قالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، إن لحظات “حرجة” تنتظر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في قمة العشرين بالأرجنتين، حيث تقدمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” بطلب للتحقيق في الجرائم المنسوبة إليه.

وهذه الجرائم تتعلق بحرب اليمن، واعتقال النشطاء وتعذيبهم، وأخيراً مقتل الصحفي جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في إسطنبول بالثاني من أكتوبر الماضي، وتقطيع جسده.

وتعد الأرجنتين إحدى محطات الجولة الخارجية الأولى لولي العهد السعودي منذ تفجُّر قضية مقتل خاشقجي، الذي يُعتقد أنه قُتل على يد عناصر خاصة تابعة لمحمد بن سلمان.

وكان بن سلمان قد وصل إلى العاصمة بوينس آيرس، أمس الأربعاء، بعد أن أجرى جولة عربية انتهت بتونس، التي قابلته باحتجاجات واسعة، بسبب اتهامات بارتكابه جرائم حرب، وسوء معاملة المعتقلين.

وأعلنت “هيومن رايتس ووتش” أنها رفعت دعوى في الأرجنتين، للتحقيق مع ولي العهد، مطالِبةً الادعاء العام بجمع الأدلة من الحكومتين السعودية واليمنية.

وتقول الصحيفة البريطانية إنه كان بإمكان ولي العهد إلغاء مشاركته في قمة العشرين التي تحمل له بعض المخاطر، لكنه يحاول -على ما يبدو- الرهان من خلال تلك المشاركة، على تجاوز قضية اغتيال خاشقجي.

وتضيف: “قد تحمل قمة العشرين بعض اللحظات المربكة، وخاصة في مركز المؤتمرات الذي سيحتضن القمة؛ فهي المرة الأولى التي سيواجه بن سلمان فيها جاستن ترودو، رئيس وزراء كندا، التي قطعت معها الرياض العلاقات بسبب تغريدة لوزيرة الخارجية الكندية”.

وكانت الوزيرة الكندية طالبت، في تغريدتها، السعودية بالإفراج عن الناشطات، حيث دخلت المملكة فيما يمكن تسميته “نوبة غضب ملحمية”، قادت إلى قطع العلاقات التجارية مع كندا وطرد سفيرها في الرياض.

كما ستحضر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، اللذان علَّقا مبيعات أسلحة للسعوديين، بسبب قضية مقتل خاشقجي وحرب اليمن.

ويقول ها هليلير، زميل في المعهد الملكي، إن ولي العهد سيكون حريصاً على القيام بهذه الرحلة والمشاركة، للتعبير عن تجاوزه العاصفة التي تسببت فيها قضية مقتل خاشقجي.

لكن الاختبار الحقيقي لذلك، وفق هليلير، سيكون في الوقت الذي يتم فيه التقاط الصور، “هل سيقبل قادة العالم التقاط الصور مع بن سلمان؟ لا أعرف، لا يزال هناك الكثير من الغضب بسبب قضية مقتل خاشقجي في عواصم العالم”.

الأمير السعودي يعتقد أن هيبة الظهور مع قادة العالم ستفوق في نتائجها التظاهرات المقرر انطلاقها، للتنديد بالقمة وبحضوره إليها، خاصة أنه يدرك جيداً أنه لا إمكانية قانونية لاعتقاله أو التحقيق معه.

إن مصافحة بن سلمان زعماء العالم ستكون كافية لتعزيز مكانته الدولية، وأيضاً وسيلة لإخماد أي شكوك حول بقائه في السلطة، وأنه ليس منبوذاً، وسيواصل مسيرته نحو العرش السعودي، بحسب “الإندبندنت”.

وتتابع الصحيفة البريطانية: “لقد اعتبر دونالد ترامب الأمير محمد بن سلمان حجر الزاوية في رؤيته غير الواضحة لتحقيق السلام بالشرق الأوسط، ومواجهة إيران، وقد أدى ذلك إلى الإسهام في تحسين صورة ولي العهد”.

كما أن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، نشر مقالاً مليئاً بالمغالطات، قال فيه إن منتقدي ولي العهد “مستفزون”.

وتابع بومبيو في مقال بصحيفة “وول ستريت جورنال”، أن التخلي عن الائتلاف الأمريكي-السعودي أو خفضه “لن يؤدي إلى دفع الرياض في اتجاه أفضل؛ لقد دفع ولي العهد الإصلاحي البلاد باتجاه جديد”.

ولكن رغم ذلك، تقول الصحيفة البريطانية، فإن اللحظات الحرجة ستكون بانتظار بن سلمان في الأرجنتين، فالمعارضة هناك “متحدة ضده”.

حيث كتب الصحفي دينيز زيريك في صحيفة “سوزكو” المعارضة، الثلاثاء الماضي، أن “العديد من الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان يتابعون جريمة القتل الوحشي التي ارتكبها بن سلمان، ولكن على المستوى الحكومي لم نسمع أي صوت يحمل التصميم نفسه على رفض زيارة بن سلمان”.