خاص: إذا استعرضنا البيان الرسمي السعودي حول قرار الكونجرس الأمريكي نجد أنه يجمع بين الصدمة والإحساس بالضعف؛ فبعد اتهام مجلس الشيوخ أنه بنى موقفه بناءً على ادعاءات واتهامات لا أساس لها من الصحة، عاد وكال المديح لهذه المؤسسة المعتبرة، وأنها محترمة من قبل المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، وأنها ترفض التعرض لقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده.

وهنا نلحظ أن القيادة ثنائية، ولذا ذكر ولي العهد في الأولى، ولكن لماذا ذكر الملك في الثانية وهو لم يتعرض له من قبل مجلس الشيوخ، ولذا فهو ربط لمصير الملك بابنه.

ويدور أغلب البيان عن أهمية المملكة واستخدامها كل إمكاناتها لخدمة أمريكا، وتذكير بمكانة المملكة في العالم الإسلامي؛ ما يوحي أنهم يريدون أن يلعبوا من جديد حتى بالأوراق التي أحرقوها، ومع تجاهل البيان للرؤية وأهميتها في التغيير الداخلي المطلوب غربيًا فإن التهديد بخطورة الزج بالمملكة في الجدل السياسي الداخلي في أمريكا لما له من آثار سلبية على العلاقة الإستراتيجية المهمة بينهما، ومع عدم التطرق للرئيس في البيان فإنه يمثل قراءة صحيحة لحالة الرئيس البائسة والميؤوس منها، وهو في هذه الحالة يمثل خطورة كبيرة؛ لأنه مستعد ليبيع أي شيء.

وصدق الله حيث وصفهم معه بقوله تعالى: (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضًا بما كانوا يكسبون).

إنه مجرد تكرار لأهميتهم النابعة من خدماتهم، ونسوا أن الدولة مبنية على هذا الدور الخدمي، وأن الأفراد لا قيمة لهم إلا بقدر نجاحهم، فلا عزاء للفاشلين حتى لو كانوا مخلصين.