عاد للواجهة بقوة، وسم #الراتب_مايكفي_الحاجة، الذي يعد أقدم وأشهر الوسوم في السعودية، وذلك بعد ارتفاع أسعار البنزين والغلاء وتدهور الوضع الاقتصادي في المملكة، لا سيما مع بداية رمضان، وسط تجاهل السلطات لمطالب المواطنين بتخفيض الأسعار وزيادة الرواتب.

يأتي ذلك في أعقاب رفع شركة “أرامكو” أسعار البنزين اعتبارا من الأحد 11 أبريل/نيسان 2021، ليكون سعر لتر بنزين 91 أخضر: 1.99 ريال، و95 أحمر: 2.1 ريال، وديزل: 0.52 ريال، وسعر غاز البترول المسال: 0.75 ريال، وسعر الكيروسين: 0.70 ريال.

وأشار المشاركون في الوسم، إلى أن المملكة تعاني من ارتفاع متصاعد في أسعار النفط وارتفاع مديونيات الدولة بسبب خطط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وفقدان المملكة للأسواق النفطية العالمية، وارتفاع في معدلات الفقر والبطالة وضعف الرواتب.

وحذر الناشطون من أن تجاهل مطالب الشعب ومعاناتهم والإصرار على رفع الأسعار يزيد غضبتهم تجاه السلطة الحاكمة، ويدفعهم للمطالبة باستئصالها ورحيلها، مطالبين باستبدال ابن سلمان مادام فشل في تلبية طلبات الشعب، وبرز اقتراح اسم الأمير أحمد بن عبدالعزيز (الشقيق الأصغر للملك سلمان بن عبد العزيز).

 

السعودية في رمضان

واستنكر ناشطون استمرار الأوضاع المعيشية الصعبة على المواطنين السعوديين، لا سيما مع دخول شهر رمضان المبارك، بل تعمد السلطات رفع الأسعار قبيل الشهر الكريم.

واستعرض أحد الناشطين احتياجاته في رمضان، فقال: “مقاضي رمضان مع الظروف: بنزين غالي، ضرائب 15%، فواتير عالية، معيشة غالية وتجار جشع، عدم توفر بدل للغلاء، عدم توفر حساب مواطن، صعب جداً جداً جداً”.

وقالت الناشطة “نوف”: “تلمسوا حاجات الناس قبل رمضان، ترا مافي رواتب خاصة اللي تبع الشؤون الاجتماعية، والأقربون أولى بالمعروف بالصدقة”.

وقال آخر: “والله عيب هذا الترند، وبالذات في أول يوم رمضان، إذا مو (لم يكن) عشان (من أجل) الناس، أقلها عشان الصورة العامة للبلد”، وطالب بخفض الضريبة “أقلها في رمضان والعيد”.

ونشر حساب باسم “جمرة حرب” صورة كاريكاتورية، لولي العهد السعودي، مذيلة بعبارة: “أسأل الله العظيم أن يعيد علينا رمضان بدونك ياوجه النكبات”.

 

فشل الذباب

وأعرب ناشطون عن استغرابهم لعدم إسقاط الذباب الإلكتروني للوسم، مشيرين إلى مشاركتهم ولكن بطرق مختلفة، ومنها الترويج لأن أسعار البنزين تعتبر الأقل عالميا، وأن الحكومة تطرح خدمات مجانية، وغيرها من الأكاذيب الأخرى التي يروجون لها.

واحتفى الدكتور خالد الجبري، بتصدر وسم الراتب ما يكفي الحاجة قائمة الأعلى تداولا في السعودية رغم سيطرة ابن سلمان على المجال العام وتحكمه في الاتجاهات على “تويتر” من خلال الشخصيات المؤثرة.

ولفت أحد المغردين، إلى أن الذباب شغال على قدم وساق بالزعم أن “رواتبنا تكفينا ولله الحمد والله لو خصمت رواتبنا وشحت مواردنا وقطعنا إربا إربا ما تغير حبنا وولاؤنا وسمعنا وطاعتنا لولي أمرنا”.

 

الراتب ما يكفي

وعدد ناشطون أسباب عدم كفاية رواتبهم لسد احتياجاتهم، والوصول بشعب أغنى بلد نفطي إلى تصعيد صوته عبر وسم الراتب ما يكفي الحاجة.

وأوضح الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، أن الراتب ما يكفي الحاجة لأن اقتصاد الدولة بأكمله موجه لخدمة فئة قليلة من المواطنين، ولأن الفساد ينخر بمفاصل الدولة، ولعدم وجود مشاريع حقيقية أو خطط تنموية.

ورأى الناشط المعارض عمر بن عبدالعزيز أن تصدر الوسم في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة وارتفاع الضرائب وزيادة الأسعار، “أمر طبيعي”.

وأشار المغرد أبو محمد، إلى أن الراتب “لا يتحمل إيجار بيت وقسط بنك ومصاريف مأكل وملبس وفواتير كهرباء وماء وضرائب وارتفاع أسعار البنزين”.

وكتب المغرد سعيد، أن الراتب “ما يكفي لمخالفات المرور فقط!!، فما بالك بضروريات الحياة”، لافتا إلى “الخصم من العلاوة السنوية، وفرض ضرائب وغلاء أسعار وإيقاف دعم والراتب ينقص ما يزيد”.

فيما قال المغرد خالد: “أكيد ما يكفي الحاجة، زيادة أسعار السلع والفواتير والضرائب والراتب لم يتغير وأيضا هناك البطالة المنتشرة بين الشباب ما فيه وظائف أو وظائف لا تليق بالمؤهل العلمي الحاصل عليه في سنوات كفاح وتعب”.

 

إسقاط ابن سلمان

وصب ناشطون غضبهم على النظام السعودي وهاجموا ولي العهد ابن سلمان، واتهموه بتبديد أموال المملكة وتشويه سمعتها، مطالبين بإسقاط الحكومة السعودية.

وأشار المغرد عمر المطيري، إلى أن “المصائب تتوالى على شعب بلاد الحرمين منذ مجيء ابن سلمان للحكم”، حيث سجن الشيوخ والعلماء، وأعلن حربا فشل فيها فشلا ذريعا في اليمن، ولا يزال يفشل في الاقتصاد والدفاع وحفظ حقوق المواطنين”.

وقالت الناشطة لينا الهذلول: “يا ظالم، الجوع أول خطر لعرشك”.

وأكد المغرد ماجد الرويلي، أن “الشعب يريد تغيير حكومة ابن سلمان”.