كشفت منظمة “القسط” السعودية لحقوق الإنسان، عن تعرض الداعية المعتقل، سليمان الدويش، للتعذيب على يد أحد كبار المسؤولين السعوديين بعد اختفائه في 2016، في سجنٍ غير رسمي أقيم في قبو أحد القصور الملكية بالرياض.

وفي بيان لها أوضحت المنظمة أن السجن هذا يديره أعضاء من الدائرة المقربة لولي العهد محمد بن سلمان، وهما سعود القحطاني، المستشار المقرب من محمد بن سلمان، وماهر المطرب، عضو الحرس الملكي وأحد أعضاء فريق الاغتيال الذي أرسل لإسطنبول لقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”.

وأكدت المنظمة أن الاثنين شاركا في تعذيب “الدويش”، حتى إن أحدهما قام بضرب “الدويش” ضربًا مبرحًا بعد إلقاء القبض عليه في فندق بمكة صباح يوم الجمعة يوم 22 أبريل 2016، بعد يوم من نشره تغريدات تنتقد الملك وولي عهده، حتى غرق “الدويش” بالدماء، وتدخل بعض الحضور للحؤول دون قتله، ولم تكن تلك آخر مرة يعذب فيها أثناء احتجازه.

وأما بالنسبة للموقع الذي احتجز فيه “الدويش”، فقالت المنظمة إنه “يقع في قبو أحد القصور الملكية حيث أقيمت زنازين خشبية وأدوات للتعذيب، ومن المعتقد أنه مخصص للمنافسين من العائلة المالكة وكبار المسؤولين، ولربما يحتوي قرابة 150 سجينًا”.

وأشارت المنظمة في بيانها إلى أنه شاع احتجاز المعتقلين في مواقع غير رسمية يتفشى فيها التعذيب منذ تولى محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017، ففي نوفمبر من ذاك العام اعتقل عدد كبير من رجال الأعمال والوزراء وأعضاء العائلة المالكة و احتجزوا في فندق الريتز كارلتون بالرياض، حيث تعرض عدد من المعتقلين لسوء المعاملة والتعذيب، وفي نوفمبر 2018 وردت أنباء عن تعرض المدافعات عن حقوق الإنسان المعتقلات للتعذيب الوحشي في عدد من منشآت الاحتجاز، منها مواقع غير رسمية، أحدها يعرف بـ “الفندق” وآخر بـ “استراحة الضباط”، وتعرضت المدافعات فيها للضرب والجلد والصعق بالكهرباء حتى صارت بعضهن تعاني من صعوبة في المشي والوقوف ومن الارتجاف في المفاصل وظلّت عليهن آثار للتعذيب.

ودعت “القسط” في ختام بيانها السلطات السعودية للكشف عن مصير، سليمان الدويش، وغيره من المخفيين قسريًّا فورًا، وأن تفرج عن كافة معتقلي الرأي فورًا ودون شروط، داعية أيضًا للضغط على السلطات السعودية لإنهاء هذه الممارسات، ومحاسبة المسؤولين عنها.