تعتزم هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية إقامة متحف الشمع البريطاني الشهير للشخصيات المعروفة في العالم في الرياض وجدة.

و”مدام توسو” (Madame Tussauds) هو متحف الشمع الأشهر في لندن، وتأسس من قبل نحاتة الشمع ماري توسو، التي عرفت باسم “مدام توسو”.

ويعد أحد المعالم السياحية الرئيسية في لندن، حيث يعرض منتجات الشمع للشخصيات التاريخية والفنية والسياسية والرياضية وممثلين منهم تشرشل وهتلر وشكسبير وكيم كاردشيان وأنجيلينا جولي والملكة إليزابيث.

وقال تركي آل الشيخ -الذي تسلم رئاسة هيئة الترفيه مؤخرا- إن متحف الشمع الشهير “مدام توسو” سيعرض للجمهور السعودي أبرز الشخصيات العالمية منحوتة على الشمع بصورة غاية في الدقة.

وأوضح آل الشيخ أن من بين الشخصيات السعودية التي سيتم نحتها بالشمع شخصية الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وهو ثاني ملوك البلاد من أبناء الملك المؤسس.

فتاوى تحرّم التماثيل
يذكر أنه في جوابه عن حكم صناعة التماثيل وعرضها، اعتبر عضو هيئة كبار العلماء السعودية الشيخ الراحل محمد بن صالح العثيمين قبل سنوات أن “صنع التماثيل المجسمة إن كانت من ذوات الأرواح لا يجوز”، مؤكدا أنها محرمة باستثناء التماثيل التي ليست من ذوات الأرواح، وهو الرأي نفسه الذي أفتى به المفتي العام للمملكة السابق عبد العزيز بن عبد الله بن باز في مجموع فتاويه.

ولا توجد تماثيل في المملكة استنادا لهذه الفتاوى التي تحرم بناءها، بل تلزم ولي الأمر بهدمها إن وجدت، لكن التحولات الأخيرة التي تشهدها المملكة لا تلتزم بهذه الأعراف التي تأسست عليها المملكة.

ورغم توسع مساحة الترفيه في المملكة المحافظة التي تأسست على تحالف الأمراء والشيوخ، فإن هوامش الحريات تتقلص وتضيق، في حين تفتح أبواب السجون للمعارضين والناشطين وحتى الصامتين الذين لا يدعمون خطوات الأمير الشاب والعهد الجديد.

وتقضي التغييرات الجديدة في السعودية -التي تأتي في صلب رؤية 2030 التي خطها ولي العهد محمد بن سلمان- بافتتاح دور للسينما والسماح للمرأة بحضور المباريات الرياضية في الملاعب وقيادة السيارات، وزيادة الفعاليات الفنية والرياضية، وتدفق المغنون العرب والعالميون على المملكة لإقامة الحفلات.

المزيد من الترفيه
وعرض رئيس هيئة الترفيه في السعودية تركي آل الشيخ إستراتيجية جديدة للترفيه في المملكة، من أبرز بنودها السماح بإصدار تراخيص للعزف الموسيقي والعروض الغنائية في المقاهي والمطاعم.

وقال آل الشيخ في مؤتمر عقده أمس الثلاثاء لإعلان الإستراتيجية الجديدة إن “هذا قطاع مهم.. سنسمح إن شاء الله بإصدار تراخيص للعروض الحية لجميع المطاعم والمقاهي في السعودية اعتبارا من اليوم، للعزف الموسيقي والعروض الغنائية والكوميديا الارتجالية وحركات خفة اليد، والأولوية دائما للسعودي والسعودية”.

وتحدث عن أجواء هذا الانفتاح السعودي وخلفياته، وقال في معرض حديثه “تم اختطافنا فكريا في فترة ماضية”، لكنه أكد أن الهيئة لن تجلب فعاليات تخالف عادات المجتمع السعودي.

وكان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قد أقال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه أحمد الخطيب من منصبه بشكل مفاجئ دون توضيح الأسباب.

والإقالة جاءت على إيقاع جدل لم ينقطع منذ شهور داخل وخارج السعودية بشأن أنشطة وفعاليات الهيئة وطبيعة الصورة التي تريد أن ترسمها لبلاد الحرمين في قادم الأيام، وقالت صحيفة “سبق” السعودية حينها إن قرار الإعفاء الملكي صدر بناء على ما حصل من تجاوز في فعالية السيرك بالرياض مؤخرا، وما صاحب ذلك من ظهور لبعض لاعبات السيرك بلباس وصف بأنه غير لائق.

وأثار الظهور شبه العاري للاعبات السيرك مطالب للمغردين على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر بوقف ما اعتبروه “انحلالا أخلاقيا”، وتصاعدت وسوم (هاشتاغات) تنتقد الهيئة مثل #نطالب_بالهييه_وايقاف_الانحلال.

ماذا عن البنية التحتية؟
وأعلنت هيئة الترفيه سابقا عن عدد هائل من العروض الترفيهية والمسابقات التي ستنظمها ضمن الإستراتيجية الجديدة، وقالت إن المسرح سيعود بشكل أكبر، وإنها ستستضيف كبار الممثلين العرب وتقيم مسرحيات شهيرة لهم في مختلف مناطق المملكة.

وتنوي الهيئة استضافة العديد من العروض المسرحية الغربية وعروض السيرك، وفعاليات غنائية يشارك فيها مغنون عرب وغربيون، بالإضافة إلى عروض كوميدية حية. كما ستنتج نسخا سعودية من برامج غنائية عالمية مثل “ذي فويس”.

وتثير زيادة الفعاليات الترفيهية ونشاط الهيئة مقابل خفوت أصوات جمعيات ومؤسسات دينية ومدنية، أسئلة عن أهداف هذا التوجه المحموم نحو الترفيه، خاصة وأن التغيير بدأ مفاجئا وبطريقة صادمة ولا تراعي البيئة المحافظة التي تحكمها قوانين الشريعة والضوابط العشائرية والعائلية، وفق الكثيرين.

وبينما ترحب شرائح مختلفة بمثل هذه المشاريع وتعتبرها في صلب عملية التغيير والإصلاح الطبيعية للمدن والمجتمع في السعودية، ترى شرائح أخرى أنها تشكل في معظمها تجاوزا للواقع الاجتماعي والديني، وأنه كان من الأولى تحويل تلك النفقات لتحسين أوضاع المواطنين ومشاريع البنية التحتية والخدمات الأساسية.

الجزيرة