حث الكاتب الأمريكي “نيكولاس كريستوف” لجنة جائزة نوبل للسلام على اختيار المعتقلة والناشطة السعودية لجين الهذلول للفوز بالجائزة، مبيناً أن الهذلول البالغة من العمر 29 عاماً، مناصرة لقضايا المرأة وحقوق الإنسان، وهو ما أدى إلى سجنها وتعذيبها من قبل السلطات السعودية.

وأضاف كريستوف في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز”: “لقد أثار مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي غضباً عالمياً كبيراً، وعلى الرغم من ذلك فإن الرئيس دونالد ترامب وإدارته رفضا تحميل مسؤولية مقتله وتقطيع أوصاله للسلطات السعودية”.

وقال الكاتب الأمريكي إنه لم يعد بالإمكان إعادة خاشقجي، ومن ثم “فإن علينا أن نركز على الذين ما زالوا أحياء، ومنهم لجين الهذلول وتسع سعوديات سجينات معها، خاصة أن التقارير تتحدث عن تعرضهن للتعذيب”.

وأشار الكاتب الحاصل على جائزة بوليترز الصحفية المرموقة مرتين، إلى أن الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو وجاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس، ركزوا كثيراً على شخصية ولي العهد محمد بن سلمان بصفته مصلحاً كبيراً، ولكن يبدو أنهم تعرضوا للخداع، فلقد قام بن سلمان بحملة اعتقالات كبيرة، ويُعتقد أنه من يقف وراء إصدار أمر قتل خاشقجي.

واعتقلت لجين الهذلول عام 2014، عندما حاولت قيادة السيارة في السعودية، ثم تقدمت في العام 2015 للترشح لانتخابات المجالس البلدية.

وفي العام 2017 تم اعتقال الهذلول أثناء قيادتها السيارة في الإمارات، حيث تم خطفها من قبل قوات الأمن السعودية وإعادتها للرياض مع زوجها وهناك تم إجبارها على الانفصال عنه، وذلك قبل وقت قصير من قرار السعودية السماح للنساء بقيادة السيارة، بحسب الصحيفة.

ويسرد الكاتب تفاصيل ما ذكرته العديد من منظمات حقوق الإنسان الدولية التي تحدثت عن عمليات تعذيب وتهديد بالاغتصاب والقتل تعرضت لها سجينات سعوديات ومنهن الهذلول، مؤكداً أن لجين لم تسكت عن عمليات التعذيب تلك والتهديد بالقتل، وأنها قامت بإخبار عائلتها أثناء زيارتهم لها في السجن.

وقال الكاتب إن “ساره ليا ويتسن” من منظمة هيومن رايتس ووتش، أبلغته أن إساءة معاملة لجين ما هو إلا تجسيد لأساليب السعودية المدمرة وأحكامها القضائية الخارجة عن القانون، والمتمثلة في الانتقام الشديد من أي مواطن يفكر ويتجرأ في التفكير بحرية.

ورفضت الحكومة السعودية الرد على الاتهامات التي تحدثت عن تعذيب المعتقلات وتعرضهن للتحرش الجنسي، غير أن التقارير الصحفية السعودية كانت تتحدث عن أن لجين والسجناء الآخرين خائنون ويستحقون الإعدام.

وأشار كريستوف إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تصاعد وتيرة الإعدام في السعودية؛ ففي العام الماضي تم إعدام 150 شخصاً، وأيضاً هذه المرة الأولى التي سعى فيها المدعون العامون في السعودية لإصدار حكم بالإعدام ضد سيدة مدافعة عن حقوق الإنسان وهي إسراء الغمغام.

ولفت إلى أن حديث ترامب عن أن السعودية هي حليف مهم حديث “دقيق”، ولكن يجب أن يكون هناك قائد “محترم وعصري” بدلاً من أمير “يخلق الخلافات مع الجيران، ويختطف رئيس وزراء لبنان، ويقتل صحفياً ويعذب النساء”.

ووصف السياسة السعودية بأنها “غامضة”، مشيراً إلى أن ترامب وبومبيو وكوشنر سوف يدعمون بن سلمان ليكون ملكاً خلفاً لوالده، ولذا فإن العالم سيكون على موعد مع “حاكم مزعج”.

لا تملك أمريكا الكثير من النفوذ لتحسين حقوق الإنسان في دول مثل الصين وفنزويلا وإيران، ولكنها تملك نفوذاً هائلاً في السعودية، التي تعتمد في أمنها وبشكل كبير على الولايات المتحدة، ورغم ذلك فإن ترامب وبومبيو وكوشنر يرفضون استخدام هذا النفوذ للضغط على السعودية، بحسب الكاتب.

وأكد الكاتب أن المملكة لن ترقى إلى مستوى إمكاناتها ما دامت تعامل المرأة باعتبارها مواطناً من الدرجة الثانية، وهو ما لا يضع العدالة وحدها على المحك بل الاستقرار والتنمية الاقتصادية والسلام أيضاً في الإقليم.

مختتماً مقاله بدعوة لجنة جائزة نوبل للسلام للنظر في اختيار الهذلول لمنحها جائزة هذا العام.