أعاد تنظيم هيئة الترفيه السعودية لأحد المواسم الترفيهية بالعاصمة الرياض، الجدل مجددا، بين السعوديين حول سياسة الانفتاح التي تنتهجها المملكة، خاصة بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد وتعيين تركي آل الشيخ رئيسا لهيئة الترفيه.

وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية هاشتاج #موسم_الرياض، الذي تصدر قائمة الأكثر تداولا على موقع تويتر، رفضوا ما حمله من مظاهر غريبة عن المجتمع السعودي وعاداته وتقاليده.

وموسم الرياض، هو أحد مهرجانات مواسم السعودية الـ11 التي أُطلقت على مستوى المملكة بدءا من العام 2019 وتهدف لتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية.

وتصل مدة المهرجان الذي يقام في العاصمة الرياض إلى 70 يوما تبدأ في 11 أكتوبر/تشرين الأول، فيما يصل عدد فعالياته إلى أكثر من 100 فعالية، تتوزع على 12 موقعا بمساحة 14 مليون متر مربع.

 

حفلة بي تي أس

وفي ملعب الملك فهد الدولي، تُحيي الفرقة الكورية “بي تي أس” حفلها الأول في السعودية، ضمن فعاليات “موسم الرياض”، وانتشرت تغريدات عبر “تويتر” تنتقد حضور الفرقة في بلد الحرمين الشريفين.

وانتقد أحمد بن راشد نشر صحيفة المدينة لخبر استقبال الفرقة الكورية ونشرها لمقطع مصور، وقال: “نشرت جريدة “المدينة” هذا الفيديو، وقالت إنه يُظهر لحظة “وصول فرقة BTS إلى مطار الملك خالد بالرياض”. وBTS هذه فرقة لموسيقى البوب الكورية، وتقيم حفلها الأول في السعودية، اليوم الجمعة، في الرياض. هل يليق بجريدة تحمل اسم المدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، أن تروج هذا العبث؟”.

وكتب حساب “نصره الحربي”: “أتقبل أي شئ الا موضوع الكوريين وفنهم سبحان الله عجزت أتقبله مع احترامي لهم ولمحبينهم #موسم_الرياض”.

من جهته، قال “محمد قماصاني”: وجهة نظري أن الي يشجعهم و يحبهم حب ساذج يعني أغلبيتهم حتى ما يفهم أيش يقولوا”.

وقال حساب باسم “أحبك الله”، “#فعاليات_موسم_الرياض موسم لنخالف ديننا بكثير من فعالياته موسم نترك جزء من عادات التي نفتخر بها موسم لنخالف جزء من تراثنا الي نفخر به موسم لنظهر بمن يترك تراثه السائح قدم لمشاهدة تراثنا الذي ينبع من ديننا و أجدادنا كما هو من غير تحريف أوتغيير الترفيه مقبول مع مراعاة ديننا تراثنا”.

 

انتقادات واسعة

وانتقد سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي الموسم الترفيهي بالرياض، وتساءلوا عن حجم الإنفاق فيه، متهمين الجهات المشرفة عليه بالتبذير.

وتساءل حساب “ام كوم”، عن الأسباب الحقيقية وراء الإنفاق على الترفيه على حساب قطاعات أخرى ذات أولوية في البلاد.

أمّا حساب المستشار فاعتبر التظاهرة حكر على المترفين فقط، ومحظورة على بقية فئات الشعب بسبب غلاء التذاكر، وصعوبة المشاركة أو الحضور.

ويأتي هذا الانفتاح في وقت عمدت السلطات السعودية إلى تحجيم دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كانت لها صلاحيات واسعة للتصدي لمثل هذه الحفلات.

وقال خالد رابح في تغريدة له إن: “موسم الرياض سيبدأ يوم الجمعة، وهو خير يوم طلعت عليه الشمس، ويوم الجمعة تقوم الساعة”.

وحذر براك الدوسري من الوضع الذي تعيشه السعودية، وتعجب من أنه في الوقت الذي يخوض فيه جيشها حربا على حدودها الجنوبية (اليمن)، تقام مهرجانات الترفيه في العاصمة الرياض.

ومنذ صعوده إلى سدة الحكم في المملكة، كشف محمد بن سلمان عن خططه الإستراتيجية لتحديث بلاده اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، في حين تواجه هذه الخطط والبرامج غضبا من السعوديين العرب والمسلمين عموما؛ إذ شمل الانفتاح رفع الحظر عن دُور السينما، وانتشار الموسيقى والمقاهي، والاختلاط، وإقامة الحفلات، وفتح الملاعب الرياضية أمام الجنسين.

كما فتحت الرياض أبوابها أمام كثير من شركات صناعة الترفيه العالمية، واستقدمت مغنين وفنانين، كان أبرزهم مغنية الراب الأمريكية “الإباحية” نيكي ميناج، التي تشارك في مهرجان موسيقي بالسعودية.

ولم تلق الفعاليات المختلفة التي تقام تحت رعاية الدولة استحسان كثيرين؛ لسماحها بما وُصف بـ”الاختلاط” بين الجنسين، واستضافة فنانين وفنانات، وافتتاح الملاهي، ورأوا أن السعودية تواصل “انحدارها” وتخليها عن الثوابت الدينية وقيم المجتمع السعودي.