خرجت الصحافة الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء، بالعديد من العناوين المتعلقة بمقتل الصحفي جمال خاشقجي بعد الإحاطة التي قدمتها جينا هاسبل، مديرة المخابرات المركزية الأمريكية، أمس الثلاثاء، أمام مجلس الشيوخ الأمريكي.

غير أن تلك العناوين وإن اختلفت في مبناها إلا انها أتفقت في معناها؛ وهو أن الجميع بات اليوم مقتنعاً بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من أمر بعملية القتل، وهو المسؤول الأول عن تلك الجريمة التي هزت الرأي العام االدولي.

-“تضليل”
صحيفة الواشنطن بوست، التي كان الصحفي الراحل يكتب فيها مقالاً أسبوعياً منذ خروجه من السعودية قبل أكثر من عام، قالت إن أعضاء مجلس الشيوخ وبعد جلسة مغلقة مع هاسبل، أكدوا أن الأدلة التي قدمتها أشارت بشكل كبير إلى تورط بن سلمان في الجريمة.

وأضافت الصحيفة أن أعضاء مجلس الشيوخ باتوا مقتنعين، بعد شهادة هاسبل، أن قول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن دور بن سلمان في الجريمة لم يكن حاسماً هو “تضليل”، وأن الإدارة حجبت الحقيقة.

ويبدو أن فجوة كبيرة، وفق الصحيفة، ظهرت بعد شهادة هاسبل بين المشرعين في الكونغرس وإدارة ترامب حول كيفية الرد على مقتل خاشقجي، حتى إن السيناتور ليندسي غراهام، أحد أقرب حلفاء ترامب في مجلس الشيوخ، قال: إنه “لم يعد على استعداد للتعامل مع بن سلمان” الذي يعتبره البيت الأبيض أحد أهم حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط.

-حصانة للقتل
إلى ذلك قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن التقييم الواضح وغير المعتاد للمخابرات الأمريكية لم يترك مجالاً للقول إن دور بن سلمان “لم يكن حاسماً” في قضية مقتل خاشقجي.

وترى الصحيفة أنه على الرغم من ذلك فإن المشرعين ما زالوا منقسمين، على ما يبدو، في الكيفية التي يجب التعامل بها مع السعودية، والخطوات الواجب اتخاذها للرد على الجريمة.

وعقب الإحاطة التي قدمتها هاسبل قال السيناتور بوب كروكر ، رئيس لجنة العلاقات الخارجية: إنه “ليس هناك أدنى شك أن ولي العهد السعودي هو من أمر بقتل خاشقجي، العائلة السعودية الحاكمة تنتظر الآن ما سيقوله الرئيس ترامب، وكذلك جميع الناس في المنطقة”.

وتابع قائلاً: “بناءً على ما قيل؛ فإن شخصاً مثل بن سلمان يمكنه قتل الناس والحصول على حصانة، وهذا هو السبب في أنه غير مهتم بمعالجة الأمر”.

-رد حذر
صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلت عن أعضاء في مجلس الشيوخ قولهم، إن شهادة هاسبل ستشكل “معضلة” بالنسبة لصانعي السياسة الأمريكية.

ويقول ريتشارد شيلبي، رئيس لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ”: “كل الأدلة تشير إلى أن من قاد عملية القتل تلك هو ولي العهد السعودي، لكن التحدي الآن سيكون في صياغة رد يستهدف ولي العهد دون المساس بالعلاقات الأمريكية السعودية “.

عدد من كبار أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي قالوا بعد إحاطة هاسبل، إنهم أصبحوا مقتنعين بأن مقتل خاشقجي كان بأمر من ولي العهد السعودي، متعهدين بالمضي قدماً في طريق معاقبة الرياض.

وتحدثت هاسبل في إيجاز أمام مجلس الشيوخ في وقت سابق أمس الثلاثاء عن مقتل خاشقجي، وكانت تغيبت عن موعد تقديم الإيجاز الأسبوع الماضي الذي قدمه وزيرا الخارجية والدفاع، ما تسبب بغضب بعض أعضاء الكونغرس.

وكان خاشقجي قد قُتل في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي على يد فريق اغتيالات خاص تابع لبن سلمان.

وأظهر تقييم وكالة المخابرات الأمريكية مسؤولية ولي العهد السعودي عن جريمة القتل، في وقت قامت فيه بتسريب بعض مفاصل التقييم النهائي للصحافة الأمريكية، حيث أشار التقييم إلى أن بن سلمان تبادل 11 رسالة مع مستشاره الخاص سعود القحطاني الذي كان يشرف على عملية اغتيال خاشقجي، وتبادل من جهته الاتصالات مع مسؤول فريق الاغتيال في إسطنبول ماهر المطرب.