سلط موقع “أكسيوس” الأميركي الضوء على الضغوط الممارسة من إسرائيل على إدارة رئيس الولايات المتحدة المنتخب، جو بايدن، للحيلولة دون حدوث أزمة في العلاقات مع السعودية والإمارات ومصر.

ونقل الموقع عن الصحفي الإسرائيلي، باراك رافيد، قوله: إن “تل أبيب تخطط للضغط على إدارة بايدن القادمة لتجاوز الملفات التي تتضمن حقوق الإنسان وغيرها من القضايا الخلافية مع السعودية والإمارات ومصر”.

وكان الرئيس الأميركي المنتخب قد وعد بوضع ملفي حقوق الإنسان والديمقراطية في طليعة السياسات الخارجية للولايات المتحدة، حيث “أهمل” الاتصال بالدول الثلاث عند إجرائه لمكالمات هاتفية مع قادة 17 دولة بعد فوزه في الانتخابات.

وانتقد الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، السعودية بشكل خاص -خلال حملته الانتخابية- على ممارساتها في حربها على اليمن وقضايا حقوق الإنسان.

وقال رافيد: إن “إسرائيل تعتبر علاقاتها الأمنية والاستخباراتية مع الدول الثلاث محورية في إستراتيجيتها لمواجهة إيران وركيزة مهمة في الأمن الإقليمي.

وأضاف “تخشى إسرائيل من أن بايدن لن يكتفي فقط بعقد اتفاق مع إيران، وإنما سينأى بالولايات المتحدة عن شركائها القدماء من الدول العربية”.

تصنيف الحوثي

وفي 11 يناير/كانون الثاني 2020، صنفت الخارجية الأميركية، جماعة “الحوثي” في اليمن، “منظمة إرهابية أجنبية”، على خلفية سلسلة الهجمات التي نفذتها ضد ناقلات للنفط في البحر الأحمر، العام الماضي.

ورحبت السعودية والإمارات ومصر بقرار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، تصنيف الجماعة  بـ”منظمة إرهابية”.

ولم تتخذ إسرائيل أي موقف بشأن هذا القرار الذي يضغط بعض الديمقراطيين بالفعل على بايدن للتراجع عنه، لكنها ركزت –من خلال مجموعات الضغط التابعة لها- بشكل جديد على الوضع في اليمن خلال الأسابيع الأخيرة.

ونقل رافيد عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن “هذا يرجع جزئيا إلى تهديدات الحوثيين المدعومين من إيران بشأن الشحن الإسرائيلي في البحر الأحمر، كما أن يعود بشكل أساسي إلى تداعيات ترسيخ النفوذ الإيراني في اليمن على السعودية ومصر”.

وأضافوا أن “الإسرائيليين يعرفون أن بايدن ستكون لديه سياسة مختلفة تماما بشأن اليمن عن الرئيس السابق دونالد ترمب، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالدور السعودي في الحرب، لكنهم يخططون لتشجيع الإدارة الجديدة على التأكد من أن تحولات سياستها لا تعمق النفوذ الإيراني أو تعرض التعاون الإقليمي للخطر في قضايا أخرى”.

خلف الكواليس

وذكر رافيد أن “مسؤولي الدفاع الإسرائيليين يخططون لتقديم ملف الشرق الأوسط إلى إدارة بايدن بأن المنطقة قد تغيرت على مدى السنوات الأربع الماضية، مع تشكيل تحالف إقليمي جديد مع تعزيز إسرائيل لعلاقاتها مع الدول العربية”.

وأضاف أن “إسرائيل تأمل أن تعطي الإدارة الجديدة الأولوية لعملية التحول (التقارب العربي الإسرائيلي) على مخاوفها بشأن الحرب في اليمن أو انتهاكات حقوق الإنسان”.

وأشار رافيد إلى أن “إسرائيل شجعت مصر والسعودية على اتخاذ خطوات بشأن قضايا حقوق الإنسان من أجل تحسين أجواء الحوار مع إدارة بايدن”.

وقال إن “الإسرائيليين يخططون أيضا لتحذير فريق بايدن من أن حدوث أزمة في العلاقات مع السعودية والإمارات ومصر قد يدفع تلك الدول بعيدا عن الولايات المتحدة تجاه روسيا والصين”.

ونقل “أكسيوس” عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: “كنا قريبين جدا من خسارة مصر منذ عدة سنوات وستكون رسالتنا إلى إدارة بايدن هي: تمهّل، لقد حدثت تغييرات دراماتيكية في المنطقة مؤخرا، وستضر تحيزاتك بالعلاقات مع السعودية ومصر والإمارات”.

وشهدت 2020 إعلان كل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، فيما يرتبط الأردن ومصر باتفاقيتي سلام مع إسرائيل، منذ 1994 و1979 على الترتيب.