عجيب شأن الشأن الشيخ عبد الرحمن السديس!! الذي حول منبر المسجد الحرام ومحرابه إلى بوق دعاية نجس لحكام آل سعود، فصارت خطبه شبيهة بالبيانات الإعلامية والمفرقعات الخطابية، وخلا منها العلم والإيمان والوعظ، وأعجب منه أن يختار للقراءة في الصلوات آيات فيها إلماح مباشر لأوضاع محلية تنتصر للحاكم.

 

ومع أن الحكومة السعودية تدعو ظاهرًا لعدم تسيس الحج والمشاعر وشئون الكعبة المشرفة والبيت الحرام، إلا أنهم يدفعون بعض أئمة الحرمين والمشاعر إلى قرع طبول المديح الكاذب الفارغ من فوق تلك المنابر الشريفة، وفي حين جاء المسلمون أو استمعوا ليبحثوا عن علم ورقائق إذا بهم يتفاجؤون بمذيع يقرأ النشرة الإخبارية، أو وزير إعلام يتلو برنامج الحكومة، أو حتى متحدث باسم انقلاب يجهر بالبيان الأول.

 

وقد يستمر السديس وغيره في هذا الغي، ومن المؤكد أن الحكومة السعودية لن تتوب عن استخدام الأماكن المقدسة للدعاية لها، والواجب على المسلمين في كل ناحية أن يرفضوا ذلك علانية بالفتاوى والبيانات، وحين يأتي المسلمون من أقطار الدنيا لقضاء رمضان في جوار الحرم، فمن الإنكار العملي ترك الصلاة خلاف السديس، أو الانصراف عن متابعته إذا تعدى في الدعاء أو تظارف خلف المحراب أو فوق المنبر، وهذا التصرف هو الوحيد الرادع للسديس ولحكومته.