قالت مجلة ذا أتلانتيك الأميركية إن الرئيس دونالد ترامب يساعد السعوديين على “تجويع” الشعب اليمني، وإن قادة الحزب الجمهوري في مجلس النواب “يحبطون” أي محاولة في الكونغرس لمنعه من القيام بذلك.
وأورد الكاتب كونور فريدرسدوف في مقال في المجلة الشهرية أن الولايات المتحدة “متواطئة في حرب مبهمة باليمن شنتها السعودية بأساليب تجلب العار لنا وللدول المتحالفة معنا”.
ومع أن الدستور يمنح سلطة شن الحرب للكونغرس، فإن تورّط واشنطن في النزاع المحتدم باليمن لم يكن نزولا عند رغبة الشعب الأميركي أو بموافقة ممثليه في الهيئة التشريعية، بل كان حصرا على الرئيس الحالي، بحسب المقال.
وبرأي الكاتب، فقد كان من الحماقة ترك قرار المشاركة في تلك الحرب لرجل واحد صادف أن كان “مهرجا غبيا ببوصلة أخلاقية مشروخة ومن دون تجربة في أمور السياسة الخارجية، وصاحب مؤسسة تجارية انتفعت بأموال الحكومة السعودية حتى وهو يسكن في البيت الأبيض”.
ولتأكيد ما ذهب إليه، أعاد كاتب المقال إلى الأذهان تصريحا أدلى به دونالد ترامب أمام حشد جماهيري إبان حملة انتخابات الرئاسة الأميركية. فقد قال حينها بالحرف الواحد “إنني على وفاق كبير معهم جميعا” في إشارة إلى السعوديين، “فقد اشتروا مني شققا سكنية.. وأنفقوا بين 40 إلى 50 مليون دولار، فهل من المفترض أن أبغضهم؟ إنني أحبهم كثيرا”.
ومضى المقال إلى أن الكونغرس اتخذ الخميس الماضي خطوة نحو معالجة “هذا الوضع الراهن المعيب” من خلال تصويت مجلس الشيوخ بوقف تقديم المساعدات العسكرية الأميركية للسعودية في حربها باليمن.
ووصف الكاتب تلك الخطوة بأنها “أقوى مظاهر التحدي” من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي لموقف الرئيس ترامب المدافع عن المملكة في جريمة قتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي.
وكان كبير المحررين في مجلة “ذا أميركان كونسيرفاتيف” دانيال لاريسون قد كتب من قبل أن الحرب في اليمن هي من بين القضايا القليلة التي وحدت بين حركة الشاي -وهي حركة سياسية اقتصادية ضمن الحزب الجمهوري- والمستقلين من التيارات الديمقراطية والاشتراكية والديمقراطيين التقدميين.
ومع ذلك -يقول لاريسون- فقد حال القادة الجمهوريون في مجلس النواب دون إجراء تصويت كامل بشأن وقف الدعم لتلك الحرب، وذلك خلافا لموقف مجلس الشيوخ الذي “يمضي في الاتجاه الصحيح”.