كشفت صحيفة “إندبندنت” عربية المحسوبة على السعودية، أن طائرات حربية للمملكة شاركت مقاتلات إسرائيلية قصف مواقع للمليشيات الإيرانية في البوكمال السورية، لتعود وتنفي الخبر بعد ذلك.
ونقلت الصحيفة عن مصدر غربي (لم تسمه)، الثلاثاء الماضي: قوله: إن “مقاتلات تابعة لسلاح الجوي السعودي شاركت في استهداف مواقع لمجموعات إيرانية في منطقة البوكمال السورية الحدودية مع العراق”.
وأضاف المصدر الغربي: إن “مشاركة طائرات سعودية في ضرب تجمعات إيرانية في المنطقة التي تهيمن عليها إيران، على الحدود بين العراق وسوريا، تأتي ضمن نشاط التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، والذي يعمل في الآونة الأخيرة ليس فقط على استهداف (داعش) وما تبقى منه، وإنما أيضاً على استهداف الجماعات المصنفة إرهابية”، بحسب الصحيفة.
وأوضح المصدر الغربي أن المشاركة السعودية “رسالة تحذيرية بعد الهجمات على منشآت نفطية حيوية في منطقتي بقيق وهجرة خريص السعوديتين”، والتي اتهمت طهران بالمسؤولية عنها.
الصحيفة المقربة من السلطات السعودية نقلت عن مصادر سعودية (لم تسمها أيضاً) نفي ما نشرته عن المصدر الغربي بمشاركة مقاتلات المملكة لطائرات إسرائيلية في قصف الإيرانيين بسوريا، رداً على هجمات تبناها الحوثيون على منشآت أرامكو النفطية بالمنطقة الشرقية السعودية، السبت الماضي.
وذكرت صحيفة “رأي اليوم” اللندنية، الأربعاء الماضي، معلومات تتعلّق بمساهمة سعودية في الغارات التي شنّتها “إسرائيل” سابقاً على مواقع للحشد الشعبي العراقي انطلاقاً من مناطق سيطرة الأكراد شرقي الفرات في سوريا.
ولا يستبعد مراقبون حصول القصف المشترك بين الجانبين الإسرائيلي والسعودي، في خضم التطبيع الحاصل في الآونة الأخيرة، واعتبار الطرفين أن إيران هي العدو المشترك في المنطقة، والتصريحات الإسرائيلية عن إمكانية دخولها في أي تحالف دولي في الخليج قد يحارب إيران أو يتصدى لها.
يشار إلى أن معلومات أفادت بأن طائرات مجهولة الهوية شنت، مساء الثلاثاء الماضي، غارات عدة على مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، في حين نفى مصدر أمني عراقي تعرض منطقة البوكمال لقصف جوي خلال اليومين الماضيين، بحسب قناة “روسيا اليوم”.
وقال المصدر العراقي: إن “منطقة البوكمال لم تشهد أي عمليات قصف خلال اليومين الماضيين، ولم يكن هناك أي توتر أمني فيها، رغم ما حدث في السعودية وانتشار معلومات عن قيام طيران سعودي بقصف مواقع تابعة لفصائل موالية لإيران”.
الجدير ذكره أن العلاقات العربية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي تطورت في الفترة الأخيرة، وعلى وجه الخصوص مع السعودية، التي تُوّجت بزيارات متبادلة واتفاقيات وصفقات عسكرية، كان أبرزها شراء الرياض منظومة “القبة الحديدية” الدفاعية العسكرية من “تل أبيب”، وفق ما كشفه “الخليج أونلاين”، في سبتمبر 2019.
وكانت مصادر إعلامية قد كشفت في 28 أكتوبر 2019، عن إتمام السعودية صفقة شراء أجهزة تجسس عالية الدقة والجودة من “إسرائيل” قيمتها 250 مليون دولار أمريكي، نقلت للرياض وبدأ العمل بها بشكل رسمي بعد أن تم تدريب الطاقم الفني المسؤول عن إدارتها وتشغيلها.
وشهد عام 2018 سلسلة زيارات ولقاءات تطبيعية بين “إسرائيل” والسعودية في مجالات عدة؛ إذ كشفت وسائل إعلام عبرية عن زيارة اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس المخابرات السعودي المُقال، دولة الاحتلال عدة مرات في مناسبات مختلفة، وفق ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.