معروف أن اختلاف الناس تجاه حكومتهم القمعية يزيد قوتها عليهم، وتتفنن في تفريقهم وصب الزيت على نار خلافاتهم، وفي بلاد الحرمين مكونات عديدة، بينها اختلافات، لكنها تجتمع في أن خصمها أو عدوها الأهم هو حكومة آل سعود، وأن المظالم الكبرى وقعت عليم جميعًا.

فهل لدى هذه المكونات من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ومن جميع المناطق والمذاهب والقبائل استعداد للالتفاف حول اليد المرفوعة، والسير خلف قيادة واحدة وتأجيل الخلافات إلى حين الخلاص من شرور آل سعود أو قمعهم في زاوية حادة لا يستطيعون معها الاستئساد علينا؟!

ولذلك فقد يكون من المناسب وجود وحدة معلنة، تقود حركة المعارضة والتصحيح وتحريك البلد نحو سيادة الدستور والعمل المؤسسي، ومنع التدخل الأجنبي، وحفظ وحدته وأمنه وحدوده وغير ذلك، حتى تدار أعمال المعارضة باحتراف يبتعد عن القتال والتخريب، وكي يرى آل سعود والسفارات أنهم أمام جبهة واحدة متحدة.

صحيح أن لدينا خلافات عميقة؛ لكن الوضع الخانق الحالي كفيل بتأجيلها إلى حين تصحيح الوضع المحلي تمامًا، وحينها لن يكون هناك مانع من نقاشها والتوافق حولها.