أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تدعو إلى إنقاذ عائلات المعارضين السعوديين الموجودين داخل المملكة، الذين يتعرضون للترهيب ويستخدمون كورقة ضغط على أبنائهم بالخارج، ودشنوا للحملة هاشتاج “#إنقاذ_عوائل_الناشطين”.

جاءت الحملة، بعد أيام من نشر “الاستقلال” لتقرير عن عائلات الناشطين داخل المملكة، الذي استعرضت في حالات لأسر تعرضت لانتهاكات على يد الأمن السعودي، بسبب أبنائهم المعارضين في الخارج.

واعتبر المغردون أن النظام وصل إلى أقصى درجات الانتهاك لحقوق الإنسان، إذ أنه بدأ باستهداف الأطفال بعد اعتقال المعارضين وتعذيبهم، والتنكيل بالنساء في السجون والتحرش بهن، بحسب عدد من التقارير الحقوقية.

 

منع من السفر

وقال المعارض السياسي السعودي، علي هاشم، في تغريدة له على “تويتر”، إن “النظام السعودي فرض منع السفر على أطفاله”، معتبرا أنه انتهاك صارخ للطفولة ودليل على ضعف النظام في مواجهة كل من ينتقده، إذ ليست لديه أي أهلية للدفاع عن نفسه، فيذهب إلى استخدام وسائل العصابات في احتجاز الأطفال والنساء كرهائن.

ووجه حساب “معتقلي الرأي”، الذي يهتم بالتعريف بقضايا المعتقلين في سجون المملكة، دعوة للمشاركة الواسعة في حملة تغريد بوسم #انقاذ_عوائل_الناشطين يوم أمس الجمعة من أجل الضغط على السلطات لوقف جميع أشكال الانتهاكات ضد عائلات الناشطين من اعتقال ومنع من السفر ووقف الخدمات عنهم.

وذهب الكاتب والصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، إلى حد اعتبار أن “الحكومة السعودية بلغت قاع الانحطاط، جرائمها تخجل من فعلها داعش، ويتبرأ منها إبليس! لا أخلاق لا كرامة لا مروءة. يقتلون الرجال ويُقطعون جثثهم. ويتحرّشون جنسيا بالناشطات، بل وحتى عائلات الناشطين لم تَسلَم من إجرامها”.

 

اعتقال بسبب القرابة

ودعا المعارض عبدالله العودة ابن المعتقل سلمان العودة متابعين إلى المشاركة في إنقاذ عائلات الناشطين دعما لكل الأهالي دفاعا عن أمل الحربي التي اعتقلوها لأنها زوجة فوزان الحربي، وعن إخوة عمر عبدالعزيز وأصدقائه الذين اعتقلوهم لقرابتهم وصداقتهم، وعن خديجة الحربي التي اعتقلوها لأنها زوجة ثمر المرزوقي، وعن أبناء الشيخ سفر الحوالي وإخوته المعتقلين.

واعتبر العودة في تغريدة أخرى أن استهداف عوائل الناشطين كارثة غير مسبوقة تجاوز فيها النظام حتى معايير الجاهلية، وأوضح أن ١٧ شخصا من عائلته ممنوعون من السفر، ونشر صورا لأطفال العائلة.

ووجه حساب “معتقلي الرأي” رسالة إلى النظام مفادها، أنه يجب أن لا يدفع عوائل الناشطين ثمن الرأي الحر الذي يمارسه فرد من عائلتهم من أجل البلاد، مضيفا، “الحرية لجميع المعتقلين من عائلات الناشطين، والحرية لجميع معتقلي الرأي”.

وعبر الحساب في تغريدة أخرى، رفضه استمرار فرض منع السفر التعسفي على عائلات الناشطين ومعتقلي الرأي، ففي ذلك مخالفة صريحة لجميع القوانين المحلية والدولية.

وقال الناشط السعودي المعارض، عمر عبدالعزيز، إن “هناك كارثة كبرى حصلت بالسعودية خلال الأيام الماضية (ولم) تخرج للإعلام بعد”، مضيفا، “أعتقد أننا سنكون أمام فضيحة مجلجلة لا تقل عن قضية جمال رحمه الله.. ماحصل كارثي ويعتبر حرفيا بداية عهد دموي وقمعي غير مسبوق”.

الانتهاكات تطال الأطفال

وتساءل الداعية المصري، فاضل سليمان، في تغريدة بوسم ” #انقاذ_عوائل_الناشطين”، “هل فقدتم حتى المروءة؟ دعوا الأطفال والنساء يسافرون لآبائهم”.

ودعا حساب باسم حسن حمود، متابعيه للتغريد عبر الهاشتاج الذي يندد فيه الناشطين بجرائم نظام السعودية ضد شعبه من أطفال ونساء وأبرياء، على حد تعبيره، وقال متساءلا “تخيلوا يا إخوان لو تمكن هذا النظام مع نظام أبوظبي من غزو قطر ماذا سيفعلون بشعبها!؟؟”

وقالت حنان العتيبي في تغريدة لها، إن الانتهاكات التي تنفذ بحق أسر المعتقلين في السعودية “ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية لأنها تنفذ بشكل منهجي وضمن خطة رسمية محكمة وتمارس فيها عمليات تعذيب في سبيل القضاء على كل صوت معارض”.