يشتهر كثيرًا في السعودية نسبة مقولات للملك سلمان تدور حول استحالة محاكمة أفراد أسرة آل سعود، وأنّ سَيْفهم لا يأكل من لحمهم، والشريعة لا تحكم عليهم، والمحاكم ليست لهم، وكان سلمان يقف على جبل من الظلم والبغي والعدوان بسبب عنجهيته وحقده المعروف.

 

وقبل عشرين سنة أو أكثر توفي فجأة ابنه الأكبر فهد ولم ينمحِ حزن والده عليه حتى توفي ابنه الآخر أحمد، ويقول المقربون من سلمان بأنه نسب هذه الوفيات المفاجئة إلى مظالمه ودعاء الناس عليه، ولذا تأخر قليلاً وقلل من الدفاع عن ظلم أسرته ومصائبهم.

 

ويبدو أنه مع توليه الملك وتقدم سنه وكثرة ذهوله وغياب تركيزه نسي ذلك، فأطلق العنان لابنه المتهور الأهوج (مبس) وجعله حاكمًا على الدين والدنيا، إلى أن جاء دم الشهيد جمال خاشقجي وصار مثل النار التي تستعر ولا تهمد أبدًا، وفعلت أفاعيلها في سلمان وابنه (مبس) وابنه الآخر (خبس)، فهل تكون حادثة خاشقجي سببًا في طردهما من الحكم والمشهد؟! وهل تتعاظم لتكون حجة لمحاكمتهما وإنهاء حياتهما؟!

 

وإذا حصل ذلك فيكون سلمان قد فقد بسبب الظلم أربعة من أولاده، ولا أدري هل سيعود للعقل والرشد، ويدع عنه الغطرسة والحسد وسوء الطوية، ويختم حياته وحكمه بخير ينفعه هو ثم ينفع بلاده وأسرته، أم أنه سيظل سائرًا على جسر المظالم ولا يرعوي؟!