أصدرت هيئة علماء السعودية بيانًا، مساء أمس الجمعة، أدانت فيه التنكيل بالعلماء والدعاة والمصلحين داخل السجون السعودية، وأكدت على حرمة هذا الأمر.

وقالت الهيئة في بيانها: “وقفنا في هيئه علماء السعوديه على ما تداولته وسائل الاعلام بخصوص الإهمال الذي يتعرض المعتقلون في سجون الملك سلمان وولي عهده، والتي كان آخرها ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي حول الحاله الصحيه للعالم الجليل والداعيه المعروفه الدكتور عوض القرني، وقد ذكرت أنه نقل إلى المستشفى منذ فترة لتدهور حالته الصحية، نتيجه الاهمال والتعذيب المعنوي وغيره مما يتعرض له مع إخوانه من العلماء والدعاه والمفكرين”.

وأضافت الهيئة: “وكذا ما تعرض له العالم الجليل الشيخ الدكتور سلمان العوده من مرض نقل على إثره للمستشفى بطريقه مؤذية ومؤلمة، وكذلك ما تعرض له العلامة الكبير الدكتور سفر الحوالي، فقد تم اعتقاله وهو مريض طريح الفراش، وكذا الشيخ أحمد العماري، والعقيد زايد البناوى، ومن قبلهم جميعًا الشيخ العلامه الدكتور موسى القرني، الذي وصل به المرض إلى درجه صحية مزرية، إضافة إلى ما ثبت من تعرض المعتقلين للضرب و الاذي الجسدي كعمرو الدباغ، و وليد فتيحي، وأخيرًا وليس أخرًا الشيخ الدكتور علي العمري، الذي نقل من الانفرادي وعليه علامات التعذيب، وكذلك ما حصل للنساء المعتقلات من تعذيب وتحرش وتهديد بالاغتصاب”.

وطالبت الهيئة بـ”وجوب الإفراج الفوري عن كافه المعتقلين ظلمًا وتعسفًا”، مشيرة إلى “أن مثل هذه الاجراءات من أشد الاعمال قبحًا عند الله وخاصة إيذاء عباده الصالحين المصلحين من وراث النبوة وحملة الكتاب، وقد توعد الله من آذاهم وعاداهم بالحرب”.

وأكدت الهيئة في بينها على “حرمة العلماء وعلو مكانتهم عند الله، وعظم منزلة العاملين منهم والناصحين الذين قال الله في حقهم ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )، وقد ذهب علماء السلف إلى أن المقصود بأولي الأمر هنا العلماء، ثم اختلفوا هل يدخل معه الامراء أم لا”.

وأوضحت الهيئة أن “العلماء المعتقلين لم يكون يومًا دعاة تطرف وإرهاب كما يصفهم بعض المغرضين والجاهلين بل هم من أسسوا للوسطية والاعتدال داخل بلاد الحرمين وخارجها، وكان لهم النصيب الاكبر في رفع مكانه بلاد الحرمين وذلك بانفتاحهم على العالم بمنهجهم الوسط ودعوتهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة”.

ودعت الهيئة في بيانها “علماء العالم الاسلامي والمؤسسات العلمانيه أن تقوم بواجبها في توعيه الناس بما يحدث في السجون السعوديه من انتهاكات ومخاطبه كل من يمكن أن يؤثر في رفع هذا الظلم من سفارات سعودية وقنصليات ومؤسسات حقوقيه و صحف وقنوات”.

واختتمت الهيئة بيانها بالتذكير بأن “بلادنا هي أخر معاقل الإسلام، فإذا تم السكوت عن هذا الظلم والبغي والعدوان المتنامي، كما تم السكوت من قبل عن نشر الإفساد وإدخال الصهيونية الى المسجد النبوي تحت الحماية الرسمية، وتصنيف المقاومة الفلسطينية ضمن الجماعات الإرهابية، فإن الأمور سوف تزداد سوءً، وقد تعم الكارثة الجميع”.

‏‏‏‏وهيئة علماء السعودية، هي مجموعة من العلماء وطلبة العلم والدعاة والأكاديميين من بلاد الحرمين استنكروا ما يحدث في المملكة من ظلم وإفساد، ويقومون بواجب النصح والإرشاد وقول الحق للمجتمع، بحسب تعريفهم على حسابهم بموقع التدوين “تويتر”.

 

وفيما يلي نص بيان الهيئة:

بيان هيئه علماء السعوديه بخصوص ما يتعرض له العلماء ومعتقلي الرأي من إهمال وتعذيب في المعتقلات

الحمد لله القائل ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار )، والصلاه والسلام على سيدنا محمد قائل “اللهم من ولي من أمر أمتى شيئًا فرفق بهم فارفق به، اللهم من ولي من أمر أمتى شيئا فشق عليهم فاشقق عليه” أخرجه مسلم.

أما بعد فقد وقفنا في هيئه علماء السعوديه على ما تداولته وسائل الاعلام بخصوص الإهمال الذي يتعرض المعتقلون في سجون الملك سلمان وولي عهده، والتي كان آخرها ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي حول الحاله الصحيه للعالم الجليل والداعيه المعروفه الدكتور عوض القرني، وقد ذكرت أنه نقل إلى المستشفى منذ فترة لتدهور حالته الصحية، نتيجه الاهمال والتعذيب المعنوي وغيره مما يتعرض له مع إخوانه من العلماء والدعاه والمفكرين، وكذا ما تعرض له العالم الجليل الشيخ الدكتور سلمان العوده من مرض نقل على إثره للمستشفى بطريقه مؤذية ومؤلمة، وكذلك ما تعرض له العلامة الكبير الدكتور سفر الحوالي، فقد تم اعتقاله وهو مريض طريح الفراش، وكذا الشيخ أحمد العماري، والعقيد زايد البناوى، ومن قبلهم جميعًا الشيخ العلامه الدكتور موسى القرني، الذي وصل به المرض إلى درجه صحية مزرية، إضافة إلى ما ثبت من تعرض المعتقلين للضرب و الاذي الجسدي كعمرو الدباغ، و وليد فتيحي، وأخيرًا وليس أخرًا الشيخ الدكتور علي العمري، الذي نقل من الانفرادي وعليه علامات التعذيب، وكذلك ما حصل للنساء المعتقلات من تعذيب وتحرش وتهديد بالاغتصاب، وإننا إذ نسمع ما يتعرض لها علماء الأمو ونشاطاؤها في بلاد الحرمين الشريفين من ظلم وتعسف من نظام تجاوز كل الحدود والقوانين، ووصل إلى منحدر سحيق من الانحطاط ضاربًا عرض الحائط بكل القيم والاخلاق نؤكد ما يلي:

أولاً: وجوب الإفراج الفوري عن كافه المعتقلين ظلمًا وتعسفًا، ونبين أن مثل هذه الاجراءات من أشد الاعمال قبحًا عند الله وخاصة إيذاء عباده الصالحين المصلحين من وراث النبوة وحملة الكتاب، وقد توعد الله من آذاهم وعاداهم بالحرب فقد قال عليه الصلاه والسلام “إن الله قال من آذى لي وليا فقد أذنته بالحرب” اخرجه البخاري.

ثانيًا: إن سجن الابرياء جريمة، وإهمال السجين جريمة، وتعذيبه جريمة ثالثة والإهمال والإيذاء من أشد الجرائم المحظورة شرعًا ولو كان السجين صاحب ذنب وجريرة، وقد أدخل الله امرأة النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، فما بالك بمن يسجن أهل العلم والإيمان الذين قال الله فيه حقهم ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ).

ثالثًا: نؤكد – بحكم تخصصنا – على حرمة العلماء وعلو مكانتهم عند الله، وعظم منزلة العاملين منهم والناصحين الذين قال الله في حقهم ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )، وقد ذهب علماء السلف إلى أن المقصود بأولي الأمر هنا العلماء، ثم اختلفوا هل يدخل معه الامراء أم لا.

رابعًا: نؤكد أن العلماء المعتقلين لم يكون يومًا دعاة تطرف وإرهاب كما يصفهم بعض المغرضين والجاهلين بل هم من أسسوا للوسطية والاعتدال داخل بلاد الحرمين وخارجها، وكان لهم النصيب الاكبر في رفع مكانه بلاد الحرمين وذلك بانفتاحهم على العالم بمنهجهم الوسط ودعوتهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

خامسًا: نحذر كل من سكت عن هذا الظلم المتزايد من عقوبة عامة تأتي على الجميع لأن مثل هذا السقوط يوجب سخط الله كما أخبر سبحانه عن أهل الكتاب فقال ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ).

سادسًا: ندعو علماء العالم الاسلامي والمؤسسات العلمانيه أن تقوم بواجبها في توعيه الناس بما يحدث في السجون السعوديه من انتهاكات ومخاطبه كل من يمكن أن يؤثر في رفع هذا الظلم من سفارات سعودية وقنصليات ومؤسسات حقوقيه و صحف وقنوات، فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضًا، ونحن في بلد له مكانته الدينيه ، ويراد له السوء والشر و الفساد والظلم من ولاته الذين يقدمون على هذه المظالم وخاصه ضد العلماء والدعاة والمصلحين كقرابين للصهاينة والكنائس الإنجيلية المتصهينة وأمثالهم.

سابعًا: نذكر الجميع بأن بلادنا هي أخر معاقل الإسلام، فإذا تم السكوت عن هذا الظلم والبغي والعدوان المتنامي، كما تم السكوت من قبل عن نشر الإفساد وإدخال الصهيونية الى المسجد النبوي تحت الحماية الرسمية، وتصنيف المقاومة الفلسطينية ضمن الجماعات الإرهابية، فإن الأمور سوف تزداد سوءً، وقد تعم الكارثة الجميع.

نسأل الله العافيه لبلادنا وسائر بلاد المسلمين

صادر عن هيئة علماء السعودية بتاريخ 5 جمادى الأول 1440 هجرية