منح التسهيلات للمرافق السياحية وعدم التشديد في القوانين الرقابية؛ هي إجراءات تتبعها العديد من الدول لأجل كسب أكبر عدد من العائدات المالية من خلال هذه المرافق المهمة.

السماح بتقديم الخمور، وتوفير صالات القمار، وإتاحة الحفلات الصاخبة، وغيرها من الخدمات داخل هذه المواقع تسهم في رفع أعداد مرتاديها، ما يعني ارتفاعاً بالأرباح، وفقاً لما تذكره تقارير متخصصة.

ويبدو أن السعودية ستحقق نجاحاً كبيراً في قطاع السياحة؛ وذلك من خلال الخطوات الأخيرة التي اتخذتها، وهي خطوات -بحسب مختصين- يُتوقع لها أن تتوسع أكثر لتصل إلى رفع القوانين التي تتيح للمنشآت السياحة توفير كل ما يرغب به السائح من خدمات تحظرها السلطات الحكومية، مثل الخمور وغيرها.

آخر الخطوات التي اتخذتها السعودية في هذا الخصوص أعلنها رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أحمد الخطيب، إذ بحسب ما أوردت صحيفة “عكاظ” المحلية، الجمعة (4 أكتوبر 2019)، أقر أخيراً عدم الامتناع عن إسكان المرأة من دون محرم في مرافق الإيواء السياحي.

“الخطيب” أضاف أن ذلك يتم شرط تقديم المرأة أصل إثبات الهوية المعترف “الهوية الوطنية، أو سجل الأسرة، أو الإقامة لغير السعوديات”، وكذلك إثبات جواز السفر لمن لا تتطلب إصدار تصريح إقامة لها.

وأكد الخطيب في قراره أن “على مرافق الإيواء السياحي عدم إسكان المرأة التي لا يتوفر لديها إثبات هوية إلا إذا كانت برفقة أحد أقاربها، مع تسجيل بيانات قريبها”.

وألغت الهيئة شرط إثبات تحقيق شخصية أو سجل الأسرة في حال كان طالب السكن برفقة عائلته عند القدوم، بعد أن كان مطلباً إلزامياً في السابق، ويشمل ذلك “السعوديين، والمقيمين، والزائرين الأجانب، والسياح”.

وتشمل مرافق الإيواء السياحي الفنادق، والوحدات السكنية المفروشة، والفلل الفندقية، والمنتجعات، وفنادق الطرق (الموتيلات)، والنزل السياحية، والشقق الفندقية، والفنادق التراثية، والمخيمات البيئية السياحية، والنزل السياحية (استراحات ريفية)، والفلل الفندقية التراثية.

 

الكحول قادمة

في شأن متصل قالت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، في يونيو الماضي، إن مسؤولين تنفيذيين سعوديين أبلغوا زواراً أجانب بأن القيود المفروضة على المشروبات الكحولية في المملكة قد ترفع العام المقبل.

ونقلت الوكالة عن أجانب يعملون عن قرب مع جهات حكومية سعودية قولهم إنهم سمعوا أن الحكومة تعمل على منح تراخيص لاستيراد الكحول.

وهناك حديث، تقول الوكالة، عن أن مركز الملك عبد الله المالي، الذي يقع في منطقة خاصة شمالي الرياض، يدرس السماح بالكحول، وفقاً لما ذكره ثلاثة أشخاص طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

 

عدد المرافق السياحية

ويبلغ عدد مرافق الإيواء السياحي في السعودية نحو 7000 وحدة، وذلك بحسب ما أعلن عمر المبارك، مدير عام إدارة التراخيص في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، في أكتوبر 2018.

ووفقاً لصحيفة “الاقتصادية” المحلية، قال المبارك إن عدد مرافق الإيواء السياحي تضاعف بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن النمو شمل أيضاً أعداد منظمي الرحلات، ووكالات السفر السياحية، وأيضاً المرشدين السياحيين.

وذكر أن عدد مرافق الإيواء السياحي سجلت ارتفاعاً بنسبة قاربت 300%، مقارنة بعام 2012 البالغ حينها 1772 مرفقاً، أي خلال ست سنوات.

وذكر أن أعداد منظمي الرحلات بلغ 708 منظمين، مقارنة بـ180 منظماً خلال عام 2012، في حين ارتفع عدد وكالات السفر إلى 2402 وكالة، مقارنة بنحو 806، أي تضاعفت بمعدل ثلاث مرات، فضلاً عن ارتفاع أعداد المرشدين إلى 500 مرشد مقارنة بـ142 مرشداً.

 

قرارات انفتاحية متتالية

الخطوة التي أعلن عنها رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث جاءت بعد أسبوع واحد من إعلان السلطات السعودية قراراً يصب في ذات الاتجاه، حيث فعّلت “التأشيرة السياحية”، للمرة الأولى، وتمكّن مواطني 49 دولة من الحصول عليها إلكترونياً، وأغلبهم من دول أوروبا وشرق آسيا.

ونقلت صحيفة “عكاظ” السعودية عن مصادر وصفتها بـ”موثوق بها”، أن رسوم الحصول على “التأشيرة السياحية” 440 ريالاً سعودياً (117.30 دولاراً) للعام الواحد، شاملة التأمين الطبي والضريبة ورسوم المعاملة.

وقالت المصادر: إن “ديانة المتقدم للتأشيرة لا تؤثر على الطلب، لكن غير مسموح لغير المسلمين الدخول لمكة المكرمة والمدينة المنورة، إذ يسمح للسائح الإقامة داخل المملكة لمدة أقصاها 90 يوماً خلال العام الواحد”.

المصادر أوضحت أن هناك فارقاً بين تأشيرتي الحج والسياحة؛ تكمن في نوعية المتطلبات المتوفرة من خلال النماذج الإلكترونية، التي تختلف عن بعضها.

وأضافت المصادر أنه يمكن للسائح من خلال التأشيرة السياحية الدخول إلى المملكة لمرات متعددة، ومدة صلاحيتها عام واحد من تاريخ صدورها، إضافة إلى السماح للمرأة بلا مرافق من أداء العمرة من خلال هذه التأشيرة.

وبينت أن السلطات عمدت إلى تدريب موظفي الجهات ذات العلاقة بالسياحة على الإجراءات كافة المتعلقة بالتأشيرة السياحية.

وستكون التأشيرة السياحية التي تطبقها السعودية متاحة أمام مواطني 38 دولة من أوروبا، بالإضافة إلى سلطنة بروناي واليابان وسنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية وكازاخستان والصين، ومن أمريكا الشمالية دولتان؛ هما الولايات المتحدة وكندا، بالإضافة إلى أستراليا ونيوزلندا، وفق المصادر.

وتراجعت إيرادات السياحة الخارجية إلى السعودية بنسبة 23.2% إلى 75.2 مليار ريال (20.05 مليار دولار) في 2018، مقابل 26.1 مليار دولار في 2017، وفق بيانات رسمية سعودية.

 

بن سلمان والانفتاح الغريب عن المجتمع

وفي محاولته للتغيير بالمملكة، فرض محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد، في يونيو 2017، حالة جديدة غير مسبوقة في مجتمع بلاده؛ تجسّدت في انفتاح هائل في مجالات الموسيقى والغناء والمرأة، في حين قيّد من جانب آخر الأصوات الرافضة لهذا الانفتاح.

سريعاً كان انتشار حفلات الرقص المختلط في السعودية، التي وصفتها شبكة “بلومبيرغ” الأمريكية، في تقرير سابق لها، بأنها محاولة لإخفاء “الجانب المظلم” لولي العهد السعودي.

المملكة، ومن بين أبرز مشاهد الاختلاط غير المسبوقة، شهدت حفلات صاخبة لمشاهير أجانب بعضهم عرفوا بأغانيهم التي يحتوي تصويرها على مشاهد إباحية.

وظهرت فتيات سعوديات في حالةٍ رَفَضَها السعوديون، بحسب ما عبّروا عنه في مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ كنّ يرقصن ويتمايلن مع الموسيقى.

ودعم بن سلمان سلسلة قرارات بالتخلّي عن عدد من القوانين والأعراف الرسمية التي اعتمدتها البلاد على مدار عقود، أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارة، وكذلك دخولهن ملاعب كرة القدم، فضلاً عن إقامة عرض للأزياء وافتتاح دور السينما.