سلط الخبير السياسي الروسي “فاليري كوليكوف” الضوء على مؤشرين، قال إنهما يرجحان ابتعاد احتمال تطبيع المملكة العربية السعودية لعلاقاتها مع إسرائيل قريبا، رغم عديد التقارير التي توقعت ذلك بعد توقيع اتفاقيات “إبراهيم”، والتي طبعت بموجبها الإمارات والبحرين علاقاتهما مع دولة الاحتلال.

وذكر “كوليكوف”، في مقال نشره بموقع “نيو إيسترن آوتلوك”، أن المؤشرين يتمثلان في التطور السلبي للعلاقات السعودية الأمريكية من جانب، ومضي الرياض قدما في مفاوضات دبلوماسية مع طهران من جانب آخر.

وأوضح أن العلاقات السعودية الإسرائيلية تعود أساسًا إلى العلاقة الشخصية الوثيقة بين ولي عهد السعودية، الأمير “محمد بن سلمان” و”جاريد كوشنر”، صهر الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب”، فكثيرا ما تجاوز “كوشنر” مسؤولي الخارجية والدفاع الأمريكيين لدفع “بن سلمان” إلى تبني لعبة إقليمية حادة، اعتبرتها بيروقراطية السياسة الخارجية الأمريكية “متهورة”، فيما كانت مفضلة بالنسبة لإسرائيل.

ومع تقديم “كوشنر” دعم البيت الأبيض لولي العهد السعودي، لعب “بن سلمان” أدوارا عنيفة، تمثلت في حصار قطر واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني “سعد الحريري” في الرياض، وتصفية خصوم النظام السعودي من المعارضين، ومنهم الصحفي “جمال خاشقجي”، الذي جرى اغتياله داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وبحسب “كوليكوف”، فإن غالبية الإسرائيليين ما زالوا يعتبرون السعودية “الجائزة المرغوبة” في عملية التطبيع، وهو ما أظهرته استطلاعات الرأي التي أعقبت توقيع اتفاقيات إبراهيم، ومنها استطلاع مبادرة جنيف، الذي أظهر أن الإسرائيليين يضعون السعودية في مرتبة أعلى بكثير من الدول العربية الأخرى بقائمة الأهداف الأكثر قيمة لاتفاقات السلام المقبلة.

ورغم أن عديد التقارير روجت لسيناريو التطبيع السعودي الإسرائيلي في نوفمبر/تشرين 2020، على خلفية أنباء عن اجتماع ثلاثي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق “بنيامين نتنياهو” وولي عهد السعودية “محمد بن سلمان” ووزير الخارجية الأمريكي السابق “مايك بومبيو”، إلا أن هذه الآمال لم تتحقق، بل أصبحت هذا العام أكثر بعدًا.

ويعود ذلك بالأساس إلى المواقف المتدهورة تجاه “بن سلمان” من إدارة البيت الأبيض الجديدة ورغبتها في تهميش ولي العهد السعودي المتورط في اغتيال “خاشقجي”، إضافة إلى فتح الرياض قنوات حوار مع إيران، بما يعكس توجهًا مختلفًا عن النهج الإسرائيلي.

وفي السياق، جاء إدلاء المسؤولين السعوديين بتصريحات متكررة تربط التقارب مع إسرائيل بالتقدم في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، حسبما يرى “كوليكوف”.

ومن بين هؤلاء المسؤولين ممثل السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة “عبد الله المعلمي”، الذي أكد، في مقابلة مع صحيفة “عرب نيوز”، استعداد المملكة لاتخاذ خطوة نحو التطبيع “بشرط امتثال إسرائيل لمتطلبات مبادرة السلام العربية لعام 2002”.

ووفقًا لرأي “المعلمي”، فإن إسرائيل يمكنها أن تحلم بمكافأة خيالية إذا تم استيفاء الشرط السعودي، تتمثل في التطبيع مع دول العالم الإسلامي بأكمله، باعتبار أن دول منظمة التعاون الإسلامي ستحذو حذو السعودية.

ولذا استبعد “كوليكونف” أن تقدم السعودية أي تنازلات للتطبيع قريبًا، فضلاً عن توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل.

وربط الخبير السياسي الروسي بين استمرارية الموقف السعودي الحالي وبين بقاء الملك الحالي “سلمان بن عبدالعزيز”، الذي يمثل معسكر النخبة العربية القديمة، المحافظ تمامًا تجاه إسرائيل.