أثار تصاعد الصراع في اليمن، مع استهداف الحوثيين لمنشأة نفطية في أبوظبي وهجوم انتقامي للتحالف الذي تقوده السعودية على صنعاء، مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، حيث الوضع مُزرٍ بالفعل.
وجاء التصعيد الأخير بعد أن شن الحوثيون هجومًا على عدة أهداف داخل الإمارات أمس الاثنين، بما في ذلك هدفًا قيد الإنشاء بمطار أبوظبي الدولي.
لقد فشلت سنوات من الوساطة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في كسر جمود أي تفاوض بين اليمن والسعودية، فيما تصر الأخيرة على ما يبدو لدخول السنة الثامنة للحرب بلا هوادة على جارتها الجنوبية.
وعلى الرغم من صعوبة جمع الأرقام الدقيقة، تقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 377 ألف شخص لقوا حتفهم بسبب الصراع حتى أواخر عام 2021.
وفي تقرير نُشر أواخر العام الماضي، قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن ما يقرب من 60 في المائة من الوفيات كانت نتيجة لأسباب غير مباشرة، بما في ذلك المجاعة والأمراض التي يمكن الوقاية منها ، أما البقية فكانت بسبب القتال في الخطوط الأمامية والغارات الجوية.
وأشار التقرير إلى أن الأطفال يشكلون 70٪ من القتلى.
وتقول وكالات الإغاثة إن هذا يرجع إلى تعقيد الحرب التي طال أمدها، والتي أدت إلى خسائر فادحة في الخدمات الاجتماعية والصحية.
ووفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، يعاني نحو 16 مليون يمني، أو نحو 45 في المائة من إجمالي السكان، من انعدام الأمن الغذائي.
وحذرت وكالة الأمم المتحدة من أن أكثر من خمسة ملايين شخص على شفا المجاعة، بينما يعيش 50 ألفًا آخرين في ظروف تشبه المجاعة.
وقد تفاقمت أزمة الغذاء بسبب الزيادة الحادة في أسعار السلع الأساسية، والتي شهدت ارتفاعا بنسبة 30 إلى 70 في المائة منذ بداية الصراع.
ويُعد سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات مصدر قلق ملح آخر، حيث حذر برنامج الأغذية العالمي من أن كلاً من الفئتين كانتا ضحايا بشكل خاص لسوء التغذية.
كما أجبر الصراع أيضًا ما يقدر بنحو 4.6 مليون يمني على الفرار، وفقًا لأرقام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقالت وكالة الأمم المتحدة في تقرير حديث لها إنه في الأسبوعين الأولين من عام 2022 فقط، نزح 3468 شخصًا (578 أسرة).
كما يواجه النازحون داخليًا عددًا كبيرًا من التحديات وهم أكثر عرضة لخطر المجاعة والأمراض التي يمكن الوقاية منها.
وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن حوالي 67 بالمائة من النازحين داخلياً في اليمن، أو نحو 2.6 مليون شخص، يعانون حاليًا من انعدام الأمن الغذائي.
ويتأثر الأطفال والنساء أيضًا بشكل غير متناسب بالنزاع، حيث يمثلون 79 بالمائة من إجمالي السكان النازحين داخليًا.
ومع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق للصراع، يقول محللون إن اليمن يواجه مستقبلاً قاتمًا.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن الحرب الجارية.
وقال “هانز جروندبيرج”، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، في اجتماع لمجلس الأمن: “بعد سبع سنوات من الحرب، يبدو أن الاعتقاد السائد هو أن إيقاع المزيد من الألم سيجبر اليمنيين على الاستسلام، ومع ذلك، لا يوجد حل مستدام طويل الأجل يمكن العثور عليه في ساحة الحرب.”