حمد العجمي

خاص: من أهم مظاهر التغريب السياسي في المملكة العربية السعودية:

1. اتخاذ الميكافللية الغربية أداة لإدارة شؤون الحكم.

ويتبدى مدى تغلل هذا الفكر السياسي الغربي (الميكافيللي) في العديد من تصرفات الأمير محمد بن سلمان.

ففي قضية حصاره لدولة قطر ضرب محمد بن سلمان عرض الحائط بكثير من الأعراف والأخلاق سواء بالمعيار السياسي المعتاد أو بالمعيار الأخلاقي العربي المعهود. فلم تشهد المملكة خروجًا عن النمط الأخلاقي بالطعن في الأنساب وتفريق الأسر على نحو ما حصل في حصار دولة قطر.

كذلك كانت قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي بالطريقة البشعة التي تابعها العالم أجمع، تشير إلى ميكافللية طاغية لدى الأمير وكأن ميكافللي هو شيطان محمد بن سلمان الذي يرشده، يقول ميكافيللي “غاية الأمير النهائية هي التمكين لسلطانه، والتعظيم لقوته، ولكي يتحقق ذلك عليه اللجوء إلى العديد من الوسائل بغض النظر عن أخلاقياتها، فتحقيق ذلك الهدف ممكن أن يستدعي الأمير إلى اللجوء للرذائل”.

لقد تابع العالم أجمع تفاصيل مقتل الصحفي السعودي من داخل قنصلية بلاده، وكانت الأخبار تتداول عن بشاعته وفي الخلفية صورة القنصلية وفوقها يرفرف علم المملكة حاملاً كلمة التوحيد “لا إله إلا الله”.

وكذلك كانت حملة اعتقالات فندق الريتز كارلتون مؤشرًا آخر على مدى القسوة واتباعه لنصائح ميكافيللي في أن ” تكون سياسة الأمير مع محكوميه لا تهتم ولا تعبأ بقضايا الأخلاق كشأن العدل، الظلم، الخير، الشر .. إلخ. فكان مِن مَن اعتقلهم محمد بن سلمان أولاد عمه ورجال الأعمال والمسؤولين والوزراء السابقين، ثم يتم الإفراج عنهم بعد أشهر وذلك بدعوى قضايا فساد مالي فإن كانوا فاسدين لماذا تم الإفراج عنهم دون محاكمة ولا عقاب؟ وإن كانوا غير ذلك فكيف يتم التصريح أنهم دفعوا أموالهم للخروج حتى بلغ مقدار ما جمع منهم 100 مليار دولار على حد تصريح لجنة قضايا مكافحة الفساد.