طالبت منظمة “القسط” المستقلة المعنية بشؤون حقوق الإنسان بالسعودية، اليوم الأثنين، السلطات السعودية بكشف عن مصير خمس حالات من الاختفاء القسري وثقتها المنظمة في السعودية مؤخرًا.
وقالت المنظمة في بيان لها أنها وثقت 5 حالات اختفاء قسري بالمملكة، تشمل الضحايا: حاج سوري، وداعية، وكاتبيْن صحفيين وناشط في المجال الإنساني، كما دعت “القسط” السلطات السعودية للكشف عن مصير هؤلاء وغيرهم ممن تعرضوا للإخفاء القسري.
وسردت المنظمة الحالات التي وثقتها ومنها، اعتقال السلطات السعودية لـ”سلمان الدويش”، في 22 أبريل 2016، بعد تغريدات له ألمح فيها إلى انتقاد للملك سلمان بسبب تمكينه لابنه محمد بن سلمان وتوليته ولاية العهد ووزارة الدفاع.
وبحسب المنظمة فإن محمد بن سلمان اعتقال سليمان الدويش فلم يستطع بسبب رفض وزير الداخلية وولي العهد يومها، المُقال حاليًا محمد بن نايف، حينها قام محمد بن سلمان باعتقال الدويش عبر قوات تابعة لوزارة الدفاع والطيران والتي كان وزيرًا لها، ثم قام لاحقا بنقل الدويش لسجون المباحث بعد أن أسقط ابن عمه بن نايف وأصبح قادرًا على التحكم في الداخلية ومنشآتها، ولم يطل الأمر طويلًا حتى اختفى الدويش ولم ترد أي معلومات عنه، أو عن صحته أو مكان تواجده ليدخل بذلك اختفاء قسري امتد حتى وقت كتابة هذا التقرير.
وعن الحالة الثانية، فهي حالة المختفي “خالد محمد عبد العزيز”، والذي اختفى في 12 سبتمبر 2017، عقب مجيئه مع أمه للحج، وقد تواصلت أسرة خالد مع السلطات السعودية عدة مرات عبر سفارة السعودية في تركيا، وفي لندن، وبالاتصال بوزارة الحج ووزارة الداخلية، وعبر شؤون الحجاج التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة الذين راسلوا بدورهم وزارة الحج السعودية، ولم يسمعوا أي شيء عن خالد، باستثناء زيارة منزلية لأسرته في اسطنبول من قبل أحد موظفي القنصلية السعودية في اسطنبول والذي قال للعائلة “خالد حي يرزق، عايش وياكل ويشرب”، دون أن يعطي أي معلومات إضافية.
أما الحالة الثالثة، بتاريخ 1 يونيو 2018 اعتقلت قوات الأمن مروان المريسي من منزله ونقلته إلى مكان مجهول وبمعزل عن العالم الخارجي. وحتى الآن، حُرمت عائلة مروان المريسي عن معرفة أي معلومات متعلقة بمروان، ولم يتمكنوا من رؤيته أو زيارته أو الاتصال به أو معرفة أي شيء عن مصيره.
والرابع هو الناشط الحقوقي، عبد الرحمن السدحان، واعتقلَه رسميّون يرتدون ملابس مدنية يعتقَد أنّهم ينتمون لجهاز المباحث السعودي، في 12 مارس 2018، من مكان عمله في مركز هيئة الهلال الأحمر السعودي في الرياض، شوهد السدحان آخر مرة في 28 أكتوبر 2018 من قِبل أحد المساجين في سجن ذهبان في جدة حيث تعرّضَ السدحان للتعذيب، ولم يعرف مصيره بعدها.
والأخير هو تركي بن عبد العزيز الجاسر صحفي سعودي وسجين سابق، تمت مداهمة منزله في 15 مارس 2017 واعتقل الجاسر وصودرت أجهزته من منزله ليختفي الجاسر بعدها بشكل كامل، الجاسر لم يسمح له بالزيارة ولا بالاتصال ولا تجيب السلطات عن جميع الاستفسارات عن الجاسر.
وفي ختام بيانها طالبت المنظمة السلطات السعودية الكشف فورًا عن حال جميع المختفين قسريًا، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع من تعتقلهم تعسفيًا من أجل آرائهم، وأشارت المنظمة إلى أنه يجب على السلطات السعودية الالتزام بما جاء في الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري 1992، والانضمام للاتفاقية حيث أنها لم تنضم لها من قبل.