في ظل سلطة متهمة بارتكاب كافة أشكال العنف والتنكيل والانتهاك لحقوق المرأة من زيادة في أعداد المعتقلات وتعرضهن للتحرش الجنسي والاعتداء الوحشي والصعق بالكهرباء وغيرها من صنوف التعذيب، تصدر المملكة العربية السعودية رواية مختلفة شعارها النهوض بالمرأة.
فقد تلقفت وسائل الإعلام التابعة للسلطات السعودية تقريرا أصدرته مجموعة البنك الدولي يفيد بأن السعودية حققت قفزات نوعية غير مسبوقة في الأنظمة المرتبطة بالمرأة مسلجة 70.6 درجة من أصل 100 في مقياس التقرير، واحتفت به وروجت له.
إلا أن ناشطين وناشطات واجهوا السلطة بواقع المرأة الحقيقي داخل المملكة وما تتعرض له عبر مشاركتهم في هاشتاج #تمكين_المرأه_السعودية، وحولوه لمنصة رصد لمعاناة السعوديات خاصة المعتقلات.
واقع المعتقلات
وبرز عبر الهاشتاج مشاركات للصفحات البارزة المعنية بالتعريف بالمعتقلين والمعتقلات ونقل حقيقة ما يتعرضون له داخل السجون بالمملكة، مطالبين بإطلاق سراح الجميع مع الإشارة إلى أنهم اعتقلوا على خلفية مطالبتهم بالحقوق، وتعبيرهم عن الرأي.
وعدد القائمون على صفحة معتقلي الرأي أسماء المعتقلات البارزات ومنهن #عائدة_الغامدي، #نوف_عبدالعزيز، #مها_الرفيدي، #لجين_الهذلول.
وأشاروا إلى أنهن وغيرهنّ الكثيرات تعرضن في السجون للتعذيب الجسدي والنفسي والحرمان من الحقوق الأساسية بلا أية أسباب، مطالبين بالحرية لهن ولجميع معتقلي الرأي.
ومن بين الأسماء التي تردد ذكرها عبر الهاشتاج، سمر بدوي الناشطة الحقوقية المدافعة عن حقوق المرأة، والتي يصفها الإعلام بأنها “أيقونة” الدفاع عن حقوق الإنسان، والتي كانت أولى المناهضات لنظام الولاية، والمعتقلة هي وناشطات أخريات نتيجة أعمالهن في مجالات “تعزيز حقوق المرأة”.
وهي الأعمال التي تدرجها السلطة ضمن الجرائم التي تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية، وتكيل للمعتقلات بالإضافة إلى ذلك تهم أخرى فضفاضة منها التواصل مع جهات أجنبية خارجية وتجاوز الثوابت الدينية والوطنية.
وقال القائمون على صفحة “سعوديات معتقلات” المهتمة بقضايا الناشطات السعوديات المعتقلات: “اشتقنا للمبدعة #سمر_بدوي التي رفعت اسم بلدنا عاليا في المحافل الدواية”.
وبرز حضور قوي لاسم المعتقلة لجين الهذلول الناشطة في مجال المرأة والتي طالبت برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة وإلغاء قانون ولاية الرجل على المرأة، وتحسين أوضاع المرأة المعيشية والحقوقية، واعتقلت على أثر ذلك وتعرضت للتعذيب.
وتداول ناشطون مقطع فيديو لها وهي تصف تجربتها السابقة في المعتقل، مشيرين إلى أنها ذكية، وقوية ومهتمة ببنات جيلها، وهي من تستحق التكريم والتقدير، وأطلقوا عليها لقب ” أميرة المعتقلات”.
مشايخ السلطان
وانتقد ناشطون دور رجال الدين والعلماء في التعامل مع قضايا المرأة وتماهيهم مع سياسة السلطة الحاكمة وانتقالهم من الإفراط إلى التفريط ونفاقهم للسلطة مذكرينهم بفتاوى سابقة لهم متعلقة بالمرأة.
وقال صاحب حساب المغرد الشرعي: “صوت المرأة عورة هذا (إفراط )، التصاق الرجل بالمرأة واقامة حفلات للمرأة والسكوت على تعرية المرأة وتجريدها من حيائها وافساد أخلاقها هذا ( تفريط).
واستطرد ساخرا: “مشايخ الإفراط هم أنفسهم مشايخ التفريط، انتقلوا من نقيض إلى نقيض حسب مزاج ولي الأمر في #السعودية ثم يدعون أنهم يمثلون الوسطية”.
واستنكر ناشطون فتوى للشيخ عبدالله المعيوف قالها خلال برنامج معالي المواطن، أكد فيها أن من حق الفتاة البالغة أن تخرج من بيت أسرتها وتسكن في مكان آخر دون أن يعتبر ذلك “تغيب”، معتبرين فتواه انفلات من الدين والأخلاق والقيم.
وطالب الشلاحي الدولة بمحاسبة صاحب الفتوى حماية للدين وصيانة للمجتمع وتطبيقا للقوانين والأنظمة، مؤكدا أن محاربة هذه الشرذمة أهم وأولى من محاربة الخوارج والدواعش.
وناشد عبد الحميد السعدون أصحاب الفتاوى قائلا: “أيها المتصدرون للفتوى ليس كل ما يحصل بالغرب يناسب ديننا وأبناءنا وبناتنا !فاتقوا الله …اتقوا الله…اتقوا الله وحسبنا الله ونعم الوكيل”.
وأكدت صاحبة حساب “أنا هي” أن التمكين ليس بالتبرج والاختلاط والانسلاخ من القيم ونبذ الدين والرقص والغناء. التمكين في حماية المرأة من كل فتنة ، وإبراز انجازاتها في نهضة بلد ينافس الدول العظمى في التطور مع الحفاظ على دينه وثوابته فلا تطوّر بلا قيم”.
وعددت ناشطات ما تتعرض له المرأة داخل المملكة من اضطهاد وامتهان وانتقاص لحقوقها، إذ كتبت نوره الحربي: “أصبحن غارقات بالديون مليئات بالأحزان والهموم ولم يعدن يجدن للحياة معنا ولا للأنس مكان ولا للأمان عنوان ولم تعد المرأة تنكح لأربع بل أصبحت تنكح لعشرين ولم يعد يُظفر بذات الدين بل يظفر بذات الميراث اليقين”.
إرضاء الغرب
وتحدث ناشطون عن أن كل ما تنتهجه السلطة السعودية من تغريب ليس بهدف إصلاح أوضاع المرأة السعودية بالدرجة الأولى، مؤكدين أن استمرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بخططه التي تضمن في ظاهرها منح مكتسبات جديدة للمرأة تحت مسمى مساعي إصلاحية وفي باطنها تضر بسمعة المملكة ونسيجها المجتمعي إنما هي بتوجهات لإرضاء الخارج.
وسخر برداوي قائلا: “المهم أمريكا تعرف وترضى عننا مانبغى الهاشتاق بيننا نضيع وقتنا المهم ماما أمريكا فهم من يفرضون علينا ذلك فرض العين”.
وأكد متعب السبيعي أن المملكة تقدمت في حقوق المرأة بالمقياس الغربي وليس بالمقياس “الشرعي”، قائلا: “عطني فائده انعكست على المجتمع !هل قضت على البطالة ولا الفقر ولا انهيت طوابير مواعيد المستشفيات ولا طلعت المساجين المعسرين!الم نر شيء”.
استهداف الدين
وجزم ناشطون بأن الهدف الخفي وراء مزاعم تمكين المرأة هو سلب المرأة من دينها وحيائها وليس منحها حقوقها وتمكينها من مستحقاتها التي شرعها لها الله، إذ قال صاحب حساب صقر الخليج: “الهدف سلب الدين من المرأة السعودية وليس التمكين لهم من العمل”، مستطردا: “لم يكفهم سرقة المال يريدون سرقة الدين”.
البطالة والأجانب
واستنكرت ناشطات ارتفاع نسبة البطالة بينهن واستمرار الدولة في تمكين الأجانب من المناصب الهامة بالدولة في مقابل السماح للنساء بالعمل في الأعمال المتدنية وغير اللائقة،.
وأكدوا أن المتسعودين سيطروا على مفاصل الدولة وأصبح التمكين بالوظائف والرواتب الضخمه لبناتهم، أما بنات السعودية يمتهن المهن المهينة مثل عاملات بالمحال يرأسهن أجنبي.
وفي الفترة الأخيرة ومنذ إعلان المملكة انتهاجها لسياسة تمكين المرأة برزت حالة من السخط بين الناشطين على تويتر رفضا لامتهان النساء مهن متدينة في مقابل تمكين الأجانب واستئثارهم بالوظائف المحترمة والرواتب العالية.
وتهكمت حلا قائلة: “انتهت مشاكل المرأة ولم يعد إلا هذا المطلب هذا يدل أنكم دعاة شر وكذب ونفاق والباقي والأهم واينه ماتكلمتو عنه وإلا لإن فيه تمكين لها وكرامتها وحقوق إنسانية تحتاجها من جد القناع الذي ترتدوه قبيح ومفظوح #تمكين_المرأة_السعودية.