MBS metoo

وفق قيم مختلفة.. مجلة أميركية: بايدن طلب مراجعة العلاقة مع السعودية

ذكرت مجلة أميركية أن الأولويات الجديدة لوزارة خارجية الولايات المتحدة، بعد مرور أسبوعين على تنصيب الرئيس جو بايدن، تضع دول الخليج العربي خارج اهتماماته.

وأوضح تقرير لمجلة “ذا هيل”، أن “الإدارة الجديدة للبيت الأبيض وضعت قائمة دبلوماسية جديدة ضمن أولوياتها، ما يظهر من الاتصالات التي أجراها وزير الخارجية أنتوني بلينكن”.

واتصل بلينكن بنظرائه في جميع أنحاء العالم، مع بعض الاستثناءات الملحوظة، على سبيل المثال، مصر التي كان رئيس نظامها عبد الفتاح السيسي يلقب بـ”الديكتاتور المفضل” للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وكذلك دول الخليج، لم يجر بلينكن أي محادثة سوى مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد.

 

اتصالات نموذجية

وبلغ عدد المكالمات التي أجراها بلينكن حتى 4 فبراير/شباط 2021، 31 اتصالا، معظمها مع نظرائه فضلا عن رئيس الاتحاد الإفريقي سيريل رامافوزا والأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، ومما لا يثير الدهشة، بدأ الأمر مع كندا والمكسيك واليابان.

ويقارن المراقبون في الشرق الأوسط الأمر بقرار الرئيس السابق ترامب الذي جعل السعودية وجهته الأولى في أول زيارة خارجية له بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة عام 2016.

وأشار التقرير إلى أن “اتصالات بلينكن، كما يحيل إلى ذلك موقع وزارة الخارجية، هي في الغالب نموذجية، أي أن بلينكن شدد على أهمية استمرار العلاقات السياسية والاقتصادية القوية، مثلا مع الرئيس السويسري جي بارميلين”.

ولكن يبدو أن هناك زوايا خاصة لشرح خفايا وأبعاد العديد من هذه الاتصالات، ذلك أن سويسرا مثلا هي القوة الحامية للولايات المتحدة في إيران، وكانت في الماضي قناة خلفية مهمة لواشنطن، وكذلك مع باكستان التي على وشك إطلاق سراح الإرهابي المسؤول عن مقتل مراسل صحيفة “وول ستريت جورنال”، دانيال بيرل.

وقد كان لخطاب الرئيس بايدن في مقر وزارة الخارجية في 4 فبراير/شباط الجاري، تأثير واضح على توجهات سياسته الخارجية، فمن ناحية الشرق الأوسط، كان إعلانه عن إنهاء الدعم الأميركي للعمليات الهجومية السعودية في اليمن الخبر الرئيس، وتم التأكيد على هذه النقطة في مقابلة أجراها بلينكن مع قناة MSNBC في 1 فبراير/شباط.

وعندما سئل عما إذا كان سيذهب إلى إيران أو كوريا الشمالية، أجاب بلينكن: “أعتقد أنني سأهبط أولا على متن طائرة ربما في أوروبا وآسيا مع أقرب حلفائنا وشركائنا، وآمل أن يأتي ذلك اليوم قريبا”.

ولم يتم حتى الآن ذكر الشرق الأوسط، وعندما أتيحت له الفرصة لانتقاد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قال بلينكن: “حكمت عليه أجهزة مخابراتنا بأنه أمر بالقتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي؛ فهل يمكن أن تنبني العلاقات مع السعودية على بعض المسؤولية؟”.

 

عمل بغيض

كما ذهب بلينكن إلى أبعد من ذلك قائلا: “قتل السيد خاشقجي كان عملا شائنا ضد صحفي، وضد شخص مقيم في الولايات المتحدة، كان بغيضا، وأعتقد أنه صدم ضمير العالم”.

وتابع: “السعودية كانت شريكا مهما لنا في مكافحة الإرهاب، وفي محاولة دفع الاستقرار الإقليمي والتعامل مع العدوان الإقليمي، ولكن علينا أيضا التأكد من أن هذه الشراكة تجري بطريقة تتوافق مع اهتماماتنا وأيضا مع قيمنا، ولذا طلب بايدن أن نراجع العلاقة للتأكد من أنها تفعل ذلك تماما، وهذا بالضبط ما يحدث الآن”.

وأشار التقرير إلى أنه “بإمكانك الشعور في وزارة الخارجية بإجراءات العودة إلى الترتيب الطبيعي للعلاقات الأميركية وعملية المراجعة والتشاور لتشكيل سياستها الخارجية”.

وأضاف أن “توقيع ترامب لصفقة في الساعة 11 صباحا يوم 20 يناير/كانون الثاني الماضي، لبيع طائرات F-35 إلى الإمارات لا يزال يثير القلق في إدارة بايدن”.

وفي سياق متصل، لفت التقرير إلى أن قراءة مكالمة بلينكن مع وزير خارجية الإمارات كانت لها رسائل ضمنية: “العمل معا.. لإنهاء النزاعات”، فيما لم يبد انزعاجه من تمويل الإمارات للقوات الروسية في ليبيا لمواجهة تركيا.

وفيما تفرض جائحة كورونا تغييرا في الأسلوب الدبلوماسي، حيث يُطلب من أولئك الذين يريدون السفر إلى واشنطن لإجراء محادثات وجها لوجه -الطريقة المفضلة للدبلوماسية الخليجية- استخدام المكالمات الهاتفية أو روابط الفيديو الآمنة، وفق المجلة الأميركية.

وفي ظل هذه الظروف، قد يعمق هذا الأمر شعور دول الخليج بأنهم بعيدون وأن وجهات نظرهم لن تؤخذ في الاعتبار بشكل كاف بشأن القضية النووية الإيرانية.

وأكد التقرير أنه “رغم انتهاء الخلاف الخليجي الداخلي مع قطر، لا تزال الخصومات قائمة، فيما قد يكون ذلك نزاعا داخل الأسرة الخليجية، لكن الخلافات الداخلية غالبا ما تظل قائمة ويمكن أن تكون عنيفة”.

Exit mobile version