كشفت الأستاذة الزائرة بمعهد الشرق الأوسط، في مدرسة لندن للاقتصاد، السعودية “مضاوي الرشيد”، أن الحاكم السعودي يفضل أن تظل العلاقة مع (إسرائيل) تحت الطاولة، ولكنه في الوقت نفسه يواجه تحد كبير بسبب تطبيع الإمارات.

وفي مقال بموقع “ميدل إيست آي”، أضافت “الرشيد” المقيمة في الخارج وهي معارضة بارزة، أن “الملك سلمان يواجه خيارا لا انتصار به وذلك بعد توقيع الحليفة الإمارات اتفاق التطبيع”.

وأشارت إلى أن “الحاكم السعودي يريد الحفاظ على العلاقة مع إسرائيل تحت الطاولة، ولكنه ملعون على كلا الحالتين، لو انضم إلى المعاهدة الإماراتية أم لم ينضم، فالمسألة هي مسألة وقت حتى يتم توقيع معاهدة أبراهام بين الإمارات وإسرائيل، وسيرتفع العلم الإسرائيلي في أبو ظبي، وسيتم تأخير ذلك في الرياض لأن الملك سلمان وابنه محمد، ولي العهد اختارا النفاق والسرية على الشفافية والانفتاح”.

وأردفت: “ربما لم يكن الملك العجوز راغبا بإنهاء حكمه بخطوة مثيرة للجدل ولكنه سيظل على كلا الحالين محاصرا سواء فعل أم لا. فاتفاقية الإمارات وإسرائيل تخلق تحد جديد للمملكة”.

وتابعت:”مثل الإمارات احتفظت السعودية بعلاقات على مستويات دنيا وخلف الستار مع إسرائيل وزادت في ظل الملك سلمان، وكان المنطق وراء هذا التعاون هو الوقوف أمام العدو المشترك، أي إيران.

وبينت “الرشيد”: “تعاملت السعودية في الأيام التي تلت تطبيع العلاقة بين الإمارات وإسرائيل بالصمت، ولم يصدر أي تصريح رسمي إلا في 19 أغسطس (آب)، حيث قال وزير الخارجية فيصل بن فرحانإن المملكة ملتزمة بالمبادرة العربية المقدمة عام 2002 ولن تتعجل نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.

ووفق الكاتبة، فإنه “في المستقبل لن يتبع محمد بن سلمان بإرادته خطوات أستاذه وحليفه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وبدون أن يتعرض لضغوط شديدة من الرئيس دونالد ترامب، ولهذا فسيظل مترددا لعقد اتفاق سلام”.

وتابعت: “ربما لم يكن الملك سلمان مستعدا لربط نفسه باتفاقية يتم التخلي فيها عن حقوق الفلسطينيين، ولو قرر الالتزام بالصمت وتجاهل المبادرة الإماراتية، فإن راعيه الكبير في واشنطن دونالد ترامب وصهره جارد كوشنر سيشجبانه، خاصة أنهما عبرا خلال السنوات الأربع الماضية عن ولاء شديد له ولابنه”.

وأشارت إلى أنه مع الجدل الذي أثاره اتفاق الإمارات، يبقى “الصمت وعدم الوضوح هما استراتيجية السعودية لنزع فتيل الأزمة، ويعرف الملك وابنه جيدا أن التعجل في التطبيع يجلب اللعنة عليهما، والخيار الوحيد هو الصمت حول خطة مثيرة للجدل قد تكون قاضية على إرث الملك”.

وقبل أيام دعا “كوشنر” السعودية أن تسير على خط الإمارات في التطبيع، فيما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي “روبرت أوبراين” إن المملكة العربية السعودية من الممكن أن تكون هي التالية في تطبيع العلاقات مع (إسرائيل).