سلّطت صحيفة “نيويورك تايمز” الضوء على خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قُتل في مبنى قنصلية بلاده في إسطنبول، في الثاني من أكتوبر الماضي.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن “خديجة ما زالت تبحث عن إجابات حول الكثير مما أحاط بمقتل خطيبها خاشقجي؛ فلقد بقيت ليومين تنتظر أمام رصيف القنصلية ليخرج جمال دون جدوى، وهو ما شكّل أول خيوط اختفاء الصحفي الشهير”.

وقالت جنكيز: “حاولت أن أفعل الشيء الصحيح بقدر استطاعتي، لقد قُتل جمال بسبب ما آمن به، وأنا أسير مثله على نفس الموقف”.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ خديجة فعلت الكثير من أجل أن تبقى قضية خاشقجي حاضرة، وأن تجد إجابات لأسئلتها، فقد تحدثت مع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، والتقت بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وأجرت مقابلات تلفزيونية مطولة، ثم أصدرت كتاباً بعنوان “جمال خاشقجي: الحياة والنضال والأسرار”.

وأشارت الصحيفة إلى أن جنكيز ما زالت -رغم مضي سبعة أشهر على حادثة اغتيال خاشقجي- غارقة في الحزن، رغم أنها انسحبت من وسائل التواصل الاجتماعي ورفضت تلبية دعوة البيت الأبيض، إلا أنها ما زالت مصممة على بحثها عن إجابات لتحقيق العدالة.

وبحسب الصحيفة، شاركت خديجة مؤخراً في مؤتمر بالنرويج أقامته جمعية الصحافة الناقدة، وتخطط لزيارة الولايات المتحدة، منتصف هذا الشهر، ولكن ليس تلبية لدعوة البيت الأبيض، التي لا تزال مفتوحة.

ونوهت الصحيفة بأن السلطات السعودية لم تعلن عن مكان جثة خاشقجي، الذي قُتل على يد عناصر أمنيين حكوميين وقاموا بتقطيعه، ورغم أن المملكة اعترفت بالحادثة وأن هناك من يقف وراءها، واتهمت أشخاصاً وحكمت على خمسة منهم بالإعدام، فإن الكثير من الأسئلة ما زالت بلا إجابات.

خديجة جنكيز (37 عاماً)، كانت لاعباً غير متوقع في مسيرة حياة خاشقجي، كما تقول الصحيفة، فهي لم تعرفه إلا في الأشهر الخمسة الأخيرة، وكانوا على وشك إتمام الزواج عندما قُتل.

وأضافت خديجة عن علاقتها بجمال: “لم نكن أطفالاً؛ كنا شخصين بالغين، وأجرينا على الفور محادثة عقلانية حول كيفية زواجنا، وكيف يمكننا أن نجعلها ناجحة”.

وأردفت: “مع ذلك كانت العلاقة قوية، ليس أقلها لأن خاشقجي كان يعاني من انفصال شديد مع بلده الأصلي، فبعد مسيرته الطويلة كداعم مخلص للملكية السعودية، أصبح منشقاً، وانتقل إلى الولايات المتحدة قبل 18 شهراً، وبدأ بكتابة أعمدة لصحيفة واشنطن بوست”.

كان الهدف الرئيسي لانتقاداته هو محمد بن سلمان، ولي العهد الجديد، والزعيم الفعلي للسعودية، والذي كان يقوم بعملية تحديث البلد، لكنه أيضاً كان يحبس كل من يعارضه، وفق الصحيفة.

وأوضحت خديجة أن العديد من أصدقاء السيد خاشقجي قد تعرضوا للسجن، وشعر بأنه مضطر لرفع صوته نيابة عنهم، لقد كان يتحدث دائماً عن المسؤولية الأخلاقية التي يتحملها”.

وأشارت إلى أنه كان لدى والدها تحفظات على زواجها من خاشقجي؛ بسبب اختلاف السن ومخاوفه بشأن صحته، لكنه سمح لها باتخاذ قرارها الخاص، وطلب منه أن يشتري شقة ويستقر فيها.

وبينت الصحيفة أن خاشقجي اشترى الشقة، وذهبوا إلى القنصلية السعودية، في 2 أكتوبر، للحصول على أوراق تسمح له بالزواج من السيدة جنكيز، حيث كان من المقرر أن يصل الأثاث بعد يومين؛ لقد خططوا للزواج في أسرع وقت ممكن.

وقالت جنكيز: “لقد كان حريصاً على حل الأمور، لم يكن من الأشخاص غير الحاسمين، كان متلهفاً لحياة جديدة، وكان دائما يقول لي إن الشيء الأكثر صحة الذي فعلته في حياتي هو الزواج منك، كان دائما يقول لي لم يفهمني أحد مثلك”.

وتصمم خطيبة الصحفي خاشقجي على أن تعرف الإجابات لأسئلتها؛ من أجل العدالة ولمنع حصول مثل هذه الجرائم مرة أخرى، إذ تختم حديثها: “هناك اليوم الكثير مثل جمال في بلده مسجونون، ربما ما نفعله اليوم يمكن أن يحسن من أوضاعهم”.