كشفت دراسة أصدرها “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، خفايا تعاون أمني إقليمي سري متزايد بين المملكة العربية السعودية والكيان الصهيوني.

وذكرت الدراسة أن اتفاقيات إبراهيم للتطبيع زادت بشكل كبير من خيارات المنطقة لمواجهة التهديدات الإيرانية، لكن الأداء السابق للتحالفات العربية يجب أن يجعل صناع السياسة حذرين بشأن توقع الكثير من التحالفات الجديدة.

وأشارت الدراسة إلى أنه تغير الكثير في الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين اللذين أعقبا توقيع “اتفاقيات إبراهيم” التاريخية.

فقد مضت البحرين والإمارات العربية المتحدة قدماً وبسرعة وتصميم لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وتبّنى البلدان “سلاماً ودياً” مع الدولة اليهودية. وبالإضافة إلى الأردن ومصر والمغرب، يكون نحو ثلث الدول العربية قد اختار الآن السلام مع الكيان الصهيوني، الأمر الذي ينهي أحد المحرمات القبيحة ويخلق زخماً إقليمياً إيجابياً.

وقد شجعت هذه البيئة الإقليمية المتحسنة بدورها الدول العربية الأخرى – من بينها تلك التي ليس لها علاقات دبلوماسية رسمية والتي لا تزال من الناحية المنطقية “في حالة حرب” مع الكيان الصهيوني – على التصرف بالمثل والانخراط [في اتفاقيات]، حتى لو بشكل سري.

ولطالما كان التعاون الأمني في المنطقة مصلحة أمريكية في الشرق الأوسط، لكن الحاجة إليه أصبحت أكثر إلحاحاً مع ما يسمى بـ “التحول نحو آسيا” والطلبات المتزايدة على الجيش الأمريكي في جميع أنحاء العالم، والخطر المتزايد الذي تشكله إيران.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، ومع انتشار التقارير عن حصول اتصالات بين كبار مسؤولي الأمن الصهاينة والعرب، احتدم النقاش في واشنطن حول تحالف استراتيجي إقليمي جديد. وفي حين يصعب معرفة مقدار التقدم المُحرز حتى الآن، إلا أن القصص المتداولة بهذا الشأن مثيرة للإعجاب.

فوفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال”، عقدت “القيادة المركزية الأمريكية” خلال شهر آذار/مارس الماضي اجتماعاً لمسؤولي الدفاع من المملكة العربية السعودية وقطر ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكيان الصهيوني في شرم الشيخ في مصر، لمناقشة التهديد الجوي الإيراني.