رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في تحليل للكاتب إيشان ثارو، أن التوبيخ النادر الذي وجّهه الاتحاد الأوروبي، الخميس الماضي، للسعودية تجاهل إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي تسعى لحماية ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.

وأوضحت الصحيفة أن إدارة “ترامب” سعت لحماية “ابن سلمان” من تداعيات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ورغم ذلك فإن هذا الدفاع المستميت من قبل ترامب لم يُضعف غضب المجموعة الأوروبية والمشرّعين الأمريكيين في واشنطن، حيث يواصل الكونغرس ملاحقة البيت الأبيض بسبب استهانة الأخير بمطلب قانوني لتقديم تقرير إلى مجلس الشيوخ حول دور ولي العهد باغتيال خاشقجي.

وكذلك قضية الطبيب الأمريكي من أصل سعودي، وليد فتيحي، الذي تعتقله الرياض منذ نوفمبر 2017، وتشير التقارير إلى تعرّضه للتعذيب، حيث أعرب الكثير من أصدقاء فتيحي الأمريكيين عن عدم ارتياحهم لموقف الرئيس ترامب وصمته.

وقال السيناتور مارمو روبيو خلال جلسة استماع، الأربعاء الماضي، في إشارة إلى بن سلمان: إنه “يتصرّف بعقلية زعيم العصابة، ومن الصعب العمل مع شخص كهذا”، في حين قال السيناتور جين شاهين إن قائمة الانتهاكات السعودية لحقوق الإنسان طويلة ومن الصعب جداً أن نفهم ما يجري هناك.

والأسبوع الماضي، قال دينيس روس، الدبلوماسي الأمريكي السابق، خلال محاضرة، إنه من المستحيل عدم رؤية التغييرات التي طرأت في البلاد في عهد بن سلمان، “على الرغم من أنه متهور فإن على الولايات المتحدة أن تعمل من أجل الاستفادة من هذا التحوّل الناجح الذي عمله بن سلمان بأخذ السعودية من الوهابية إلى الهوية الوطنية”.

ويبقى السؤال الذي يطرحه الكاتب: “هل سيعمل مجلس الشيوخ على دعم سلطته (دونالد ترامب) بموجب القانون ويمنع ولي العهد السعودي من الإفلات من المساءلة عن جريمة القتل البشعة التي تعرض لها خاشقجي وتقطيع أوصاله؟”.