انتخابي برلماني هام لحزبه مقرر بعد أشهر.