قالت نيويورك تايمز إن لولي العهد السعودي محمد بن سلمان سجلا خطيرا من التصرفات المتهورة، وإن إدارة الرئيس دونالد ترامب ليست بحاجة له.

وذكرت الصحيفة الأميركية الواسعة الانتشار أن ثمة نبرة مشتركة بدأت تظهر بخطاب ترامب إزاء إقدام المملكة السعودية على قتل الصحفي جمال خاشقجي.

فقد ظل الرئيس وأركان إدارته يتحدثون عن نيتهم النبش في جوهر القضية ومحاسبة كل المسؤولين عن ارتكاب الجريمة، وفق ما تقول نيويورك تايمز.

لكن هناك دوما تبرير منطقي من جانب الإدارة. فقد أفادت الخارجية الأميركية السبت الماضي بأن أي تصرف ينبغي أن ينسجم مع مبدأ “الحفاظ على العلاقة الإستراتيجية الهامة بين الولايات المتحدة والمملكة”.

وتقول هيئة تحرير الصحيفة -في مضمون كلمة لها، نشرت أمس قبل تصريحات ترامب الأخيرة بشأن استمرار التعاون مع الرياض رغم تداعيات قضية خاشقجي- إن من الواضح أنه لا يوجد شيء يستطيع تعكير صفو علاقة البيت الأبيض بولي العهد السعودي.

ولعل هذه الحتمية –تضيف الصحيفة- هي التي حدت على ما يبدو بترامب لمقاومة النتيجة القاطعة التي وصلت إليها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) مؤخرا والتي حملت فيها محمد بن سلمان مسؤولية إصدار الأمر بقتل الصحفي.

وهذا السبب -حسب نيويورك تايمز- هو الذي حال دون كشف وزارة الخارجية النقاب عما توصلت إليه إدارة ترامب من نتائج بخصوص القضية.

ويبدو أن ترامب يبالغ في تقييم السعودية كمشرٍ للسلاح ومنتج للنفط، وحليف ضد إيران. فالحقيقة –بحسب نيويورك تايمز- أن النظام السعودي لم يحقق نتائج تذكر في أي من تلك الأصعدة كما كان يروج الرئيس.

أما كونها شريك عسكري للولايات المتحدة في دفع العدوان الإيراني، فإن السعودية أثبتت أن لا طائل يُرجى منها -تقول الصحيفة- إذ لم يكن لها وجود ذي بال في سوريا حيث تشن طهران أقوى حملاتها العسكرية.

وتمخض تدخل محمد بن سلمان في اليمن عن كارثة إنسانية، بينما ترسخت أقدام إيران هناك. وتبسمت طهران عندما فرض ولي العهد السعودي بحماقة حصارا على قطر المجاورة، وابتهجت حينما اختطف رئيس وزراء لبنان الموالي لواشنطن، على حد وصف نيويورك تايمز.

فقد استوفت السعودية جزءا يسيرا من مشترياتها من السلاح بقيمة 110 مليارات دولار، وخلصت هيئة تحرير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة لن تستطيع إزاحة محمد بن سلمان، وأن إمكانية بقائه بالسلطة تعد مبررا آخر استندت إليه الإدارة في رد فعلها المحابي لولي العهد.

غير أنه من الممكن أن تفرض واشنطن عقوبات على ولي العهد السعودي وأن تعرض عنه مع استمرار التعامل مع نظامه. وتقول نيويورك تايمز أيضا إن الرياض لن تقوى ولن تسمح بإحداث شرخ في علاقتها مع واشنطن.

وتزعم الصحيفة أن إضعاف ولي العهد من شأنه أن يعزز استقرار السعودية والشرق الأوسط. وعلى النقيض من ذلك، فإن الإخفاق في السيطرة على محمد بن سلمان سيغريه على الإتيان بتصرفات أشد دمارا.