تفاعل ناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي، مع قضية مقتل اللواء عبدالعزيز الفغيم الحارس الشخصي للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، السبت، “إثر خلاف شخصي نشب في منزل أحد أصدقائه”، بحسب الرواية الرسمية للسلطات السعودية.

رواد موقع “تويتر” كذّبوا عبر هاشتاجي “#عبدالعزيز_الفغم”، “#مقتل_عبدالعزيز_الفغم” الرواية التي نشرها حساب “بن عويد #2030” بشأن الواقعة، متسائلين عن حقيقة شخصية صاحب الحساب ومدى صلة بالجهات الأمنية ليكون أول من يكشف الجريمة وينشر تفاصيلها.

وأشار الناشطون إلى وجود تعمد لتضليل الرأي العام وغموض في الواقعة، رابطين بينه وبين اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018، مؤكدين أن الجريمة نفسها، ولكن الطريقة مختلفة.

وتساءلوا: “كيف لحارس الملك الشخصي وخبرته الطويلة في الحماية وتوقع الخطر والحس الأمني أن يقتل بهذه السهولة”، متحدثين عن أنه “سيناريو للتصفية جاء بالتزامن مع نشر وثائق لاعتراف الأمير محمد سلمان بتحمل مسؤوليه مقتل خاشقجي”.

 

الرواية الأولى

“بن عويد” أعلن في روايته التي نشرها على حسابه في “تويتر” منتصف ليلة أمس، مقتل اللواء عبدالعزيز الفغم في منزل صديقه فيصل السبتي، حيث تم إطلاق النار عليه من صديق آخر سابق له بعد اقتحام المنزل بسبب خلاف بينهما.

وأضاف: “المقتول اللواء عبدالعزيز الفغم – رحمه الله – كان في زيارة لمنزل صديقه (فيصل السبتي) وبحضور أخيه (تركي السبتي) دخل الجاني عليهما في المنزل (وهو صديق سابق للواء) ونشب بينها نقاش بسبب خلاف شخصي قديم”.

وتابع الحساب المجهول: “تطور الموضوع وأطلق الجاني النار وقتل اللواء الفغم وأصاب تركي السبتي شقيق صديقه، وعامل فلبيني بالمنزل، ثم حاول الهروب ووجد الجهات الأمنية في الخارج وتبادل إطلاق النار معهم حيث تم قتله فورا”.

 

تكذيب الرواية

وكذب صاحب حساب “مجتهد” المعروف، رواية “بن عويد”، بالقول إن “الفغم كان في القصر وقت الحادث وليس مع صديق”، موضحا: أن “ابن سلمان يعتبر الفغم من الحرس القديم الذي يوالي آل سعود عموما ولا يثق بإخلاصه له شخصيا”.

وأشار “مجتهد” إلى أن ابن سلمان ردد أكثر من مرة رغبته في إبعاده، متسائلا: “من يكون العويد حتى يعرف تفاصيل لم تنشرها أي جهة مسؤولة؟ من أعطاه حق نشر هذه المعلومة سواء كانت صحيحة أو كاذبة؟ هل للدولة قيمة إن كانت الأخبار الحساسة تعلن في حسابات تويتر غير رسمية؟”.

وأجاب الحساب السعودي قائلا: إن” نشر هذه المعلومة في هذا الحساب جزء من ترتيب قتل الفغم والتفاصيل لاحقا بإذن الله”.

وجزم “مجتمهد” بأن “ابن سلمان أمر عائلة الفغم بتأكيد رواية ابن عويد التي ألفها ولي العهد نفسه، والمثير للضحك أنهم يصيغون الرواية وسط النعي بطريقة متكلفة  مكشوفة ويكررونها بنفس الصيغة”، مستطردا: “يبدو أن سعود القحطاني لا يزال يدير المشهد، هذه الفانتازيا ماركة مسجلة للقحطاني”.

وقال الحقوقي السعودي يحيى عسيري رئيس منظمة القسط لحقوق الإنسان، إن قصة الذباب عن مقتل الحارس الشخصي للملك #عبدالعزيز_الفغم غير منطقية، وقتل “الجاني” مباشرة لإغلاق الملف، يزيد الشكوك.

وتساءل: “كيف كانت قوات الأمن حاضرة مباشرة في نفس الموقع؟ وكيف عرف ونشر ذباب تويتر التفاصيل قبل السلطات؟ #مقتل_عبدالعزيز_الفغم في ذكرى مقتل #جمال_خاشقجي، وربما نفس الجاني”.

وكتب صاحب حساب “دبلوماسي قديم” قائلا: إن حارس الملك #عبدالعزيز_الفغم المفترض وحسب الأوسمة والنياشين المعلقة على صدره أن كفائته جدا جدا عالية أمنيّا واستخباراتيّا وعسكريا، والمفترض أنه يستشعر الخطر قبل حدوثه، هل نصدق أنه علم بوجود عدو له في بيت واحد وبينهما خلاف شديد ولم يأخذ احتياطاته؟ كيف إذن كان يحرس الملك؟”.

وربط ناشطون بين مقتل الفغم وخاشقجي، وذكّر الإعلامي القطري جابر الحرمي برواية السلطات عن مقتل خاشقجي، قائلا: “مقتل الحارس الشخصي للملك السعودي #عبدالعزيز_الفغم في خلاف شخصي – حسب الرواية الرسمية – مع “صديقه ” الذي قَتَلَه رجال الأمن بعد قتْلِه الفغم ..الرواية الرسمية ذاتها قالت: إن خاشقجي -الذي يمر عام على قتله- خرج من القنصلية ثم اتضح لاحقا أمور أخرى.. رحم الله الفغم وخاشقجي”.

وغرد محمد الشهواني: “الموت حَق وواصلٍ على الرغم مِن المَكانة والأمور الكافيَة خاشقجي أقفى به وقَفّى بالفغم والشَكوى للي عالمٍ بالخافيّة #عبدالعزيز_الفغم”.

وعلق عبدالله السالم: “تحليلي الأولي لحادثة #مقتل_عبدالعزيز_الفغم أنه فخار يكسر بعضه وللأمر علاقة بمقتل خاشقجي ومحاولة إدانة الفاعلين بمعزل عن القيادة والله أعلم  #عبدالعزيز_الفغم_في_ذمه_الله #عبدالعزيز_الفغم”.

ورأى الإعلامي المصري هيثم أبو خليل، أن مقتل الحارس الشخصي لسلمان قبل ثلاثة أيام من الذكري الأولي لقتل آل سعود للإعلامي جمال خاشقجي يضيف علامة استفهام جديدة حول ما يحدث داخل هذه العصابة خاصة بعد تحذير المسعري للفغم منذ  ٤ أشهر”.

وقالت مريم آل ثاني: “خاشقجي قتل بلا ذنب وبدم بارد وإلى الآن لم يتم الاقتصاص من القتلة، والآن جاء الدور على الفغم والله أعلم، إنها مملكة المناشير حسبنا الله ونعم الوكيل الله ارحم عبدك #عبدالعزيز_الفغم واجبر كسر أهله على فراقه، وانتقم من كل ظالم متجبر السعودية  مبس (محمد بن سلمان)”.

 

أوامر ابن سلمان

ووجه ناشطون اتهاما مباشرا إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بإعطاء أوامر بتصفية الفغم، حيث قال محمود ذياب: “تمت تصفيته على يد ماهر المطرب وبتوجيه من محمد بن سلمان”، عازيا السبب إلى “دراية الفغم الكاملة بما يدور في قصورهم وأخص بالذكر الشهيد خاشقجي ورسالة من محمد سلمان إلى المقربين واللي يعملون فالقصر: يجب أن تفقدو حاستين السمع والبصر وإلا الموت يترياكم”.

وتساءل عبدالله المقسطون: “هل سعود القحطاني وماهر المطرب واللواء العسيري وبقيت الخلية التي قتلت الشهيد جمال خاشقجي تم تهديدهم بالقتل من أجل أنها القضية، مقتل الفغم رسالة من أفراد الخلية نحن والطوفان: يا نعيش سوى يا نموت سوى #مقتل_عبدالعزيز_الفغم #عبدالعزيز_الفغم”.

واختصر المعارض السعودي سلطان العبدلي الحادث بالقول: “إما لأنه سرّب أو أدخل أحدا للملك أو مبس كان ينتوي عمل اغتيال أو شيء لوالده.. أوأنه أبلغ الملك بشيء يخشاه مبس المهم أن حكاقات هالورع الداشر ستورد البلد المهالك عمد أن القادم سيئ ورعيب. ودمه في رقبة مبس. مقتل_عبدالعزيز_الفغم في ذكرى #مقتل_جمال_خاشقجي”.

وأكد بندر مبارك آل شافي، أن “#عبدالعزيز_الفغم تم اغتياله عن طريق الحرس الشخصي لمحمد بن سلمان وليس كما ذكر البعض”.

ولفت سامي الشدوخي إلى أن “نهاية الظلم وخيمة يا سلمان راح الي كان يحميك اللي كان مخلص لك #عبدالعزيز_الفغم، أصبحت مكشوفا الآن بعدما قتلت الشعب، انت وابنك الطفل بالتعذيب والمعتقلات والضرائب.. أفظع شيء لك أن موتك القادم يجي من ابنك وهذا هو سبب اغتيال عبدالعزيز الفغم. هل يوجد جحيم في التصور أكثر من هذا”.

وقال سعد التميمي: “قتله ابن سلمان قتل خيرة الرجال وخيرة الحراس.. لقد قتل رجل بألف رجل، بالوفاء والمهنية العالية الولاء.. كما قتل خاشقجي خيرة الصحفيين.. كل يوم هناك دليل على عدم كفاءة ابن سلمان وأخوياه، وكل يوم إشارة إلى النفق الذي يأخذ البلاد إليه”.