خاص: من الطبيعي أن يستفيد أهل كل بلد من ثرواته قبل غيرهم، وأن ينعموا بخيراته؛ أولاً لأنه في حالة الحرب سيكونون أول المدافعين عنه، وفي حالة النقص سيكونون أول المتضررين منه.

ويكتنف مشروع ” السعودة” الحكومي في بلاد الحرمين مشكلات كثيرة: منها غياب التدرج والتهيئة والإعداد والتخطيط والهجوم على أعمال وغيرها أولى، والهجوم على مهن يصعب إقبال شعب الجزيرة عليها الآن.

ومن المشاكل: تعظيم العداء بين أهل البلد والوافدين، مع أن الوافد جاء في الغالب بطريقة رسمية، وهو يقدم خدمة ويأخذ مقابلها، وقد يكون خلف هذا التأزيم جهات تستفيد من إشاعة الخوف والشك.

عمومًا هناك مجالات لازالت بحاجة لتوطين في بلاد الحرمين، ولا أحد يتكلم عنها بصراحة، مع أنها مهمة ومركزية ومؤثرة لكل أحد وفي كل شيء.

أولها: توطين القرار، فقرارنا في بلادنا مختطف، مرة يأمر ترامب فيطاع، ويشير كوشنر فيجاب، ويقترح (مبز) فيتم، ويطلب السيسي فيكون، ويخطط دحلان فينفذ، وبعد تحرير القرار من هؤلاء المجرمين يجب أن يعود إلى الشعب وليس إلى (مبس) وشلته من أصدقاء وأبناء عم.

ثانيها: توطين الثروة والمال؛ فثروة بلاد الحرمين ذاهبة يمينًا وشمالاً، ولا يستفيد منها الشعب كما يجب، وتصب في جيوب مصارعين ورياضيين ومطربين وراقصين وشواذ وإعلاميين وبائعات هوى وغير ذلك، ولذلك يجب إنقاذ أموال شعب الجزيرة العربية من هذا العبث، وبعد ذلك منع (مبس) وطائفته من الاستيلاء عليه وحرمان الشعب الكريم من ماله وخيره وثروات أرضه.

متى تصبح ثروتنا لنا؟! متى يصبح قرارنا بأيدينا؟! متى نتخلص من آمر كافر ومشير كاذب ورفيق مخادع؟! متى يصبح الشعب العربي النقي مالكًا لإرادته وثروته وشئونه؟!