كشفت الصحفية السعودية اللاجئة بهولندا، ريم سليمان، في سلسة من التغريدات نشرتها بحسابها المنسوب إليها على موقع التدوين “تويتر”، عن تفاصيل جديدة حول اعتقالها على يد سلطات النظام السعودي بسبب مقالاتها وتغريداتها.

وأوضحت الكاتبة السعودية أن المقال الذي تسبب بكارثة اعتقالها، كان عن رأيها في الأزمة الإعلامية بين المملكة وقطر، بعنوان “المثقف بين أزمة السعودية وقطر”، وأنه تم حذفه فور اعتقالها هو ومعظم مقالاتها من المواقع التي كانت تكتب عليها.

وعن تفاصيل اعتقالها، قالت “سليمان” مغردة: “اقتحموا منزلنا بطريقة مرعبة جدا، صراخهم ملأ المكان، وكأنهم يبحثون عن إرهابي خطير، جمعوا كل أفراد أسرتي في غرفة، ثم اقتادوني إلى غرفتي وصادروا هاتفي واللابتوب الخاص بي، وفتشوا غرفتي بشكل دقيق جدا، صادروا بعض كتبي، وفي نفس الوقت كان الأخرون يفتشون كل شبر من المنزل”.

وأضافت “سليمان” أننه عقب ذلك الاقتحام الأسطوري “قال لي أحدهم: “ستذهبين معنا، لديك 5 دقائق فقط لتجهيز نفسك”، تملكني الرعب، وسألته عن السبب؟ فأجابني: “بقي لديك 4 دقائق فقط”. وبعد أن جهزت نفسي سريعا، قيدوا يدي ووضعوا غطاء على عيني واقتادوني إلى السيارة وسط ذهول أفراد عائلتي، ثم انطلقوا بي إلى مكان الإحتجاز”.

وتابعت “سليمان” بقولها: “اقتادتني سيارة سوداء مضللة إلى مكان الاعتقال، حين وصلت، سحبني أحدهم بقوة من السيارة ثم أدخلني إلى المكان الذي قضيتي فيه مدة اعتقالي، كانت رائحته نتنة جدا، وبقيت ملقاة على الأرض وأنا معصوبة العينين ومقيدة اليدين، بعدها بساعات أزالوا القيد ورفعوا الغطاء وبقيت انتظر التحقيق”.

وعن التحقيقات، أفادت الكاتبة السعودية اللاجئة أنه “حقق معي رجل بزي مدني، كانوا ينادونه ابو ماجد، حين اُدخلت عليه، رمى أمامي المقال الذي كتبت ومجموعة من تغريداتي، ثم بدأ يسألني: ما هذا المقال؟ لماذا كتبتي هذه التغريدات؟ ثم انتقل بسؤاله: ما علاقتك بالناشطات، المانع والهذلول والنفنجان ..، ثم طلب أن أعطيه اسماء المثقفين الذين اعرف”.

وأضافت “سليمان”: “سألني المحقق أيضاً عن الكاتبة ك ر التي سبق لها أن قدمت لي عرض عمل، وسألني عن الكاتب الصحفي عبدالعزيز قاسم لأني مشتركة معه في قروب واتساب، ثم سألني عن علاقتي بالمشايخ، ومن أعرف منهم، أو إن كنت تواصلت مع احدهم .. سألني عن كل شيء، حتى “العرجة” التي أعاني منها في قدمي، سألني عن سببها”.

وعن السبب وراء اتصال “سعود القحطاني” بأهلها عقب اعتقالها، أوضحت “سليمان” أنه “اثناء اعتقالي اتصل سعود القحطاني بوالدتي، اتصل ليخبرها أنني بخير وفي مكان “ملائم”، ثم قال لها: ليكتب أحدكم “معروض” يذكر فيه أن ريم ليست إلا شابة مندفعة تكتب ما يأتي على مخيلتها ولا علاقة لها بالناشطات ولا بالحقوق، ثم طلب أن يصله هذا المعروض ليتصرف هو لاحقا”.

وحول تصورها لواقعة اعتقالها تكمل “سليمان” بقولها: “لم أكن أتخيل أن أرى ذات الممارسات التي يتبعها النظام السوري في السجون وظروف الاعتقال تطبق في بلدي، كنت أظن أن حكومتنا ما زالت تراعي حرمة بيوت المسلمين وقدسية اعراضهم، خصوصا وأننا في مجتمع قبلي وإسلامي، لكن ظنوني تبخرت بعدما اتعظت بنفسي، بعد أن أثخنوا الخناجر في أجسادنا البريئة”.

وكانت الكاتبة الصحافية “ريم سليمان”، قد أعلنت من خلال حسابها على “تويتر”، منذ عدة أيام، خبر خروجها من المملكة طالبة اللجوء في دولة هولندا خوفًا من بطش النطام السعودي، عقب اعتقالها لمدة أيام بسبب مقالاتها.