يقول باحثان متخصصان في أمن الشرق الأوسط إن الضغوط السياسية التي ترزح الحكومات الغربية في الداخل تحت وطأتها -على خلفية تصرفات السعودية في حربها على اليمن وضلوعها في مقتل الصحفي جمال خاشقجي- ستدفعها للنأي بأنفسها عن الرياض.
ويستطرد إيلان غولدنبيرغ وكيلي توماس -في مقال مشترك بمجلة ناشونال إنترست- أن الشركات التجارية الدولية قد تحد من استثماراتها بالسعودية وربما يفرض الكونغرس قيودا صارمة جديدة على العلاقات مع الرياض.
ويرفض العديد من أفراد العائلة المالكة السعودية نهج ولي العهد محمد بن سلمان بالحكم، وقد يستغلون هذه اللحظة لتهميشه وزيادة الضغط عليه لإيجاد مخرج من الأزمة الدبلوماسية الحالية التي تسبب فيها هو ومن حوله.
وشدد الباحثان على ضرورة أن تنتهز الولايات المتحدة الفرصة وتعرض على السعودية صفقة إما أن تقبل بها أو ترفضها، ويرجحان أنها سترضى بها.
المزيد من الانخراط الأميركي باليمن
وبدلا من أن تسحب الولايات المتحدة فجأة دعمها للسعودية في حربها باليمن، يقترح الباحثان على واشنطن الاستمرار فيه أو حتى الانخراط بشكل أكبر في النزاع شريطة أن يغير السعوديون نهجهم بالكامل ويقحموا الأميركيين بعملية صنع القرار.
ويستدعي ذلك أولا أن يُشرك السعوديون الولايات المتحدة بخططهم الإستراتيجية، والأخذ بتوصياتها فيما يتعلق بكيفية تبني خطة تكون أكثر قابلية للتطبيق وأقل اعتمادا على الضربات الجوية التي تلحق ضررا بالمدنيين.
ويطالب الكاتبان في مقالهما السعودية بتخفيف وطأة تداعيات أسوأ أزمة إنسانية على اليمنيين، والاسترشاد في حربها باليمن بالنهج الذي اتبعته الولايات المتحدة في شن غاراتها الجوية على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
المشاركة بصنع القرار
وفي سبيل ذلك، ينبغي أن يجلس العسكريون الأميركيون مع شركائهم السعوديين على نفس الطاولة شريطة أن تُمنح لهم صلاحية الاعتراض على بعض الضربات الجوية استنادا إلى مخاوف من سقوط ضحايا مدنيين أو لأسباب إنسانية.
ومن شأن تلك الإجراءات -بحسب المقال- أن يضمن الأميركيون من خلالها استيفاء السعوديين لأعلى المعايير عندما يتعلق الأمر بقوانين الحرب.
على أن النهج -الذي يوصي الباحثان باتباعه وذلك الذي درجت الولايات المتحدة على الأخذ به بمناطق أخرى من العالم- يبدو أكثر فاعلية وإنسانية من ذلك الذي يتبعه السعوديون في اليمن.
ويزعم مقال ناشونال إنترست أن انخراط الولايات المتحدة في حرب اليمن قد يحدث فرقا ذا مغزى.
ويختم بأنه ينبغي للولايات المتحدة ألا تقدم دعما للسعودية لتفعل ما يحلو لها حتى لو كانت حليفا رئيسيا لواشنطن بالشرق الأوسط.
وعلى الأميركيين -وفق الكاتبين- استغلال أقصى درجات الاحتراز التي يتعامل بها العالم مع السعودية لحملها على تغيير سلوكها باليمن وإنقاذ أرواح آلاف البشر.
وبرأي الباحثين، هذه الطريقة هي الأجدى نفعا من منح السعوديين شيكا على بياض لفعل ما يريدون، ومن الاكتفاء بالامتعاض من مواقفهم غير الأخلاقية.